الإسم: ****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير آية الله المجاهد الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الشريف ودامت بركاته ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال حول الحديث الذي مضمونه من حفظ أربعين حديثا كان فقيها عالما
هل هو معتبر في مصادر أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم
وهل يوجد كتاب معين تنصحون به
وهل بالإمكان مثلا أن أختار أربعين حديثا من كتاب كتحف العقول عن آل الرسول واحفظها
أو أن اختيار هذه الأحاديث لا يتيسر إلا للفقهاء المجتهدين
حفظكم الله عز وجل وجعلنا الله معكم من خيرة جنود إمام الزمان وحزبه وأوليائه عجل الله فرجه الشريف
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الفقهي: البحث حول حديث:" من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ".
التفاصيل: الحديث معتبر في مصادرنا الحديثية/ لا يمكننا أن نحيلكم على أيِّ كتاب/ إنتخاب الأحاديث منحصر في الفقهاء/ العامي يمكنه الرجوع إلى الفقهاء في انتخاب الأحاديث.
بسمه تعالى
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سادة خلقه وقادة رسله النبي محمد وأهل بيته الأطهار المقدسين واللعنة الدائمة السرمدية على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى جناب المؤمن الصالح والتقي الفاضل أحمد...دامت تأييداته وزاد الله تعالى في درجاته
الجواب: ورد عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ):" من حفظ من أُمّتي أربعين حديثاً ينتفعون به بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ".
ورد أيضاً في الصحيح عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:" من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يقوم القيمة عالما فقيها ".
وروي أيضاً في القوي عن إبراهيم بن موسى المروزي، عن الإمام أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من حفظ من أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه الله يوم القيمة عالما فقيها ".
والحديث مستفيض في مصادرنا، وهو في غاية الصحة والمتانة؛ وقد اعتنى بع فقهاء الشيعة ولهم فيه شروحات متعددة، والظاهر أن المراد به حفظ أربعين حديثاً في الحلال والحرام وفضائل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام والبراءة من أعدائهم، وأهمها هو الفضائل والظلامات باعتبار أن الفضائل والظلامات من أهم الأحاديث التي تربط المؤمن بربه وحججه المطهرين (عليهم السلام)؛ ويحتمل أن يكون المراد به حفظها عن ظهر القلب أو الأعم منه ومن كتابته وتأليفه وتصحيحه وشرحه وظهر أيضا اشتراط نية القربة فيه ، والجمع أكمل .
ولا يمكننا أن نحيلكم على أي كتاب تنتقون منه الأحاديث، إذ ربما تنقون أحاديث مخالفة لمنهج أهل البيت عليهم السلام، إلا أننا ننصحكم بكتبنا التحقيقية التي نافحنا فيها عن منهجهم المقدس ودفعنا الشبهات عنهم، فبإمكانكم إنتخاب الأحاديث منها، وهي كثيرة أهمها الأحاديث التي تنزههم عن الخطأ والرجس وتثبت لهم علو الدرجات وتكشف عن ظلاماتهم ومآسيهم التي تجرعوها من أعدائهم.
وأما كتاب تحف العقول الذي أحببتم انتخاب الأحاديث منه، فيمكن لكم أن تنخبوا منها أحاديث فضائلهم وظلاماتهم شريطة أن تعرضوها علينا، فنصحح لكم الجيد من الرديء والصحيح من السقيم؛ ذلك لأن انتخاب الأحاديث منحصر بالفقهاء العدول العارفين بأساليب لحن أخبارهم المنسوبة إليهم ومعالجتها من المتعارضات والمتشابهات، ولا تشمل المؤمنين غير المتخصصين بالفقه وعلم الكلام ودراية الأحاديث..دمتم موفقين ومسددين بمحمدٍ وآله الأطهار الميامين صلوات الله عليهم أجمعين..والسلام.
حررها العبد الفاني محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 4 شهر رمضان المبارك 1438 هجري
|