أكثر المؤمنين يظنون بأنفسهم خيراً وأنهم أتقياءٌ وورعون وأن ما يصيبهم من البلايا والفتن والمصائب ليس إلا إمتحاناً لترقيهم في علو الدرجات ومضاعفة الحسنات..نعم هو كذلك في بعض الأفراد الصابرين على الفتن والبلايا المكدرة لصفو النعم..ولا يشمل الكثير من المؤمنين الذين تظهر بواطنهم عند لحظة الإمتحان فتتغير نفوسُهم الى الأسوأ وتتكهرب عقولُهم الى الأقبح..فلم يكن إمتحانُ الله تعالى لهم لأجل بلوغ الدرجات العُلا، لعلمه بأنهم لن يبلغوه..بل كان إمتحانه لهم لأجل أن يكشف لهم وللآخرين أنهم ليسوا بمستوى المخلصين الذين اجتباهم الله عزّ وجلّ للقرب منه والزلفى لديه..فالإمتحان بشرط الإخلاص والثبات على القيم والمبادئ - التي فرضها الله علينا - هو المُنجي والمقرّب الى الله تبارك ذكره وإلى حججه الأطهار عليهم السلام..فيا إخواني في الله.. لا تغتروا بأعمالكم الجميلة ما دمتم لم تمروا بالإمتحانات العسيرة التي تكشف عن واقعكم..وضعوا أنفسكم في مواضع التقصير واقرنوا الأقوال بالأفعال وادعوا الله تعالى بالثبات والتوفيق للطاعات مقرنين ذلك بين الخوف والرجاء، الخوف من عدم قبول الأعمال، والرجاء برحمة الله تعالى ليتقبل منكم عبر رضا أوليائه العظام النبي وآله الكرام والبراءة من أعدائهم حتى لو كانوا من أولي الأرحام...والله حسبنا ونعم الوكيل