مولانا بدي إسالك.
في شي عقلي ما بيتقبله وما بعرف اذا انا صح او غلط .
اعطيني رأيك .
ورأيك يعني فتوى .
أحيانا نرى رجلاً بيسلم على إمرأة وبيحضنها من باب الأخوة.. وواحد بيعتبر هذه المرأة مثل أمه او ما بعرف شو بيعتبرها على اساس علاقة صداقة ومودة وواحد بيمون على الثاني .
وهذا الشخص بيعتقد ان الحضن من فوق الثياب عادي مادام اللحم لا يلامس اللحم مباشرةً ....!!.
______
بسم الله جلَّت عظمته
الموضوع الفقهي:( لا يجوز للرجل مصافحة المرأة الأجنبية عنه ولا معانقتها من وراء الثياب..).
السلام عليكم
الجواب: لا يجوز للمؤمن ولا غير المؤمن أن يصافح الأجنبية بيده مباشرة أو بواسطة ثوب أو قُفَّاز، ولا يجوز أن يحتضنها تحت ذرائع شيطانية كدعوى أنها بمثابة أخته او أمّه أو إحدى قريباته أو أخته في الإيمان.. وهنّ لسن من محارمه، فإطلاق العناوين على إمرأة أجنبية عنه لكي يحتضنها هو من المحرمات القطعية في شرعنا الحنيف، وذلك لأن هاتيك العناوين المزيفة لم نرَ لها أثراً في الكتاب الكريم وسُنّة النبيّ والولي عليهما السلام، وليس لها أثر في تاريخ الشيعة على الإطلاق..وهذه الدعوى المزيفة ذكّرتنا بإرضاع عائشة للشاب اليافع لكي يصير محرماً عليها فكان يرتضع من ثديها خمس رضعات او تسعة..وهكذا الحال بمن يصافح الأجنبية ويحتضنها بحجة أنها كأمه واخته..إلخ فما هو الفرق بينه وبين عائشة التي اتخذت إرضاع الكبير ليكون ذلك مقدمة لها لتعاشره في الفراش...!!؟؟ لا فرق بينهما على الإطلاق، فالإرضاع سبب للزنا، والمصافحة والمعانقة سبب للهمز واللمز واللمس ومن بعدها الكارثة العظمى...!! ولو فرضنا أن الشخصين جزما بعدم وقوعهما في الزنا، فلا يجوز لأحدهما مصافحة الآخر ومعانقته وذلك لوجهين:
الوجه الأول: ما دلت عليه الآيات في سورة النور كآية الجلباب والخمر وغض البصر..والكل ظاهر ظهوراً عرفياً في غض البصر وعدم وقوعه على المرأة الاجنبية مطلقاً بجميع جسمها حتى الوجه والكفين فضلاً عن المصافحة والمعانقة..فإن كلّ ذلك يوجب إثارة الشهوة وتحريكها،فأوجب الشرع على المكلفين التحفظ من كل المقدمات التي تسهل عملية الإقتحام المحذور...!
قال تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْآبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَالْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور) سورة النور 31 ".
الآية أمرت بحفظ الفرج والمقدمات التي توصل إلى كشف الفرج بالوسائل المحرّمة نظير المفاكهة والممازحة والغمز واللمس ..فإن ذلك يؤدي الى اللقاء والمواعدة على الزنا إذا كانت متزوجة، ولو كانت عزباء فما فعلاه يعتبر بنفسه حراماً ما لم يكن بينهما عقد شرعي..فالآية أمرت بحفظ الفرج من التلوث بالزنا، ونهت عن مقدمات الوصول إليه بوسائل غير مشروعة، بل تحرم المقدمات غير المشروعة حتى في حالة الوصول إليه بطريق مشروع وهو الزواج، فإن نفس المصافحة والإحتضان يعتبران من المحرمات القطعية بغض النظر عن الزنا الذي هو نتيجة حتمية للمقدمات السابقة عليه.
والحاصل:إن المنساق عرفاً وشرعاً وعقلاً من الآية المباركة هو ترك نظر كلٍّ منهما الى الآخر مطلقاً لا خصوص النظر الى الفروج لا سيّمابعد قول النبي صلى الله عليه وآله لعائشة وحفصة حين دخل إبن ام مكتوم:" إدخلا البيت فقالتا: إنه أعمى! فقال: إن لم يركما فإنكما تريانه..".
وفي مقابل عائشة وحفصة نجد سيدتنا المطهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليها تحتجب عن الأعمى لأنه يشم الريح..لقد جاء في كتاب الجعفريات قال: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهماالسلام): " أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إستأذن عليها أعمى فحجبته، فقال لها النبيُّ (صلى الله عليه وآله): لم حجبته وهو لا يراك؟ فقالت: يا رسول الله، إن لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشم الريح، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أشهد أنك بضعة مني ".
وبعبارة أخرى:إن عدم غضّ البصر وعدم تجنب المصافحة والمعانقة والملامسة..كلها مقدمات حرام توصل الى الأعظم وهو الزنا، من هنا أوصد الشرع المبين البابَ على من في قلبه مرض، فنهى الرجل والمرأة عن المقدمات المحرمة لئلا يقعا في محذور الزنا..
الوجه الثاني: سيرة المتدينين منذ عصر النبي وأهل بيته المطهرين صلى الله عليهم أجمعين قائمة على حرمة معانقة المرأة الأجنبية وحتى مصافحتها من وراء قفّاز او ثوب...ولم يروِ لنا تاريخنا أن المؤمنين الأخيار في عصور أئمتنا الطاهرين عليهم السلام كانوا يعانقون النساء أويصافحوهنّ من وراء حجاب الى يومنا هذا إلا من الفساق المتحللين من القيود والأحكام..وإذا كان المبرر لهؤلاء الفسقة في دعوى جواز المعانقة أو الإحتضان باعتباره من وراء الثياب.. فلماذا لم تصرح الأخبار بجواز ذلك..ولماذا حرّمه فقهاء الإمامية منذ غيبة إمامنا الحجة القائم صلى الله عليه الى يومنا هذا..؟! اللهم إلا من بعض المعممين الفساق ممن يحسبون أنفسهم علماء وهم من أسفل خلق الله تعالى على الإطلاق... !!
لقد حرّم الشرع النظر الى بدن الأجنبية، والنظر إليها بالعينين وهو أخف مؤنة من لمس بدنها بصدره ويديه، وتلاصقهما مع بعض فيتحسس الرجل بصدره الثديين ويشم العنق، ويتحسس نفسَها بأنفه ومشاعره، وفمه قرب فمها...! ويتحسس بيديه ظهرها وكتفيها أو خصريها ويلتصق صدره بصدرها بما فيه من ثديين مستديرينِ مرتفعين...ويشم العطر الفواح من جانبيها ...كل ذلك يعتبرونه علاقة أخوة وأمومة ووحدة حال بينهما ومودة..!! ما هذه المهزلة التي تضحك منها الثكلى...!؟ إنه فسق وفجور بما للفجور من معنى فاضح مكشوف..!!
إن المعانقة للأجنبية من وراء الثياب - مضافاً الى مصافحتها من وراء قفاز - هو حرام شرعاً باعتباره من مقدمات الزنا بالقطع واليقين..فالعين تزني واليد تزني والانف يزني والثدي يزني والعنق يزني والكتفان يزنيان وكذلك الخصران...كلّ واحد من هذه الأعضاء زناه بحسبه....!!
وا محمداه وا علياه وا فاطمتاه....صبر جميل وخطب جليل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والله وليّ المتقين
العبد الفقير خادم الإمام الحجة القائم من آل محمد عليه السلام /محمد جميل حمود العاملي/ بيروت/ بتاريخ 23 ذي القعدة 1444 هجري قمري.
|