• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .
                    • الموضوع : هل يصح إطلاق لفظ(جلَّ جلالُه) على المعصوم عليه السلام؟ .

هل يصح إطلاق لفظ(جلَّ جلالُه) على المعصوم عليه السلام؟

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعظم الله تعالى أجوركم بمصاب سيدة الوجود فاطمة الزهراء (سلام الله تعالى عليها).
شيخنا الفاضل:
هل يجوز إطلاق لفظ (جلَّ جلالُه) بعد إسم الإمام المعصوم (عليه السلام) ؟.

 

القسم العقائدي الفقهي: هل يصح إطلاق لفظ(جلَّ جلالُه) على المعصوم عليه السلام؟.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب: جلّ جلالاً وجلالةً في اللغة هو بمعنى كَبُرَ في الحجم أو تقدم في السنّ والرفعة والمقام وهو ضد حقُر، تقول: جلّ فلانٌ في عيني: أي عظُمَ؛ وجلّ عن كذا: أي تنزه وترفع.
والجلالة صفة للجل؛ والجلالة هو بمعنى:عظيم القدر والرفعة والسمو.
والحاصل: الوصف المذكور( جلّ جلاله) يصح إطلاقه على المعصوم باعتباره معنىً لغوياً عاماً ليس فيه شائبة من الناحية اللغوية، وذلك لأننا نتعاطى قسماً منه في حواراتنا العرفية عندما نحترم مؤمناً تقياً أو عالماً نقياً، نطلق عليه وصفَ ( الجليل) أي أنه عالمٌ جليل: أي رفيعٌ مقامُه، وقومٌ أجِلاء أي عظامٌ وأصحاب رفعة..فهذه أوصافٌ لغويةٌ عامة يتداولها الناس في خطاباتهم ومحاوراتهم ولا محذور فيها وهي تشمل الله تعالى وغيره..ولا نتعاطى في حواراتنا باستخدام جملة( جلّ جلاله) فلا نخاطب العالم بهذه الجملة المركبة، بينما نخاطبه بالإسم المفرد (جليل).
 فالأحوط والأفضل عدم استخدام الجملة المركبة(جلّ جلاله) في غير الله تعالى، وذلك لأمرين:
(الاول): إن المعصوم عليه السلام من آل محمد ارواحنا لهم الفداء وإن كان عظيمَ القدر والرفعة إلا أنه مخلوقٌ ومعلولٌ للعلة المحدثة للمخلوقات وهي الذات الإلهية المقدسة التي لم تحتج أحداً على الإطلاق..بينما ذات المعصوم كانت ولا تزال بحاجةٍ الى العلة الوجودية المحدثة والمبقية..فقد كان في طي العدم ثم أوجده الله تعالى وأفاض عليه الجلال والكمال.. فذاته ليست كذات الله سبحانه رفيعة من كلّ الجهات والحيثيات الزمانية والمكانية كالذات الإلهية المقدسة التي تتنزه عن الزمان والمكان ولم تكن ولن تكون بحاجةٍ الى العلّة المُحدِثة والعلّة المُبقية كما هو معلوم في علم الكلام والفلسفة التوحيدية العامة..فالله تعالى هو ذو الجلال مِن عامة الجهات والحيثيات بخلاف المعصوم فهو وإن كان جليلاً في عامة وجوده وسيره وسلوكه ولكنه فقير الى العلّة المُحدِثة التي أفاضت عليه الوجودَ الخارجي، فكان موجوداً وذا جلال وعظمة.
(الثاني): عند إطلاق ( جلّ جلالُه) على المعصوم يتبادر منه أن المتكلم يغالي في شخصية المعصوم، فينسب إليها الأُلوهية باعتبار أن الوصف المذكور( جلّ جلاله) عادةً ما يطلقه المحاورون والمتكلمون من علماء العقيدة على الذات الإلهية ولم يستخدموه في محاوراتهم العلمية والعرفية، وذلك دفعاً لمحذور اتهامهم بالغلو والمغالاة في المعصومين الأجلاء عليهم السلام..من هنا ينبغي عدم استخدام( جلَّ جلالُه) على صاحب الجلال المعصوم دفعاً لمحذور اتهامهم بالغلو ومساواة المعصوم بالذات الإلهية المقدسة من جهة الوجود الخارجي مع ان المعصوم كان ولا يزال محتاجاً لذي الجلال من كافة الحيثيات الزمانية والمكانية...والله تعالى العالم، وهو يتولّى الصالحين.
العبد المستغيث المترقب محمّد جميل حمُّود العامِلي.
بيروت بتاريخ ٢٧ ربيع الثاني ١٤٤٢ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1921
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18