مقام سيّدتنا الصدّيقة صفيّة بنت الإمام الحسين عليهما السلام في منطقة بعلبك بجانب قرية مقنة..قبل مقام النبي يوشع بحدود ١٣ كيلو متر ..كانت مع أبيها في كربلاء وقد ودّعها أبوها مع جملة من اللواتي ودعهنّ في اليوم العاشر من محرم عندما ناداهنّ بقوله الشريف:(يا أمَّ كلثوم ويا زينب ويا سكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفيّة..! عليكنّ مني السَّلام، فهذا آخر الإجتماع وقد قرُب منكم[منكنّ] الإفتجاع..). ودع عليه السلام ثلاث بنات من بناته هنّ: رقية وسكينة وصفية؛ ومن اخواته هما: الصديقتان مولاتنا المعظمة زينب وأختها رقية المكناة بأم كلثوم عليهما السلام وإبنتها عاتكة عليهنّ جميعاً سلام الله وصلواته.

 وقد روى خبر التوديع أبو مخنف في مقتله ص ١٣١؛ وأبو مخنف هو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام توفى عام ١٥٧ هجري.وذكر المجلسي في البحار ج ٤٤ ص ١١٠ ح٢ عن المناقب أن أبا مخنف كان أيضاً من أصحاب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.

أم كلثوم هي رقية بنت أمير المؤمنين عليّ وسيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة البتول عليهما السلام وأختها الصديقة الحوراء زينب؛ سكينة ورقية هما بنتا الإمام الحسين عليه السلام؛ فرقية هي أخت الإمام السجاد عليه السلام وهما من أمٍّ واحدة هي سيدتنا الصدّيقة شهربانو عليها السلام؛ بينما سكينة هي بنته من زوجته سيدتنا الصديقة الرباب عليها السلام ..وأمّا عاتكة فهي بنت الصديقة أم كلثوم وأبوها سيدنا مسلم بن عقيل، وخالها يكون الإمام الحسين عليهما السلام؛ واستشهدت سحقاً تحت حوافر الخيول وكان عمرها حدود ٧ سنين؛ وأمّا صفية فهي بنت الإمام الحسين عليه السلام ولم أعثر حالياً ومؤقتاً على إسم أمها ولعلّ امَّها جارية من الجواري المؤمنات .

ومولاتنا الصدّيقة صفية عليها السلام هي التي خرم أذنيها الملعون الأخنس بن زيد لأجل قرطين كانا في اذنيها لمّا هجم على المخيم بأمر من عمر بن سعد كما سوف نفصِّله في كتابنا القادم بإذن الله تعالى حول سيرتها صلّى الله عليها وما جرى عليها مع بقية أخواتها الطاهرات.

وقد ذكر أغلب أصحاب المقاتل قصتها عليها السلام يوم الطف لا سيَّما العلَّامة المحدث هاشم البحراني في مدينة المعاجز ج ٤ ص ٩٤ ح رقم ١١١١؛ وقد استشهدت خلال رحلة السبي عند وصولها الى منطقة مقنة قرب بعلبك عندما سقطت عن البعير فطحنت أضلاعها...!! فدفنها سيّدنا الإمام السجاد عليه السلام في المكان المعروف الآن بقرية السيّدة صفية..أو مرقد الصدّيقة صفية؛ وكانت تُعرف سابقاً بحوش التل.

إختصرنا سيرة مظلوميتها في هذه القصاصة لكي يعرف المؤمنون من هي الصدّيقة الصغرى صفية عليها السلام.