• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : هل كان الزبير بن العوام لعنه الله يعلم موضع قبر الصديقة الشهيدة سيدتنا المطهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليها وأهل بيتها الأطهار عليهم السلام؟ .

هل كان الزبير بن العوام لعنه الله يعلم موضع قبر الصديقة الشهيدة سيدتنا المطهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليها وأهل بيتها الأطهار عليهم السلام؟

 

سلامٌ عليكم 
ورد في الروايات أن الزبير حضر تشييع ودفن السيدة الزهراء"صلى الله عليها وآلها"
فهل معنى هذا الكلام إنه يعلم أين قبرها؟؟ واذا كان يعلم 
كيف حافظ على سر خفاء قبرها في آخر أيامه عندما صار ضد الامام علي صلى الله عليه وآله" وحاربه..؟!

القسم العقائدي التاريخي: هل كان الزبير بن العوام لعنه الله يعلم موضع قبر الصديقة الشهيدة سيدتنا المطهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليها وأهل بيتها الأطهار عليهم السلام؟.
بسمه تعالى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الجواب: رواياتنا الشيعية الصحيحة ليس فيها ما يدل على معرفة الزبير بن العوام لموضع قبر سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، وما ذكره المجلسي في البحار ج ٤٣ صفحة ١٨٣ وغيرها من الصفحات: بأن الزبير كان موجوداً مع أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والمقداد والزبير عند تشييع سيدتنا الصديقة الشهيدة سلام الله عليها إنما نقله من تاريخ الطبري العمري، وليس في رواية الطبري أي ذكر لعمار وأبي ذر وسلمان وحذيفة وبقية آل محمد مع ان هؤلاء من الخصيصين عند الوليين الأعظمين: علي وفاطمة صلى الله عليهما وآلهما.. وفي مقابل رواية الطبري نقل المجلسي من رواياتنا: أن المصلين على جنازتها هم سبعة: أمير المؤمنين والإمامان الحسنان  وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة اليماني.
وإذا كان في أخبارنا ذكرٌ للزبير فلا إعتداد به، وذلك لأمور هي:
الأمر الاول: أنها روايات غير نقية السند والدلالة .
الامر الثاني:إن أكثر هذه الروايات مصدرها عامي، أو أنها دست في مصادرنا عمداً أو جهلاً بالمحاذير  .
الامر الثالث: إن هكذا روايات لا تكون حجةً شرعية علينا وذلك لأنها متعارضة مع بقية الأخبار الدالة على أن المشيعين لجنازتها أرواحنا لها الفداء هم الخصيصون عند أمير المؤمنين وسيّدة نساء العالمين سلام الله عليهما.
والأعظم من ذلك كلّه: إن المجلسي رحمه الله نقل عن الواقدي: أن أمير المؤمنين وولديه الإمامين الحسنين عليهم السلام هم من تولوا دفنها وليس في رواية الواقدي أي ذكر لغير الثلاثة من آل محمد ...
ولو فرضنا جدلاً: أن الزبير كان حاضراً عند تشييعها فلا يستلزم ذلك بالضرورة العقلية أن يكون قد إطلع على موضع قبرها الشريف، أي أنه ربما مشى خلف جنازتها ولكن إمامنا الأعظم علي سلام الله عليه منعه من دخول المقبرة هو وبقية المشيعين وذلك لثلاث حيثيات هي التالي:
الأولى: أن الإمام علياً عليه السلام كان على يقين من إنحراف الزبير عنه في خواتيم حياته، بمعنى أن الإمام عليه السلام كان ينظر الى خاتمة حياة المشيّعين، فيعلم الثابتين منهم من غير الثابتين على ولايته، فيرى الثابتون موضع قبرها بينما يُحجب موضع الدفن عن غير الثابتين...
الثانية: إن التشييع للجنازة شيء، والإطلاع على موضع قبرها وتولي دفنها شيء آخر، فلا يجوز لغير محارمها أن ينظروا الى هيكل المطهرة البتول عليها السلام  حال إخراجها من تابوتها المشرّف بجسدها الطاهر..لذا لا يصح أن يرى هيكل القداسة إلا من كان مستغرقاً بجلال الله ومعالم قدسه... 
الثالثة: ما الضير في أن يكون أمير المؤمنين علي عليه السلام قد طمس على عينيي الزبير فيما لو كان حاضراً في المقبرة من بعيد ولكنه لم يرَ موضع قبرها الشريف.،!!؟؟ أو رآه ولكن الإمام عليه السلام أنساه موضع الدفن...
 وبهذا البيان: نكون قد فندنا دعوى معرفة الزبير لموضع قبرها الشريف...والحمد لله رب العالمين ولعن الله الظالمين لمولاتنا البتول المطهرة الى قيام يوم الدين.
 

 عبدها محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٤ ربيع الثاني عام ١٤٤٣ هجري.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1985
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28