الجواب:إن الإيمان المجرد من دون تطبيق هو إيمانٌ ناقصٌ وصاحبه فاسقٌ، وذلك لأنّه لم يُقرن الإعتقادَ بالتطبيق أي لم يقرن الأقوالَ الإعتقادية بالأفعال الظاهرية المسلكية، وقد وصف اللهُ تعالى أمثالَ هؤلاء بالمنافقين حينما قال( يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) سورة الصف.وهو ما أكدته الآية ١٣٦ من سورة النساء( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله..) فقد كرر كلمة " آمنوا" للتدليل على أن الإيمان القشري الظاهري باللسان يختلف عن الإيمان اليقيني الواقعي الحاصل في القلب..فبعضهم يتظاهر بالإيمان ولكنه واقعاً ليس مؤمناً بسبب فقدان اليقين من قلبه بحقائق الإيمان المتمثلة بالعقائد والأحكام ...إلخ.فبعضهم يعرف الحلالَ مِنَ الحرام ولكنَّه لا يبتعد عن الحرام، فيختلف ظاهرُه مع واقعِه ويتباين الظاهرُ مع الواقع ويتعاكسان..

وبعبارةٍ اُخرى: الفرق بين المؤمن والمنافق هو بما يلي:

المؤمن هو مَن يعتقد قلباً بأصول الإسلام والفروع والأركان ويتحلى سلوكاً في كلّ ذلك بالجوارح والأعضاء، والإتصاف نسبي بين الأفراد المؤمنين، وهم على أقسام: كاملون / ناقصون / معدمون.

فالناقصون مؤمنون ولكنهم مقصّرون بتحصيل العلم والعمل لمقتضياتٍ ذاتيةٍ أو عرضية؛ بينما المعدَمون هم الجاهلون المتعمّدون للجهل عن سابق تصور وتصميم فلا يحبون تحصيل المعارف وإنْ حصَّلوا إلا أنَّهم لا يعملون بما علموا وحصَّلوا..هؤلاء هم المقصودون بالخطاب في الآية منضمين الى خانة المنافقين الذين ينكرون قلباً المعارف ولكنهم يتظاهرون بها..

اللهم ثبتنا على الإيمان واقطع رجاءَنا عن حبّ الدنيا والتنافس عليها بحق نبيك وآله الأطهار صلواتك عليهم أجمعين..