• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : ما هي الحكمة في زواح أسماء بنت عميس من أبي بكر لعنه الله؟ .

ما هي الحكمة في زواح أسماء بنت عميس من أبي بكر لعنه الله؟

 

سؤال وُجِّه من احد الاخوة واسمه " حسين العراقي" في تعليق  ضمن صفحة المرجع الديني أسد الشّيعة  سماحة آية الله الشّيخ محمّد جميل حمُّود العاملي -دام ظلُّه الوارف -  مستفسرا عن حديث الامام الصّادق عليه السّلام " مَن شَكّ في كُفرِهِما - أي أبي بكر وعمر- فهو كافر .
والسُّؤال مفادهُ الآتي :

 

(كُفرٌ يُحكَمُ معه بنجاستِهِما مثلاً فلا يجوز تزويجهما أو بقاء الزّوجة المسلمة تحت أحدِهما ..؟؟
وما نقول في أسماء بنت عُمَيس؟؟ ).

 

*****.
القسم الفقهي: ما هي الحكمة في زواح أسماء بنت عميس من أبي بكر لعنه الله؟
بسمه تعالى
   الجواب: لا ريبَ في أنّ الزواج من النّاصبي حرامٌ شرعاً وباطلٌ من أساسه، كما لا ريب في أنّ أبا بكر وعمر هما ناصبيّان كافران، ومسألة زواج أسماء بنت عُميس بأبي بكر لها مُبرِّراتها التي سنذكر اثنين من هاتيك المُبَرّرات بعدَ قليل.
  *وبناءً عليه نقول*: إنّ أسماء بنت عميس رضي الله عنها كانت من كُبرَيات الصّحابيّات المؤمنات الطّاهرات وقد كانت من المُنافحات عن أمير المؤمنين علي وزوجته سيّدة نساء العالمين عليهما السلام قبل زواجها بأبي بكر لعنه الله وفي حياتها معه وبعده.. وقد اقترنَت بأبي بكر لعنه الله بعد شهادة سيدنا جعفر الطيّار عليه السلام في معركة مُؤتة...ولعلَّ السّائلَ نسي او جهل بأن أسماء تزوّجت أبا بكر في حياة النبي صلى الله عليه وآله ثم تزوجها أميرُ المؤمنين عليه السلام بعد   موت زوجها أبو بكر لعنه الله وبعد شهادة مولاتنا المطهرة الزهراء البتول سلام الله عليها، فالإشكال يتوجه على زواجها من أبي بكر فيما لو كان زواجها منه بعد رحيل النبي من الدنيا، ولكن الزواج تمّ قبل شهادة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وهنا يأتي الإشكال الذي يُطرح دائماً: كيف تزوجت اسماء أبا بكر وهو ناصبيٌّ نجسٌ رجسٌ؟ .
  والجواب عنه بما يلي: بأن زواجها منه كان لأمرين:
*(الأمر الاول)*: لقد استشارت رسول الله بشأن طلب أبي بكر منها الزواج فلم يرفض النبي طلبها والحكمة في ذلك هي أن تنجب ولداً منه يكون حجةً على أبيه، وبالفعل لقد أنجبت منه محمد بن أبي بكر وكان  محمد حجةً على أبيه يوم وَعَظَه وهو على فراش الموت قائلاً له:" آمِنْ بثلاثةَ عشَرَ إماماً.." فلم يقبلْ أبوه بالطّرح العقائدي..فمات أبو بكر كافراً لعنه الله تعالى.
  *( الأمر الثاني)*: إن زواجها من أبي بكر كان قبل أن يعلن أبو بكر نصبه وعداوته لأهل البيت عليهم السلام، وقد اعلن النّصب بعد شهادة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.
وزواجُها من الناصبي قبل إعلان نصبه جائز شرعاً وهو نظير زواج النبي الاعظم صلى الله عليه وآله بعائشة وحفصة، وما جاز لرسول الله جاز لأسماء بنت عميس بنفس المناط والمِلاك والحِكمة...وحُرمة الزواج بالناصبي إنما هي بعد أن يُعلن المسلمُ نصبَه العداوةَ لأهل البيت وإنكاره لإمامَتِهم وولايتهم؛ وأعمدةُ السّقيفة لم ينكروا ذلك الا بعد شهادة النبي محمّد صلّى الله عليه وآله فليتأمّل السّائل جيداً بما أشرنا إليه أعلاه.
  وقد أجبنا على هذا الإشكال مفصَّلاً في كتابنا القيّم( معنى الناصبي) فليراجعه الأخ السائل ففيه فوائد فقهية مهمّة.
والله تعالى هو الهادي إلى سواء السّبيل.
العبد المُتَربّص محمّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ١٧ ربيع الأول ١٤٤١ هجري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1772
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19