• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل يتزوج المؤمن بالحورية في عالم البرزخ؟ .

هل يتزوج المؤمن بالحورية في عالم البرزخ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سماحة مرجعنا العاملي دام بقاؤكم.

 

سؤال/هل الجنة البرزخبة في القبر يوجد فيها حور العين لكي يتزوج منها الميت،ام فقط في الجنة الاخروية وهل يحق للحور النزول إلى الأرض يوم الرجعة؟
جزاكم الله خيراً.

 

القسم الفقهي:هل يتزوج المؤمن بالحورية في عالم البرزخ؟
بسم الله الرّحمان الرَّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: الحور العين مقصوراتٌ على أزواجهنَّ في جنّة عدن، فكلُّ واحدة منهنَّ لها زوج مؤمن طيب من الإنس، فهي موعودة باللقاء معه يوم القيامة ولا شغلَ لهنّ بغير الجنَّة يوم القيامة، فهنّ قد خلقهنّ الله سبحانه مستقراتٍ في خيامهنّ يسبحن الله تعالى ويحمدنه ويكبرنه ولهنّ أعمال لا نعرف كنهها، وليس في الأخبار - بحدود تتبعنا للأخبار الشريفة - أن لهنّ النزول الى الدنيا في يوم الرجعة، ولا أن لهنّ علاقة جنسية مع أزواجهنَّ المخصوصين بهنّ في البرزخ -أي عالم القبور- ولم أجد نصّاً يكشف عن ممارستهنّ الجنسية بالتقبيل والنكاح مع أزواجهنَّ في الجنّة البرزخية سوى ما رواه العلامة المجلسي في بحار الانوار ج٤٥ صفحة ١ نقلاً عن كتب المقاتل حول يوم عاشوراء، بأن برير بن خضير الهمداني كان يضاحك عبد الرحمان بن عبد ربه الأنصاري لما وقفا على باب الفسطاط ليطليا بالنورة والمسك، فقال عبد الرحمان لبرير: يا برير أتضحك؟ ما هذه ساعة باطل! فقال برير: لقد علم قومي أنني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه، فوالله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.إنتهى النص.
هذا النص يشير إلى أن أصحاب الإمام المعظّم سيّد الشهداء سلام الله عليه سيعانقون الحور العين بعد شهادتهم المقدَّسة وليس في المصادر الحديثية ما يعمّم المعانقة الى غير أصحاب الإمام سيّد الشهداء صلى الله عليه وآله من الأصحاب المخلصين للنبي الأطهر وبقية أصحاب أهل البيت المطهرين عليهم السلام، فضلاً عن التعميم  الى بقية المؤمنين الذين لا حساب ولا عقاب عليهم في البرزخ.
ولعلّ المعانقة التي أشار إليها برير رضي الله تعالى عنه وأرضاه تحتمل أمرين لا ثالث لهما هما:
( الأمر الأول): المراد من المعانقة هو: النكاح بالحوريات البرزخيات المخصوصات بشهداء الطف الحزينة ولا يسري الأمر الى غيرهم في عالم البرزخ...كما لا علاقة للحوريات المقصورات في خيامهنّ في جنة عدن، بل هنّ حوريات برزخيات أعدّهنّ الله تعالى لهؤلاء العظام من سادة الأصحاب، فهم أفضل أصحاب للمعصومين الأطهار كما اشار إمامنا سيّد الشهداء صلى الله عليه وآله الى أنه لم يرَ في اللوح المحفوظ أصحاباً أفضل من أصحابه( إنّي لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي..). ويكون العناق هو عبارة عن التقبيل والنكاح تكريماً لهم على ما بذلوه من وفاء ونصرة للإمام الغريب في كربلاء.
(الأمر الثاني): أن يكون المراد من المعانقة هو: التقبيل من دون نكاح، وتكون الحوريات هنّ حوريات جنّة عدن أرسلهنّ الله تعالى الى أرض كربلاء ليعانقن أزواجهنّ المخصوصات لهنّ في يوم القيامة؛ فيكون إرسالهنّ الى البرزخ من باب التخصيص بالإكرام لهؤلاء الطيبين الكرام دون غيرهم من عامة المؤمنين الذين لا حساب عليهم في البرزخ..وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده..والله تعالى هو العالم وحججه الأطهار عليهم السلام.
  وزبدة المخض: ليس هناك ما يدل على أن المؤمنين الاتقياء يتزاوجون مع الحور العين في البرزخ ولا في يوم الرجعة، بل كل ما في الامر أن المؤمنين الصلحاء في البرزخ يتلذذون بالأطعمة والأشربة اللذيذة والإبتهاح النفسي والروحي ويتزاورون فيما بينهم ويتحدثون بمعارف النبي وأهل بيته الأطهار سلام الله عليهم أجمعين، ويخرج أصحاب الإمام المعظّم سيّد الشهداء سلام الله عليه من النفي العام، فهم مستثنَون عن غيرهم وخارجون حكماً وموضوعاً في بعض الأحكام البرزخية عن غيرهم من الأصحاب الأخيار والمؤمنين الأبرار،وما مِن عام إلا وقد خُصَّ...والله تعالى هو الهادي الى سواء السبيل.
العبد المتربص محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ ٢٨ ربيع الأول ١٤٤١ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1774
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28