• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : التفتيش عن الأديان خلال العمل اليومي والسفر..غير مرغوب فيه .

التفتيش عن الأديان خلال العمل اليومي والسفر..غير مرغوب فيه

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامدى صحة هذه الرواية؛

 

قال الإمام الصادق عليه السلام
(لا تفتش الناس عن أديانهم فتبقى بلا صديق).
تحف العقول: ٣٦٩.
_____
الموضوع الفقهي:( التفتيش عن الأديان خلال العمل اليومي والسفر..غير مرغوب فيه..)
بسم الله جلّت عظمته
وعليكم السلام
الجواب: الرواية(لا تفتش الناس..) مروية بواسطة أبي بصير عن الإمام المعظَّم جعفر الصادق عليه السلام في الكافي والحراني في تحف العقول ص ٣٦٨ وكذا في البحار للمجلسي وغيره من المحدثين وسنده صحيح بواسطة محمد بن سنان؛ وروى المخالفون مثلها تحت عنوان( لا تفتشوا الناس..)
 ولا مانع من التمسك بها باعتبارها تشير إلى مخالطة المؤمن مع الناس في السفر والبيع والشراء وبقية المعاملات التجارية اليسيرة لا الخطيرة والنفيسة التي يجب فيها إنتخاب الشريك الصالح..فالمعاملات اليسيرة والصحبة الظاهرية لا تتطلب التفتيش عن الباطن كما جاء في حديث آخر:( خالطوا الناس بأعمالهم وزايلوهم بالقلوب..) فهذا الصنف من الناس يدخل تحت قسم( إخوان المكاشرة) وهؤلاء ينبغي التعامل معهم بالظواهر كما جاء في بعض الأخبار الموضحة لصنفين من الإخوان: إخوان الصفا أو الثقة، وإخوان المكاشرة:(وأمَّا إخوان الثقة فهو كالكف والجناح والأهل والمال؛ فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك وصافِ من صافاه وعادِ من عاداه واكتم سره وأعنه وأظهر منه الحسن؛ واعلم أيها السائل أنهم أعزُّ من الكبريت الأحمر..وأمَّا إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعنَّ ذلك منهم ولا تطلبنَّ ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان).
 ومعنى الحديث المتقدم( لا تفتش الناس..) هو: أنك إذا وجدت صديقاً صالحاً بحسب ظاهر حاله فحسبك صداقته فلا تفتش في باطن أمره؛ لأنك إذا فتشت ونقبت في سره تجده فاسداً فتتركه وتبقى بلا صديق، والبقاء بلا صديق غير مستحسن؛ وذلك لأن الإنسان بحاجة إلى صديق في السراء والضراء والشدة والرخاء..فصبرٌ جميل ورزءٌ جليل...!!
والله تعالى يتولَّى الصالحين
عبد الإمام المعظم الحجة القائم صلى الله عليه وآله
محمد جميل حمود العاملي
بيروت/ بتاريخ ٢١ جمادى الثانية ١٤٤٥ هجري قمري.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2249
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6