• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل عصى المختارُ إمام زمانه بمحاربته لطواغيت عصره؟ .

هل عصى المختارُ إمام زمانه بمحاربته لطواغيت عصره؟

هل عصى المختار الثقفي إمام زمانه بمحاربته لطواغيت عصره؟
      

بسمه تعالى            
 

إذا كانت الإمامة واجبة فعندما يصالح الإمام الحسن عليه السلام فطاعتنا للإمام تجعلنا أن نصالح كما صالح الإمام وعندما يحارب الإمام علي فيجب علينا اتباع اسلوبه ونحارب أعداء الدين وسؤالي يتمحور في أسلوب زين العابدين عليه السلام حيث استخدم سلاح الدعاء لمحاربة أعداء الدين لكن ما تبرير موقف المختار حيث خالف أسلوب إمامه فهل يعتبر موقف المختار موقفاً مخالفاً لموقف الامام وهل يعتبر المختار خالف طاعة الإمام باستخدامه الأسلوب العسكري؟؟ أرجو توضيح الصورة لي....وشكرا
وفقكم الله لخدمة أهل البيت وإعلاء كلمتهم

والجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
 

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمد وآله الطاهرين..
لم يخرج المختار عن رأي الإمام زين العابدين عليه السلام وموقفه بل ما فعله المختار أعلى الله مقامه ورفع في الخلد جنانه ودرجاته كان برضى الإمام عليه السلام،ويشهد لما قلنا دعاء الإمام له لمّا وصله الخبر بإنتقام المختار من قتلة الإمام الحسين عليه السلام.. وثمة أخبار كثيرة تمدح وتطري على المختار الثقفي (رضي الله عنه وأرضاه) منها التالي:
ماروي عن حمدوية، عن يعقوب عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنى، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة.
    وعن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ وقد أرسل إلى الحلاق، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة، فتناول يده ليقبلها فمنعه. ثم قال: من أنت ؟ قال: أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام، فمد يده إليه حتى كاد أن يقعده في حجره بعد منعه يده. ثم قال: أصلحك الله أن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك. قال: وأي شئ يقولون ؟ قال: يقولون كذاب ولا تأمرني بشئ الا قبلته. فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار، أو لم يبن دورنا ؟ وقتل قاتلنا ؟ وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله. وأخبرني أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي عليه السلام يمهدها الفراش ويثني لها الوسائل، ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك، رحم الله أباك، ما ترك لنا حقاً عند أحد الا طلبه وقتل قتلتنا وطلب بدمائنا. وعن جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العنبري، قال: حدثني علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباته، قال: رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه وهو يقول: يا كيس يا كيس يا جيد.
    وعن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن سيف بن عميرة، عن جارود بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام.
    وعن معد قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي علي الخزاعي، قال: حدثني يزيد العمري المكي، قال الحسن بن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: حدثني عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام: أن علي بن الحسين عليهما السلام لما اتي برأس عبيد الله ورأس عمر بن سعد، قال: فخر ساجدا، وقال: الحمد لله الذي أدرك بي ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيراً.. وفي التهذيب بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وآله وعليَّاً والحسنين عليهم السلام يتوسطون الصراط، فينادي المختار الحسين عليه لسلام: يا أبا عبد الله أني طلبت بثارك، فينقضُّ عليه السلام في النار كأنه عقاب كاسر فيخرجه، ولو شق في قلبه لوجد حبه في قلبه.
    إلى غير ذلك من الاخبار المادحة، ولا يعتنى بالأخبار الذامة له لأمرين لا ثالث لهما: إما أنَّها محمولة على التقيَّة،وإما لكونها من تلفيقات بني أُميَّة، وهذه الروايات غير نقية السند،فالمعوَّل على تلك الروايات المادحة لثورة المختار رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فالرجل قد صدر منه الأمر العظيم والفعل الجسيم الذي قد عجز عنه الاثبات والثقات، خصوصا مع صدور الترحم عليه من الإمام عليه السلام من طريق حسن، فلا يعبأ بما ورد من الروايات الذامة..

والسلام عليكم
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=139
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28