• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : علم الرجال .
              • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .
                    • الموضوع : سليمان بن صرد الخزاعي..ثقة جليل.. .

سليمان بن صرد الخزاعي..ثقة جليل..

 

السلام عليكم
ما رأي الشيخ العاملي مد ظله الشريف بسليمان بن صرد الخزاعي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الرجالي: (سليمان بن صرد الخزاعي..ثقة جليل..).
بسم الله جلَّت عظمتُهُ
   وعليكم السَّلام
   الجواب: إن سليمان بن صرد الخزاعي من أجلاء أصحاب النبي وأمير المؤمنين عليّ والإمامين الحسنين عليهم السلام، وكان القائد لثورة التوابين للأخذ بثأر الإمام المعظَّم سيّد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه وآله، وقد كان من الثابتين في معارك أمير المؤمنين علي صلَّى الله عليه وآله وكذلك مع الإمام المعظم الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه، ففي حديث المفضل الطويل في الرجعة أنَّ الإمام الحسن (عليه السّلام) سيقول لجدّه ( صلَّى الله عليه وآله ) عند شكواه إليه، وأنه دعا أهل الكوفة لحرب معاوية..  إلى أن قال: فكأنّما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلَّا عشرون رجلًا منهم قاموا ، منهم: سليمان بن صرد ". وقد شارك في معركة الأحزاب وأكثر حروب أمير المؤمنين عليّ صلَّى الله عليه وآله، وكان سليمان من كبار الشيعة في العراق وصاحب مشورتهم..كما أنه كان ممن كاتب الإمام الحسين عليه السلام مع حبيب بن مظاهر رضي الله عنهما وأرضاهما..وقد جاء عن الإمام الحسن عليه السلام قائلاً لسليمان:" ما أنت عندنا بضنين" وما روي بحقه كما في رواية نصر بن مزاحم من أنه تخاذل عن نصرة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يوم معركة الجمل فهو غير صحيح على الإطلاق..لأن في رواية نصر عدة من الرواة لا يوثق بهم..كما أن كتاب نصر بن مزاحم غير ثابت بطريق معتبر أنه لنصر بن مزاحم على حدّ تعبير الشيخ الطوسي في رجاله..بل الصحيح كما ذكر إبن طاووس في كتاب اللهوف:" أن سليمان كان مسجوناً في سجن إبن زياد لعنه الله مع أربعة آلاف وخمسمائة رجل من الشيعة بعد أن اطلع إبن زياد على مكاتبة أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام..".
  وما قد يستدل به البعض من كلمات سليمان بن صرد الظاهرة في تخاذله عن النصرة ..فهو مما لا ينبغي الإلتفات إليه، لأن سليمان كان يتكلم بلسان الشيعة الذين خذلوا الإمام الحسين عليه السلام ولم يقصد شخصه كسليمان بن صرد الخزاعي المخلص لآل البيت عليهم السلام..
     وبعبارة أخرى: إن سليمان بن صرد في كلماته التي أطلقها في خطبه يراد منها أنه تكلم بذلك بلسان قومه وحكى حالهم ووضع نفسه معهم تواضعاً أو من باب عدم التوفيق لنصرة الإمام سيّد الشهداء عليه السلام وفوات الشهادة معه ولو لعذر أو أن تكون هاتيك الكلمات في خطبه نقلت عن غيره ونسبوه إليه للتشكيك بجلالة قدره ..
   ولا ينبغي الإشكال في جلالة قدر سليمان بن صرد الخزاعي، وذلك لشهادة الفضل بن شاذان بحقّه قال:(قال الفضل بن شاذان ومن لتابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم سليمان بن صرد )؛ وما نسب إليه أنه تخاذل عن نصرة الإمام الحسين صلَّى الله عليه وآله فهو غير صحيح وهو تجني عليه من قبل العمريين وبني أمية الذين شككوا بكلّ ثائر جاهد بني أمية..ويشهد لذلك شعره حينما نزل إلى المعركة في الرقة فقال:
 إليك ربي تبت من ذنوبي * وقد علاني في الورى مشيبي
فارحم عبيداً عُرِما تكذيب * واغفر ذنوبي سيدي وحوبي
والعرم هو الذي إتهم بما لم يجنِ..
   والحمد لله والسلام 
عبد الإمام الحجَّة بقية الله المهدي عليه السلام
محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 10 جمادى الأولى 1445 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2252
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6