السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مولاي العزيز ماهو رأيكم الشريف بإمامة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؟.
الموضوع العقائدي: (سيّدة الطهر والقداسة علّة الأكوان الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء - أرواحنا لتراب نعليها الفداء - هي فوق مقام النبوة والرسالة والإمامة..)
بسم الله جلّت عظمته
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب: إمام إسم مصدر، والإمامة مصدر، ولهذا الإسم أي إمام عدة معانٍ لغوية منها: من يؤتم به او يُقتدى به، وإمام كلّ شيء هو قيّمه والمصلح له، إمام الجُند هو قائدهم، وإمام القوم هو رئيسهم والمتقدّم عليهم، ومن معانيها أيضاُ: الطريق الواضح، والخيط الذي يُمدّ على البناء ليُبنى مستقيماً أو هو خشبة البناء ليُسَّوى عليها البناء، وإمام القبلة: تلقاؤها، والحادي للإبل يقال له: إمام الإبل وإن كان وراءها لأنه الهادي لها...كلُّ هذه المعاني مصاديق للمفهوم العام لكلمة إمام، ولا بُدّ عند إرادة أحد مصاديقها من نصب قرينة للدلالة عليه...فلا يجوز لغير المعصومين ان يسمحوا لأحد بتلقيبهم بكلمة إمام إلا إذا اقترنت الكلمة بقرينة تحدد المعنى من كلمة إمام..! وأما ان يطلقوا ويسرحوا بالقول المطلق في مفهوم الإمام والإمامة فإنه إثم وكفر بالإمام والإمامة على حدٍّ سواء كما فصّلناه في بحوثنا العقائدية المكتوبة والمسموعة.
وأمّا المعنى الإصطلاحي لكلمة إمام أو الإمامة، فله تعريفان:
الأول: الإمامة رياسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص معصوم.
الثاني: الإمامة هي الولاية والسلطنة الإلهية على عامة الخلق.
والقدر المتيقن والجامع في هذين التعريفين الإصطلاحيين هو السلطة والزعامة التي تستلزم قيادة الجيوش وإدارة البلاد وسياسة العباد بتقويمهم وتأديبهم والإقتصاص من المنحرفين والظالمين وإقامة صرح العدالة والإستقامة.. والإمامة خاصة بالرجال ولا تشمل النساء كمولاتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة التي على معرفتها دارت القرون الأولى، بل هي فوق مقام الإمامة والنبوة المطلقة وذلك لأنها صاحبة الولاية الكلية المطلقة، ومقام الولاية هو مقام فوق المقامات الثلاثة: مقام النبوة/ مقام الرسالة/ مقام الإمامة.
وقد دلت النصوص أن الأئمة الاطهار هم إثنا عشر إماماً من نقّص واحداً منهم فهو كافر ومن زاد فهو كافر..والمراد بالزيادة هو إضافة غير المعصومين الى مفهوم الإمامة الكلية الخاصة بأهل البيت عليهم السلام المنصوص عليهم في أخبار النبي وآله الأطهار عليهم السلام، فمن يظن أن مولاتنا آية الله العظمى والكبرى فاطمة صلوات الله عليها هي إمام فقد ذهب بعيداً وتوهم كثيراً، وذلك لأنه زاد على العدد المنصوص عليه في الأخبار النبوية والولوية، وزيادته على العدد خلاف ما أمرونا به ونهونا عنه..فقد أمرونا بإثني عشر إماماً ونهونا عن الزيادة..والصدّيقة الكبرى ارواحنا لشسع نعليها الفداء تستحق ان تكون إماماً ورسولاً ونبيةً، لكنّ هذه المقامات - كما ألمحنا إليه سابقاً - هي خاصة بالرجال لإستلزام ذلك المخالطة والجلوس بين الرجال للقضاء وفضّ النزاعات وقيادة الجيوش..إلخ فلا يكون للمرأة نصيب منها مهما علا شأنها وفاقت الأنبياء بعصمتها وطهارتها كمولاتنا سيدة الطهر والقداسة فاطمة الزهراء وابنتها الكبرى زينب الحوراء عليهما السلام...هاتان الحوريتان لم تلد البطون مثلهما على الإطلاق..فلا مريم ولا آسية ولا سارة وهاجر وحواء..نظير هاتين العظيمتين الشريفتين المجاهدتين...!!
مولاتنا المطهرة فاطمة روحي لتراب نعلها الفداء هي فوق مقام الإمامة وغيرها من المقامات الكريمة، بل هي الحاكمة على مقام الإمامة، وذلك للأخبار التي تجاوزت التواتر الدالة على أن الإعتقاد بولايتها شرطٌ في قبول النبوات والرسالات والاعمال..وهي حجة على الأئمة الأطهار عليهم السلام..
سبحان من عظّم مقامها ورفع قدرها فأعلاها وقربها فأدناها فكانت من ربها كقاب قوسين أو أدنى...إنها فاطمة سيدة الطهر والقداسة أقرب مخلوق الى الله تعالى وأحبّ مخلوق عنده تعالى..وقد أسهبنا في شرح مصطلح الإمام والإمامة في بحوثنا على الموقع الالكتروتي وفي كتابينا الجليلين: الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية وأبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد فليرجع إليهما من يرغب في التفاصيل المهمة..والله حسبي ونعم الوكيل والزهراء البتول عوني ومددي..
خادم سيّدة الطهر والقداسة/ عبد نعليها محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ٨ ذي القعدة ١٤٤٣ هجري قمري.
|