الإسم: علي
النص: سلام عليكم،
هل يجوز للبكر التمتع من غير اذن والدها ( الوالي)
شكرا
*******
الموضوع الفقهي: زواج البنت البكر بالعقد المنقطع من دون إذن أبيها جائز بشرطين/ نصيحة للوالدين تتعلق ببناتهما.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: يجوز للبكر التمتع المشروع (أي العقد المنقطع) من دون إذن والدها، بشرط أن لا يَدخل على أبيها العيبُ والعار والحرج أمام الناس، بل لا بُدَّ من الاستئذان منه في هذه الحال، وإذا استجازت منه ومنعها من العقد وكانت تخاف الوقوع في الحرام(الزنا) فلا عبرة باستئذانه وتسقط ولايته عليها ـ سواء كانت ولايته عليها بالزواج هي ولاية ذاتية أو عرضية ـ ، وذلك لأن الغاية من ولايته عليها هي حفظها من الضلال والفسق، فإذا لم يُراعِ الأب أو الولي مصالحها الذاتية المشروعة ووقف ضدها فيؤدي ذلك إلى فسقها وفجورها، فلا ولاية له حينئذٍ عليها.
نصيحة وإرشاد للوالدين:
يجب على الأب أن يسعى في تزويج بناته ولا يجوز له التكاسل والتراخي في السعي لتأمين الزوج لإبنته البالغة الرشيدة، وقد أوصانا الحجج الطاهرون عليهم السلام بذلك ولا يجوز للأب أن يشعر بالخجل من البحث عن عريس كفوء لإبنته لأنها أمانة في عنقه هو مسؤول عنها وسيُحاسب عليها بأقل تقصير شرعي تجاهها وتجاه ما يحفظها من الفسق والفجور والخيانة، وما نراه اليوم من كثرة العنوسة في الوسط النسائي يعود بالدرجة الأولى إلى سببين:
(الأول): رخاوة الشباب في تحمُّل المسؤوليات العائلية بسبب طيشهم وقلة تدينهم وحبهم للهو واللعب مما يؤدي إلى خمولهم عن تأمين فرص العمل لكسب الرزق الحلال وبالتالي الزواج.
(الثاني): ممانعة الأب أو الأم لكل كفوء إلى طلب الزواج من ابنتهما، وكلُّ واحد منهما يتعلل بحجج واهية ومعاذير فاسدة، بالرغم من شعورهما بحاجة البنت إلى ما يحفظ غرائزها بعقد منقطع فلا يصغيان إلى ندائها الخفي تارة أو العلني أخرى، فتطالبهم بالزواج فيقفان سداً منيعاً بمنعها ولجمها، ما يؤدي إلى فلتانها ومن ثمَّ تضيع البنت بين أيادٍ غير نظيفة فترتكب الموبقات سراً عن والديها، وهو أمرٌ ملحوظٌ في الوسط الإسلامي بما لا يدع مجالاً للشك فيه...!.
يجب أن يلتفت الوالدان إلى ابنتهما البالغة بحفظها من الفلتان بالشوارع أو الأزقة أو المدرسة والجامعة أو الانفتاح على عوالم المواقع الإلكترونية المتحللة والتبرج وتحصينها بزوجٍ كفوء يلبي حاجتها الطبيعية وإن الله لمع المحسنين، فحصنوا بناتكم بالزواج يرحمكم الله تعالى...والسلام عليكم.
حررها العبد الفاني محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 23 شعبان1440 هجري قمري