• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أسئلة مهمة حول مسرح الأحداث في بلاد الشام قبل ظهور الإمام المعظم الحجَّة القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف وسلام الله عليه) .

أسئلة مهمة حول مسرح الأحداث في بلاد الشام قبل ظهور الإمام المعظم الحجَّة القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف وسلام الله عليه)

الإسم: *****

النص: بسم الله الرحمن الرحيم 

وأفضل الصلاة وأتم التسليم على أنوار قداسة الله العظمى أعلام الهدى والعروة الوثقى والسبب المتصل بين الأرض و السماء محمد النبي وعلي الولي وآل بيتهما الطاهرين.

السلام على أسد الشيعة آية الله المرجع الكبير والعلامة المحقق محمد حمود العاملي أدام الله توفيقكم بما فيه خيراً للشيعة وخدمة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والمذهب.

1-هل نحن في عصر الظهور؟

2-هل تحققت علامات الظهور المقدس ولم يبقَ من العلامات سوى خروج السفياني اللعين والصيحة وقتل النفس الزكية؟

3-هل الأحداث القائمة في سورية والعراق من علامات الظهور المقدس؟

4-مادورنا نحن شيعة سوريا في عصر الظهور المقدس؟

و لكم جزيل الشكر و الامتنان.

والحمدلله حمد العارفين والصلاة والسلام على محمد ووآل بيته الطيبين الطاهرين.

العبد الأحقر الأحقر السيد ***** الحسيني الهاشمي


الموضوع العقائدي: أسئلة مهمة حول مسرح الأحداث في بلاد الشام قبل ظهور الإمام المعظم الحجَّة القائم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف وسلام الله عليه).

 التفاصيل ضمن الأسئلة الآتية وهي ما يلي: هل نحن في عصر الظهور؟/ هل تحققت علامات الظهور المقدس ولم يبقَ من العلامات سوى خروج السفياني اللعين والصيحة وقتل النفس الزكية؟/ هل الأحداث القائمة في سورية والعراق من علامات الظهور المقدس؟/ ما دورنا نحن شيعة سوريا في عصر الظهور المقدس؟


بسمه تعالى

 

     الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم والمنكرين لمقاماتهم وولايتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..وبعد:    

     جناب سماحة السيِّد الفاضل غضنفر الهاشمي دامت تأييداته وزاد الله تعالى في علو درجاته 

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  نتمنى لكم التوفيق والسداد وجعلنا الله تعالى وإياكم من خيرة الأعوان لمولانا الإمام المعظم صاحب العصر والزمان (سلام الله عليه) راجين منه عزَّ وجلَّ أن يمنَّ علينا بسبوغ نعمة الاعتقاد به ونصرته على الدوام وأن يشرفنا في لزوم طاعته والبخوع إلى حضرته والنظر إلى طلعته البهية...اللهم أرنا نوره سرمداً لا ليل فيه، ومعين مائه ينبوع الحياة لا جفاف له، فنتغذى بضياء شعاعه الصمدي، ونرتوي من زلال حيائه وقداسته..إنه البئر الذي لا ينضب، وطهر الحياة التي لا تنزف..إنه سيّد روح القدس في جنان الصاقورة الذي تذوق من حدائقهم الباكورة...! واعذرونا على تأخرنا على إرسال الأجوبة إليكم مع أننا فرغنا منها منذ أكثر من شهر، والسر في التأخير هو إنشغالنا ببعض الأمور فأدّى ذلك إلى ما نعتذر إليكم منه، والعذر عند أهل الفضل مقبول..فعذراً ثم عذراً..!

وها نحن نستعرض أسئلتكم الكريمة ثم نجيب عليها تباعاً:

1- هل نحن في عصر الظهور؟

    الجواب: نسأل الله تبارك وتعالى أن يكون وقت الظهور الشريف قد اقترب، ونحن دائماً في أملٍ وشوق إلى خروج إمام الأمة مولانا آية الله العظمى صاحب الأمر والزمان (صلى الله عليه)، ونحن نتأسى بقول الله تبارك شأنه في سرة المعارج (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً) وقال تعالى في سورة هود (وارتقبوا إني معكم رقيب) وقال تعالى في سورة الأعراف (فانتظروا إني معكم من المنتظرين) وقال تعالى في سورة الدخان (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين).

  وقد أكدت الأخبار الشريفة على الشيعة في أن يكونوا على استعداد دائم وأن يكون الأمل في الخروج نصب أعينهم ليلاً ونهاراً...لذا نحن في الإنتظار الموعود.

 

2-هل تحققت علامات الظهور المقدس ولم يبقَ من العلامات سوى خروج السفياني اللعين والصيحة وقتل النفس الزكية؟

   الجواب: العلامات على قسمين: محتومة وغير محتومة؛ أما غير المحتومة فقد تحقق أكثرها وبقي بعضُ العلامات ننتظر ظهورها إلى العلن بإذن الله تعالى والتي من أهمها الخسف بقرية حرستا السورية والزلزال العظيم الذي سيصيب بلاد الشام برمتها وهي: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن؛ ومنها كشف اليهود لهيكل سليمان.

   وأما العلامات المحتومة فلا تكون إلا في سنة الظهور الشريف، وهي خمس علامات: الصيحة/ خروج السفياني/ خروج اليماني/ مقتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والخسف بجيش السفياني في بيداء الحجاز.

 

3-هل الأحداث القائمة في سورية والعراق من علامات الظهور المقدس؟

   الجواب: لعلَّ الأحداث الجارية في سوريا هي من جملة الفتن الخاصة التي أخبرت عنها الروايات الدالة على التقاء رمحين في بطن الشام فلا تنجلي إلا عن آية من آيات الله تعالى وهي الرجفة العظيمة تهلك مئة ألف إنسان دفعة واحدة، فإذا حصلت الرجفة العظيمة في سوريا فلا ريب حينئذٍ أن الأحداث الحالية هي من أهم الأحداث القريبة من خروج السفياني (لعنه الله تعالى)، ونحن ننتظر تلك الرجفة التي كشفت عنها رواياتنا الشريفة، فإذا لم تحصل الرجفة في هذه الحرب، فسوف يكون هناك حرب جديدة تكون الخاتمة للأحداث في سوريا؛ فقد روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني ، عن أبي نعيم نصر بن عصام ابن المغيرة العمري ، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب ، عن أحمد ابن محمد الأسدي ، عن محمد بن أحمد ، عن إسماعيل بن عباس ، عن مهاجر بن حكيم عن معاوية بن سعيد ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال لي علي بن أبي طالب : إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى . قيل : ثم مه ؟ قال : ثم رجفة تكون بالشام ، تهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام ، يقال لها : خرشنا [حرستا]، فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس .

   ما ورد في الخبر المتقدم من أن القرية هي خرشنا غير صحيح، فهي تصحيف حرستا الواردة في الأخبار الأخرى؛ وحرستا هي قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ، أي أكثر من ستة كيلو متر .

  وورد في غيبة النعماني بإسناده عن جماعة فقال: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن موسى، قال : أخبرني أحمد بن أبي أحمد المعروف بأبي جعفر الوراق ، عن إسماعيل بن عياش ، عن مهاجر بن حكيم،  عن المغيرة بن سعيد ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال: " قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله .

قيل: وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك، خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام".

   والحاصل: إن الأحداث الجارية اليوم في سوريا ربما تستمر حتى مجيء الرجفة في عامة البلاد الشامية وتشمل:سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وتكون ضحيتها مئة ألف قتيل، تكون عظة وعبرة للمؤمنين الموالين، فهؤلاء ينجون من الزلزال العظيم رحمة بهم وتمييزاً لهم عن غيرهم لأنهم سيكونون عضداً للإمام الحجة القائم (أرواحنا له الفداء)، وأما غير الموالين فإنهم والمخالفين سواء في الحصاد العظيم، ثم بعد الزلزال ستقدم إلى دمشق رايات صفر مع برازينها المعلمة بالألوان، ثم سيكون هناك خسف في قرية حرستا وسيبلع الخسف جميع من في القرية ثم يخرج السفياني الملعون.

  إذاً، لا بدَّ من أربع علامات في بلاد الشام لكي تدل على قرب الظهور الشريف وهي ما يلي:

     (العلامة الأولى): إختلاف رمحين في الشام، والرمحان كناية عن قوتين مسلحتين تتقاتلان على الأرض السورية لأجل السلطة...ولعلَّهما الجيشان الحاليان:جيش النظام السوري وحلفائه؛ والجيش الثاني هو الجيش المنشق عن النظام، ومعه حلفاء من جميع الأصناف المعادية للنظام السوري...!

    وقد قيّدنا كلامنا بأداة الترجي (لعلَّ) في مطلع كلامنا بالجواب، لأنه لا يصح لنا أن نجزم بضرس قاطع أن الأحداث السورية الحالية سوف تُرْفق بزلزالٍ عظيم، فإنه ضربٌ من التخمين والرجم بالغيب والقول بغير علم، لذا نوكل الأمر إلى المستقبل القريب، فإذا حصل الزلزال فتوقعوا الفرج بليلكم ونهاركم إن شاء الله العزيز القدير.

     (العلامة الثانية): حصول زلازل عظيم بعد انتهاء الحرب أو خلالها، ويبدو أن هذا الزلازل سيدمر دمشق وأكثر المدن السورية وبقية المدن في بلاد الشام التي تشمل: فلسطين ولبنان والأردن.

     (العلامة الثالثة): قدوم رايات صفراء من جهة المغرب مما يقابل مشرق سوريا؛ وسيكون قدومهم إلى الشام بعد الزلزال العظيم؛ وقد وصفتهم الرواية المتقدمة بأصحاب البراذين الشهب، أي ذوي خيول أو آلات عسكرية ثقيلة تحمل العتاد العسكري، لأن البرذون كلمة تركية تعني الخيل التركي، في مقابل الخيل العراب أي العربي، وقد فسَّر اللغويون كلمة "برذون: بأنها دابة الحمل الثقيل، ولعلها كناية عن الآلة العسكرية الحديثة في مقابل المعنى اللغوي للبرذون.. وتقييدها بالشهب إشارة إلى اللون الأبيض يتخلله سواد، أي رمادية اللون وهو إشارة إلى آليات عسكرية كغيرها من الآليات العسكرية المعروفة بلون الرماد .

 والغاية من قدومها إلى الشام هي احتلال الشام عقب سقوط النظام بفعل الحروب المنهكة التي ستسبق الرجفة، والرجفة ستقضي على ما تبقى من النظام الحاكم في بلاد الشام، فيبادر أصحاب الرايات الصفر للاستيلاء على الحكم إلا أنهم لن يفلحوا، وذلك لأن السفياني سيقضي على كلّ تحرك ضده أو ليس لصالح برنامجه المذهبي والسياسي.

     (العلامة الرابعة): حصول خسف في قرية يقال لها "حرستا"، وبعدها مباشرة يخرج ابن آكلة الأكباد عثمان بن عنبسة السفياني لعنه الله ولعن جده أبا سفيان وزوجته هند آكلة الأكباد .

  هذا ملخص الكلام عن بلاد الشام؛ وأما الكلام عن الأحداث الجارية في العراق، فليس في الأخبار ما يشير إلى أنه من العلامات المهمة التي يمكن التعويل عليها في حركة ما قبل الظهور الشريف، بل تنطبق عليه الأحداث العامة التي تدخل في الفتن العامة قبل خروج السفياني لعنه الله تعالى، وسوف يشهد العراق أحداثاً هائلة في سنة ظهور السفياني ودخوله إلى العراق لكي ينتقم من الشيعة الموالين فيه، وسوف يصابون بضرر عظيم إلا أنهم سيكونون من أسعد الناس بمولانا الإمام المعظم الحجة القائم (سلام الله عليه) لا سيما بعض المناطق الجنوبية من العراق كالنجف وضواحيها لما ورد في المستفيض بأن أهل الكوفة أسعد الناس به مكافأة لهم على صبرهم على ما سيصيبهم من الضيم والضرر من السفياني لعنه الله تعالى؛ ومصطلح "أهل الكوفة" يقتصر على أهل النجف وضواحيها، ولا يشمل غيرها من مدن العراق؛ والسر في أن أهل الكوفة سيكونون أسعد الناس بالإمام الحجة القائم (أرواحنا له الفداء) يعود إلى أمرين هما:

 (الأمر الأول): شدة ما يلاقيه أهل الكوفة من التنكيل بهم على يد السفياني لعنه الله تعالى كما أشرنا أعلاه.

 (الأمر الثاني): إن الإمام المعظم الحجة القائم (روحي له الفداء) سيقيم في الكوفة وسيكون مسجد السهلة داره الشريفة التي بها سيقيم مع عياله عليهم السلام.

  والحاصل:إن العراق سيكون العاصمة الكبرى لدولة إمامنا المعظم المهدي المنتظر (أرواحنا له الفداء)، فأهل الكوفة ممدوحون في آخر الزمان، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة عدم انغماس بعض علمائها في الانحراف والضلال قبل ظهوره الشريف، إذ إن الأخبار الشريفة كشفت لنا ـــ والواقع مكشوف لنا حالياً عن ضلال بعض علمائها وانحرافهم نحو العامة العمياء ـــ عن أن الكوفة سوف تكون ملجأً للبتريين ولكن الله تعالى لا يفسح لهم المجال في فسادهم وإفسادهم وسيبطل أمرهم في ليلة واحدة وفي ساعة واحدة عند ظهور إمامنا الحجة القائم (سلام الله عليه) عندما يخرجون في آخر خرجة لهم ومقدارهم ستة عشر ألفاً، فلا يرتضون خروج الإمام المهدي عليه السلام ويقولون له : ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا بك... فيمهلهم الإمام المهدي (سلام الله عليه) ثلاثة أيام فلا يتوبون، فيجرد فيهم سيفه الشريف فلا يبقي منهم أحداً حسبما ورد في رواية دلائل الإمام للطبيري الشيعي..وقد فصّلنا الأحداث العراقية على ساحة الظهور الشريف في كتابنا الجديد (تحقيق في علامات الظهور الشريف/ قواعد وضوابط).

 

4-مادورنا نحن شيعة سوريا في عصر الظهور المقدس؟

    الجواب:ليس لشيعة سوريا ولبنان دور مهم في حركة الظهور المقدس على الصعيد العسكري كما هو الحال في تحرك اليماني والخراساني حال خروج السفياني لعنه الله تعالى..فشيعة سوريا ولبنان (سددهم المولى) كغيرهم من القوميات الشيعية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط باعتبارهم أقلية في وسط بحر عظيم من المخالفين..! بخلاف شيعة العراق، فإن الأخبار منصبة على العراق باعتباره البلد الممثل للشيعة في العالم لما يختزنه هذا البلد الطيب من مراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام التي هي المحرك لبقية الشيعة في أرجاء المعمورة ثم يليه إيران كموقع كبير للشيعة الموالين..وأن العراق الطيب سيكون العاصمة الكبرى لمولانا الإمام المعظم الحجة القائم (أرواحنا له الفداء)، لذا سيكون المحطة الكبرى في انظار الجبابرة الذين سيسعون إلى كسر شوكة العراقيين الذين سيمسكون بقضايا الإمام الحجة القائم عليه السلام عند ظهوره الشريف..!!

  وهذه الخصائص التي امتاز بها العراق والعراقيون صرفت النظر عن غيرهم من الشيعة في العالم الإسلامي في عصر الظهور الشريف..هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فإن غير العراقيين (كالسوريين واللبنانيين) سوف ينغمرون في الفتن والضلال أكثر من العراقيين والحجازيين، والسبب في ذلك يعود إلى أمرين هما ما يلي:

   (الأمر الأول):إن شيعة سوريا ولبنان أقليةٌ في محيطهم العمري، فهم مطوقون من كلِّ الجهات الثلاث: السعودية والأردن وفلسطين، ونسبة الشيعة السوريين إلى شيعة لبنان كنسبة القطرة في البحر..! فليس بمقدور الشيعة السوريين (حفظهم الله تبارك شأنه) أن يلعبوا دوراً مؤثراً في الساحة السورية أو الشامية بشكل عام..!! ولطالما كانت الأقليات الدينية تحت سطوة الأكثرية في كلّ زمان ومكان، فكيف إذا كانت في بلاد الشام حيث يكثر فيها أتباع عمر ومعاوية، فلا يمكن (والحال هذه) أن تؤثر الأقليات الدينية الشيعية والعلوية والنصرانية في محيط سني كبير تموله الدول الخليجية لا سيما السعودية والقطرية..!! 

   (الأمر الثاني):اختلاطهم بمحيطهم النصراني والعمري يؤدي إلى التحلل في العقيدة الصحيحة وعلى وجه الخصوص التحلل من مفهومي التولّي لأهل البيت (سلام الله عليهم) والتبري من أعدائهم لعنهم الله تعالى..!

   إن الاختلاط من أعظم الأسباب في الذوبان بالآخرين، لا سيما من عاشوا ليأكلوا ويشربوا وينكحوا ويتنافسوا على جمع الأموال والرغبة في السلطة والزعامة كما نلاحظه على عامة القادة السياسيين على الساحتين السورية واللبنانية سواء أكانوا من رجال الدين أو العاديين.. ولا ينجو من ذلك سوى القليل من المؤمنين الأتقياء المنتظرين لقدوم إمامهم المعظم الحجة القائم (سلام الله عليه)، وقد عبّرت عنهم بعض الأخبار بأبدال الشام، فهي على فرض صحتها تدل على أن المنقطعين إلى إمام الزمان المهدي القائم (سلام الله عليه) هم ثلة معدودة سيكون لها الأثر الإيجابي العظيم في نصرة القيادة المهدوية (على صاحبها آلاف السلام والتحية)؛ والبدل هو الصفي الذي انقطع عن الدنيا والتجأ إلى خالقه وإلى إمام زمانه عليه السلام فيعادي من عاداه ويوالي من والاه، فيحب في الله ويبغض في الله، ولا يميل إلى المخالفين ولو بقيد شعرة.. وهؤلاء لا علاقة لهم بغيرهم من الشيعة المنكبين على الدنيا وزخارفها وزينتها الغرور..فأبدال الشام (سوريا /لبنان/ فلسطين/ الأُردن) أفراد مضطهدون في قومهم فضلاً عن غيرهم من المخالفين

   والخلاصة: بالرغم من الإضطهاد الذي يعاني منه هؤلاء المؤمنون الموالون ــ ولا يزالون ـــ فإن ثلة معتد بها من أصحاب الإمام الحجة القائم (سلام الله عليه) هم من سوريا، فشيعة سوريا سيلعبون دوراً إيجابياً على صعيد نصرة القيادة المهدوية، كذلك الحال بالنسبة إلى الموالين من شيعة لبنان حيث سيكون من كلا البلدين ثلة من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ممن سيشاركون في نصرة الإمام الحجة القائم عليه السلام لا سيَّما بيروت وسرة الشام أي دمشق وضواحيها.

 اللهم اجعل همنا رضاك ورضا إمام العصر وناموس الدهر، واجعلنا من خدامه والعاشقين للكون معه والتضحية بالنفس والنفيس كرامة له ولآبائه الطاهرين عليهم السلام...ودمتم موفقين ومسددين، ونسألكم الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأحقر الفاني كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد

عبدهم وتراب أقدامهم محمد جميل حمُّود العاملي

بيروت بتاريخ 26 جمادى الثانية 1438 هجري 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1441
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29