• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : سورٌ وآياتٌ قرآنية بحق أعمدة السقيفة لعنهم الله تعالى .

سورٌ وآياتٌ قرآنية بحق أعمدة السقيفة لعنهم الله تعالى

الإسم: لعن الله حبتر وزريق

النص: 
السلام عليكم ًورحمة ًالله وبركاته ،،،
 اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم
 عندي سؤال اذا سمحتم:
 بخصوص تأويلات اهل البيت عليهم السلام للآيات القرانية مثل :(عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم) و (فبأي آلاء ربكما تكذبان) و(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) قرأت في تفسير الصافي أن تأويلاتها في الشيخين لعنهما الله. فضلا عن ايات كثيرة في القرآن جراء ما أحدثاه. 
سؤالي الأول: هل صرّح رسول الله صلى الله عليه واله بتلك التأويلات وقت نزول الآيات لفضحهما امام الناس على حياته ام كتمها واكتفى بظاهر التنزيل؟ ولماذا أو كيف ذلك؟. 
سؤالي الثاني: احفظ حديثا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قال فيه :(ان للقران بطناً وظهراً ثم ان لبطنه بطناً الى سبعة ابطن او الى سبعين ). 
 كنت اشرح لوالدتي كيف ان تلك ًالتأويلات وبحسب اقوال اهل البيت عليهم السلام انها نزلت في أعداء الله فسألتني ولم أعرف كيف أجيب؟ أثابكم الله وشكراً لكم

الموضوع العقائدي: سورٌ وآياتٌ قرآنية بحق أعمدة السقيفة لعنهم الله تعالى.
  التفاصيل: النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله جاء بالتنزيل، والأئمة الأطهار عليهم السلام قاموا بالتأويل والتفسير / الأسباب الداعية لاستعمال النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله للتقية من أصحابه /كيف يقنع السائل أمه بتأويل الآيات الذامة بأبي بكر وعمر..!؟
بسمه تعالى

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   استعراض السؤالين والإجابة عليهما:
   السؤال الأول: هل صرّح رسول الله صلى الله عليه واله بتلك التأويلات وقت نزول الايات لفضحهما امام الناس على حياته ام كتمها واكتفى بظاهر التنزيل؟ ولماذا أو كيف ذلك؟.
الجواب على السؤال الأول: لم يبدو في الأخبار التي بين أيدينا أن النبيَّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) فسَّر الآيات الثلاث ــ التي أشرتم إليها في السؤال ــ بأبي بكر وعمر؛ بل جاء تفسيرهما بهما عن أئمة الهدى والعروة الوثقى من أهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم)، بالرغم من وجود آيات قد فسَّرها بهما بطريقٍ غير مباشر؛ والسر في كتمانه التفسير الواقعي بهما مكتفياً بظاهر التنزيل وعمومه، يرجع إلى عنصر التقية التي كان النبيُّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعيش تحت ظلالها؛ إذ إن شوكة هذين الصنمين كانت قوية جداً في المجتمع الإسلامي الحديث العهد، ولهما أعوانٌ وأنصارٌ كثيرون يبلغون الآلاف في المدينة، باعتبارهما من أعمدة الشرك والنفاق؛ وقد كان دخول المشركين في الاسلام لغايات ثلاث: أحدهما:الطمع بالملك والرياسة؛ وثانيهما: التغلغل في الوسط الإسلامي نفاقاً للقضاء على رسالة النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) من داخل الصف الإسلامي؛ وثالثها: الخوف من سيف أمير المؤمنين مولانا الإمام الأعظم عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه)؛ وقليل من المشركين دخلوا في الإسلام رغبة فيه وقناعة به .
  السببان الأولان هما اللذان دعيا النبيَّ الأمجد أبو الزهراء محمَّد (صلوات الله عليه وآله) إلى استخدام التقية في أقواله وأفعاله لئلا يؤدي التصريح إلى إحداث خللٍ وفتنةٍ في الوسط الإسلامي، فيستلزم ذلك شقّه من أساسه إلى نصفين: أكثرية منافقة، وأقلية مؤمنة، ومن ثمَّ القضاء عليه في مهده؛ من هنا لم يستطع النبيُّ المعظَّم (صلى الله عليه وآله) بقدراته الطبيعية أن يردع بعض صحابته المنافقين ــ وفي طليعتهم عمر بن الخطاب وأبو بكر ــ لما اعترض على النبيِّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ناعتاً له بالهجر والهذيان، وهو على فراش الموت طالباً منهم أن يأتوه بدواة وقرطاس لكي يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده أبداً...! ولو كان النبيّ الأمين قادراً على قهرهم وقتلهم لما كان جاز له السكوت عنهم واللجوء إلى كتمان غيظه منهم...وثمة سبب آخر دعا النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى السكوت عنهم ــ بالرغم من وجود أسد الله الغالب مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهما السلام القادر على محقهم بسيفه البتار لوحده ــ هو الأمر الإلهي بالسكوت لكي يكون ذلك فتنةً وتمحيصاً للمسلمين ليهدي من اهتدى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة...ومن هنا ينبثق جواب آخر عن علَّة السكوت وعدم قتال القوم هو: أن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) سكت عن حقّه يوم دخل عمر بن الخطاب إلى داره عنوة واعتدى على مولاتنا الطاهرة الزكيَّة مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) لأجل وصيةٍ من الله تعالى على لسان نبيّه الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) وقد عللتها الأخبار بإتمام العدة وهي أربعون رجلاً، ولم تتوفر، بالرغم من علم الله تعالى أنها لن تتوفر...!.
  هذه الأسباب مجتمعةً اقتضت سكوت النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن إظهار التفسير الواقعي بحق الصنمين الملعونين، وترك الأمر لأهل بيته الطيبين الطاهرين (سلام الله عليهم) لكي يبيّنوا الواقع بعد رحيله بحسب الظروف الموضوعية التي تخولهم بيان الواقع بما هو لا سيَّما الأحداث الخطيرة التي رافقت رحيل النبيّ الأمين (صلى الله عليه وآله) كالإعتداء على ابن عمه ووصيه وابنته الصدّيقة الكبرى (عليهما السلام)؛ فإن مجابهتها العظيمة لذينك الصنمين أحدث صاعقةً مدويّة في الوسط المسلم الصحيح الاعتقاد، حيث راعهم ما جرى عليها إلا أن قعودهم عن نصرتها جعلهم في خانة المتقاعسين عن نصرة أبيها وبعلها الذي بايعوه في غدير خم ولكنهم تقاعسوا عن الوقوف بجانبه حباً في الدنيا وطلب ملذاتها...! إنَّ مجابهة سيِّدتنا الصدّيقة الكبرى (أرواحنا لها الفداء) للقوم الكافرين الظالمين خير تفسير للآيات التي لم يستطع النبيُّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) الكشفَ عن أصحابها، أو لم يكن مأموراً ببيانها لاعتبارات إلهية كشفنا عن بعضها آنفاً؛ وليس هناك وسيلة للكشف عن واقع أولئك المجرمين أهم من تعريتهم بالفعل لا بالقول والتفسير؛ إذ ربما ينعتون النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) بالكذاب وأنه مفترٍ عليهم بدعاويه على إجرامهم وجورهم كما نعتوه بذلك على فراش موته...فكانت صرخةُ تلك الطاهرة الزكيّة مولاتنا المعظَّمة فاطمة الزهراء (أرواحنا لها الفداء) تفسيراً وجدانياً واقعياً لا لبسَ فيه ولا شكَّ يعتريه، ولها وقع في النفس الإنسانية المستقيمة على مر العصور وكرور الأزمنة والدهور إلى يوم القيامة، وهو تفسيرٌ موضوعيٌّ، أدواته أفراد ــ من صحابته المنافقين ــ معروفون بعداوتهم الباطنيَّة والظاهرية لرسول الله محمّد وأهل بيته المطهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) حيث لم يراعوا لنبيّهم الكريم الصادق الأمين حرمةً ولا ذمةً؛ من هنا جهرت مولاتنا الصدّيقة الكبرى سلام الله عليها (وروحي لها الفداء) بكلمتها العظيمة التي زلزلت عروشهم ــ التي قامت على سفك تلك المهج الطاهرة ــ بقولها الشريف في خطبتها المقدَّسة:[ اعلموا أني فاطمة وأبي محمَّد (صلى الله عليه وآله)...إلى أن قالت (عليها آلاف التحية والسلام) بعد أن رمت بطرفها الشريف نحو الأنصار: يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسِنة عن ظلامتي..؟! أما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي يقول:" المرء يُحْفَظ في ولده ؟" سرعان ما أحدثتم...].لقد عرتهم عن بكرة أبيهم ولم تدع مسلبة لهم مغطاة إلا وكشفتها، ولا عائبة لهم مكنونة إلا وأكدتها ولا قبيحاً مستوراً إلا وأظهرته...أليس هذا أبلغ في الحُجَّة وأنجع في المحجَّة..؟! بلى وربّ مولاتي وسيدتي المعظمة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء روحي لها الفداء، ولعن الله الصنمَ الأكبر عمر الظالم لها...! وكأني برسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) حينما سكت عن فضح الصنمين حين نزلت آياتٌ فيهما، أراد أن يوكل تلك المهمة العظيمة إلى سيِّدة نساء العالمين (روحي لنعليها الفداء) بأمرٍ من الله تبارك شأنه لكي تكون الحجة أعظم وأبلغ وتطبيقها على الآيات أنجع؛ ولأن مهمتها الجهادية الشريفة انحصرت في مجابهة القوم الظالمين لعنهم الله تعالى وكشف زيغهم وكفرهم، ذلك لأن النبي والولي (عليهما السلام) قد جاهدا القوم الكافرين جهاراً، بينما كانت مهمة الصدّيقة الكبرى (سلام الله عليها) هي مجاهدة المنافقين المتسترين بالإسلام، وهي مهمة أعظم وأشق من مهمة جهاد الكافرين...لقد انتخبها الله تعالى لتلك المهمة العظيمة لإبراز فضلها وعلو مقامها وليري الله تعالى أنها ابنة نبيّ عظيم وزوجة وليّ معظَّم، وأن جهاد الأعداء بالكلمة لا يقتصر على الرجال فحسب، بل للنساء فيه فضل كبير...إنها الصديقة الكبرى التي على معرفتها دارت القرون الأولى؛ فكانت المفسّر لكتاب الله المنزل على رسوله الكريم، تفسير ليس بالحروف والكلمات وإنما بالجهاد باللسان وهو أعظم من جهاد اليد، ورد في الحديث:" أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".   
   السؤال الثاني:أحفظ حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قال فيه :" إن للقران بطناً وظهراً ثم إن لبطنه بطناً الى سبعة أبطن، أو الى سبعين".كنت أشرح لوالدتي كيف أن تلك ًالتأويلات وبحسب أقوال أهل البيت عليهم السلام إنها نزلت في أعداء الله فسألتني ولم أعرف كيف أُجيب ؟
   الجواب على السؤال الثاني: حيث إن تلك الآيات قد نزلت في أبي بكر وعمر لعنهما الله وحيث إنها من بطون القرآن باعتبار عدم التصريح باسميهما صريحاً وإنما الكاشف عنهما هو الإمام المعصوم عليه السلام فلا يجوز ـــ والحال هذه ـــ أن تنكرها والدتك لمجرد أنها تأويلات وبطون للقرآن وإلا فسوف تقع والدتك في محذور جحود الكثير من الآيات الكاشفة عن الأحكام الشرعية والأصول الاعتقادية التي يحتاج فهمها إلى بيان المعصوم عليه السلام، فعامة آيات الأحكام الشرعية مجملة تحتاج إلى بيان وتفصيل وشرح وتطبيق على مواردها من قبل النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، هذا فضلاً عن آيات المعارف المتشابهة نظير الآيات التي تجسم الله تعالى وأنه جالس على العرش وغيرها من الآيات التي تحتاج إلى بيان مفصل من قبل المعصوم عليه السلام، فجحود الوالدة للآيات النازلة بحق أعداء أهل البيت نظير الآيات المتشابهة التي تحتاج إلى بيان وشرح وتوضيح من قبل المعصوم عليه السلام، وهذا واضح لا يحتاج إلى مزيد جهد لكي تفهمه أمك حفظك الله تعالى وهدى أمك إلى الصراط المستقيم، والسلام عليكم.
 
حررها العبد محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 4 ربيع الثاني 1438 هـ

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18