• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .
                    • الموضوع : لا يجب إقامة الحدود في عصر الغيبة الكبرى .

لا يجب إقامة الحدود في عصر الغيبة الكبرى

 الإسم:  *****

النص: السلام عليكم
 
1- تقولون سماحتكم بسقوط الحدود في زمن الغيبة ما عدا القتل و الفساد في الأرض ، فما عقوبة الزاني و السارق في عصر الغيبة؟
2- ذكرتم أن لا فضيلة ظاهرة للمسجد الأقصى و استدليتم برواية تذكر أن مسجد الكوفة احد المساجد الأربعة فما هي تلك المساجد إذا لم تشمل الأقصى ؟
3- هل تعيين المستضعف من واجبات المكلف ؟ فمثلا إذا كان الشخص بسيطا و لا يعرف عن دينه المثير مثل العمال الآسيويين إلا يعتبر مستضعفا؟
 
و دمتم
 
 
المواضيع الفقهية والعقائدية: لا يجب إقامة الحدود في عصر الغيبة الكبرى /  مسجد الكوفة على صاحبه آلاف السلام والتحية والإكرام أفضل من المسجد الأقصى الأرضي والسماوي / تحديد مفهوم المستضعف من شؤون الفقيه العارف بأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم / المكلّف يطبق الصغرى على الكبرى في تحديد المستضعف.
بسمه تعالى
 
 
السلام عليكم
استعراض الأسئلة والإجابة عليها:
 
السؤال الأول: تقولون سماحتكم بسقوط الحدود في زمن الغيبة ما عدا القتل و الفساد في الأرض،  فما عقوبة الزاني و السارق في عصر الغيبة؟
 
الجواب: بسمه تعالى
      لسنا أول من قال بسقوط الحدود في زمن الغيبة الكبرى على صاحبها آلاف التحية والسلام بل هو نظر مشهور أعلام الامامية، بل بعضهم قال بحرمة إقامتها بغيبة قائمنا الحجة المنتظر سلام الله عليه، ونستثني من عدم إقامة الحدود ما وجب على القاتل العمدي المفسد في الأرض لأن قتله متعارف عليه في عامة الشرائع والملل حتى القوانين الوضعية فإنها تُجري عليه حدّ القتل أو السجن المؤبد مع الأعمال الشاقة...وأما الحكم بالنسبة إلى السارق والزاني فلا نقول بوجوب إقامة الحد عليه في عصر الغيبة الكبرى بل تجري عليهما أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن يختلف الأمر مع السارق إذ يعاقب بغير القطع أو الجلد بل يضمن ما سرقه وإلا فيحبس أو يغرّم ( والغرامة ترجع للمسروق منه لا للحكومة  وتحسب من المال المسروق) أو يكفله آخرون وما شابه ذلك من أحكام توجب صرفه عن السرقة والضمان للمسروق منه...والله هو العالم.
 
السؤال الثاني: ذكرتم أن لا فضيلة ظاهرة للمسجد الأقصى و استدليتم برواية تذكر أن مسجد الكوفة احد المساجد الأربعة فما هي تلك المساجد إذا لم تشمل الأقصى ؟.
 
الجواب على السؤال الثاني:  
     نحن لم نتطرق من عند أنفسنا إلى التحديد بالمساجد الأربعة في أحد أجوبتنا لبعض المستفتين لنا بل غاية ما قلنا: أن افضل المساجد هو مسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد الكوفة وبقية مساجد مقامات أئمة الهدى سلام الله عليهم، فالتحديد بالمساجد الأربعة إنما هو في الخبر الذي استعرضناه في خبر ميثم التمار عن أمير المؤمنين  عليه السلام بقوله الشريف:(وعليك بهذا المسجد ــ يعني مسجد الكوفة ــ فإنه أحد المساجد الأربعة...) ، والتحديد بالأربعة هو التالي: مسجد الحرام، مسجد النبي، مسجد الكوفة، ومسجد الأقصى في السماء.
 ولا يعني بالأقصى ما هو في فلسطين وذلك بقرينة الأخبار المقللة من أهميته، والمديح للأقصى يراد منه الذي في السماء، بدلالة خبر أبي ذر قال:" قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا ؟ قال : " المسجد الحرام " قلت : ثم أي ؟ قال : " المسجد الأقصى " ، قلت : كم بينهما ؟ قال : " أربعون سنة". ولا يخفى أن التحديد بأربعين سنة يراد منه مسيرة أربعين سنة صعوداً في السماء للوصول إلى المسجد الأقصى السماوي، ولا يراد منه الأرضي إذ ليس بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى الأرضي تلك المسافة سواء كان القاصد له راجلاً أو راكباً على ناقة أو فرس، فلا بد من حمل الأربعين على المسافة الصعودية للوصول إلى المسجد السماوي الذي يبعد عن الأرض مسافة أربعين سنة سيراً على فرس لو فرضنا المسير إليه بواسطة فرس... 
  والنحديد بالأربعة لا يلغي أفضلية مقامات الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم على المساجد الأربعة، فالحصر بالأربعة إضافي لا يلغي أفضلية غيرها عليها كما في مواضع قبورهم التي صارت مسجداً يتعبد المؤمنون فيها لله تعالى، فهي أفضل من المساجد الأربعة، وذلك لتضمن أجسادهم الطاهرة فيها، ولا ريب في أن أجسادهم لها الشرف والفضيلة على المسجد الحجري، إذ لا يعقل شرعاً وعقلاً أن يكون المسجد الأقصى ومسجد الحرام مثلاً أفضل من مقامات الأئمة الطاهرين عليهم السلام الذين لولاهم لم يكن للكعبة قيمة معنوية لأنهم قوام الكعبة ولولاهم ما عُرِف الله...ولولاهم ما عُبِد الله كما جاء في الأخبار الشريفة ....والخبر الذي استعرضناه في جوابنا السابق يدل على أن المسجد الرابع هو المسجد الأقصى الموجود في السماء لا الذي  في فلسطين، والخبر منقول عن الإمام الصادق سلام الله عليه وهو صريح بتحديد المسجد الأقصى(أي المسجد الرابع) الموجود في السماء المعمورة، وإرساله لا يضر بصحته بعدما كان مجبوراً بعمل المشهور من ناحية، ومدعوماً بالأخبار المستفيضة الدالة على افضلية مسجد الكوفة من المسجد في بيت المقدس من ناحية أُخرى، والخبر هو التالي:
  روى الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن سلام الحناط ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل ، فقال : " المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) " قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ فقال : " ذاك في السماء ، إليه أسري رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " فقلت ان الناس يقولون أنه بيت المقدس، فقال : " مسجد الكوفة أفضل منه " . 
ذيل الخبر الشريف واضح في دلالته على أن مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى الأرضي الذي يقول الناس ـــ لا الأخبار الشريفة ـــ بأنه أفضل من مسجد الكوفة... بل نزيدكم بأن مسجد الكوفة افضل من المسجد الأقصى الموجود في السماء، وذلك لأن الله تعالى فطر السماوات والأرضين والعرش والفرش كرامةً للنبيّ الأعظم وأمير المؤمنين وأهل بيتهما الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين كما دلت على ذلك الأخبار المتواترة الدالة على أن الله تعالى خلق الكون لأجل أهل الكساء وهي فحوى ما ورد عنهم(لولاكم ما خلقت الأفلاك) ومن المعلوم أن المسجد الأقصى الموجود في السماء هو من جملة ما خلق الله تعالى لهم...أعقل الجواب تهتدي للهدى والصواب ...يا كميل أطفئ السراج فقد طلع الصبح...!
 
السؤال الثالث: هل تعيين المستضعف من واجبات المكلف ؟ فمثلا إذا كان الشخص بسيطا ولا يعرف عن دينه المثير مثل العمال الآسيويين إلا يعتبر مستضعفا؟.
 
الجواب: بسمه تعالى
      تعيين المستضعف موضوع من الموضوعات التي يترتب عليها حكم شرعي، أمر تعيينه بيد الفقيه الورع العارف بمقامات أهل بيت النبوة والولاية، ونحن قد حددناه بالمسلم الذي لا يوالي أعداء أهل بيت العصمة والطهارة ولا يبغض شيعتهم، وتحديدنا له إنما هو من تحديد أخبارنا الشريفة للمستضعف، وقد أفضنا بذكرها في كتابنا الجليل(معنى الناصبي) فليراجع، وذكرنا فيه المصادر الحديثية التي كشفت عن تعريف المستضعف...وما ذكره غيرنا من علماء الإمامية مخالف لما جاء في الأخبار الصريحة، ونظرهم الضعيف ما هو إلا تقليداً لبعضهم البعض في التعريف الرائج بينهم اعتماداً على ظواهر بعض الأخبار الدالة على أن المستضعف هو كل مخالف لا ينصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام فقط من دون أن يأخذوا بنظر الإعتبار الأخبار الأُخرى الصريحة في تقييدها بأخبار أُخرى كشفت عن أن المستضعف هو من لا يوالي ولا يعادي أهل البيت وشيعتهم معاً... بل صريح بعضها بأن كلّ من يعتقد بإمامة الشيخية فهو ناصبي وخارج عن مفهوم المستضعف ...!.
وبناءً على ما ذكرنا: يتضح بأن المستضعف هو: من لا يعرف شيئاً عن دينه ولا يعتقد بإمامة وخلافة أعمدة السقيفة(أبي بكر وعمر وعثمان) ولا يقلّد أحداً من  أئمة الضلالة(كرؤساء المذاهب الأربعة) ولا يبغض أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم ولا يبغض أحداً من الشيعة لأجل تشيعه لهم، فإن انطبق هذا المفهوم على الآسيويين والهنود وأضرابهم فيمكن للمكلّف أن يحدِّد المصاديق بتطبيقها على المفهوم الذي أشرنا إليه ويعمل به ويرتب الآثار عليه، ونحن أخذناه من أخبارنا الشريفة وليس من عند أنفسنا لأن ذلك من القياس المحرَّم شرعاً، ونحن نفتي طبقاً للنصوص الشريفة...ودمتم موفقين والسلام عليكم.
والله هو حسبي ونعم الوكيل، والسلام.
 
 
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
الأحقر محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 16 ذي الحجة 1435هــ

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20