مرةً اخرى يقوم العلمانيون الملحدون بوجود الله تعالى بالتشكيك بآيات الله تعالى فيؤولون الآية التي جرت على الحيوانات التي فقدت سيطرتها على نفسها فقامت تدور حول نفسها وكأنها تطوف حول شيء لا يفقهه العاديون من البشر، فخرج هؤلاء الملحدون يفلسفون حركة دوران الحيوانات والجراثيم والحشرات حول نفسها بأنها معلول ونتيجة حتمية لتأثير النجم الطارق مغناطيسياً على الحيوانات...وهي محاولة تشكيكية في آيات الله تعالى قبل خروج إمامنا المعظم صاحب العصر والزمان المهدي القائم عليه السلام..وهذا يذكّرنا في الأخبار المستفيضة التي أشارت للمؤمنين أن الشيطان الرجيم إبليس اللعين سيشكك  في صيحة الملك جبرائيل في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان معلناً التهيؤ لنصرة الإمام المهدي صلى الله عليه في العاشر من محرم في نفس السنة التي حصلت فيها الصيحة...فالملحدون بالله تعالى لا يعتقدون بشيء إسمه دين او غيب...وبالتالي ينكرون خروج المخلّص الإمام المهدي عليه السلام، لذا لا يعتبرون أيَّ حدثٍ تكويني علامة على الإنذار الإلهي للناس الذين كفروا بنعم الله تعالى وجحدوا رسله وأولياءه العظام عليهم السلام، وما دوران الحيوانات حول نفسها سوى إنذار لهذا الخلق المنكوس الفطرة والمنحرف بسلوكه واعتقاداته حول الله تعالى ورسله وحاكميته على القوانين المادية المبتدعة والظالمة...ونحن نعتقد أن كلَّ آية سماوية وأرضية هي نذير عذاب قال تعالى(وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا ان كذّب بها الاولون وآتينا ثمود الناقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) الإسراء ٥٩.

 ودعوى المشككين بالآية الأرضية بأن النجم نيبيروا  له تأثير على مغناطسية الارض لهي دعوى فارغة من مضمونها وهي من بدع المنجمين والفلكيين الذين يعتقدون بتأثير الافلاك على الارض حتى البشر والحيوانات بحيث تكون للأفلاك علّة فاعلية بإرادتها وإختيارها من دون ان يكون لله تعالى فاعلية وقدرة لإعطائها تلك الفاعلية، وهذا المعنى بهذه الكيفية كفر ..بل حتى لو اعطاها الله الفاعلية ولكن ليس بشكل مطلق بل بنسب ضئيلة لا ترتقي الى التأثير بمصير البشر وسائر المخلوقات الحية كما يحصل حالياً بدوران الحيوانات بشكلٍ دائري لم يحصل في الازمنة السابقة على الإطلاق، ولو كان حقاً ما يزعمه الفلكيون بشأن الحركة الدائرية في وقتنا الحاضر بفعل تأثير نيبيرو، لكان ظهر وانتشر في الازمنة السابقة ما دامت العلّةُ واحدةً والمعلولُ تبعاً لها، فلماذا التبعيض في تأثير نيبيرو، فأثَّر في زماننا هذا، ولم يؤثر في الأزمنة السابقة....؟!! تبعيض يخلُّ بحقيقة العلّة الفاعلة فيما لو كانت فاعلة بإرادتها، وأما لو كانت فاعلة بإرادة الله تعالى فلا بد هنا من التفكير ملياً لماذا أعطاها الله التأثير عبر ملائكته المدبرين للأفلاك بأمره في هذا الزمن دون الأزمنة السابقة..؟ أليس في هذا الامر شيء ينذرنا بالخوف والخضوع له لأننا تمردنا وعصينا وتجبرنا...؟!!

 إن ظاهرة الحركة الدائرية للحيوانات في وقتنا الحاضر ليست سوى إرهاصاً لقرب ظهور المخلّص الإمام المهدي وعضده النبي عيسى عليهما السلام ..ولعلها إرهاصاً لقرب حربٍ عالمية سوف تحصد البشر والحيوانات والحجر والمدر في بلاد الغرب والشرق الأسيوي وبعض البلاد في الشرق الاوسط...( ويا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين؛ بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) هود ٨٥ - ٨٦.

 فالناس كلهم إلا القليل منهم قد عثوا في الارض فساداً واحتكروا وظلموا وقتلوا وتفرعنوا ..لذا فلا بد من الإنتقام منهم عاجلاً ..وهذا ما سوف يحصل على يد الإمام القائم المنتقم لله تعالى وللأنبياء والاولياء العظام عليهم السلام....( هل ينظرون إلا ان تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو ياتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنّا منتظرون) الانعام ١٥٨.

 يا قائم آل محمد أغثنا سيدي..