سلام عليكم وعيدكم مبارك وتقبل الله طاعاتكم
حبذا سيدنا(شيخنا) الجليل نحن بحاجة ماسة إلى هذه العلوم التي تدرس في الحوزة هل هي من علوم آل الببت عليهم السلام أم أدخلها الفقهاء الماضين في دين التشيع واصبحت بمرور الزمن جزءا لا يتجزء منه بل من أساسياته وهي:
١. علم الاصول
٢. علم الكلام
٣. علم الرجال
ودمتم بعافية
محمد الياسري
الموضوع الفقهي: (العلوم الحوزوية الثلاثة: علم الأصول/ علم الكلام/ علم الرجال..حاجة لا بُدّ منها ضمن شروط معينة )
بسم الله جلَّت عظمته
السلام عليكم
الجواب: العلوم الثلاثة التي أشرتم إليها لم تقحم في الحوزات الدينية عن عبثٍ وسفه..كلا بل إن لها جذوراً في الأخبار الشريفة، فعلم الأصول مستنبط من بعض الأخبار في بعض قواعده الأصلية كالإباحة والإحتياط والإستصحاب، ونظرة بسيطة على كتاب (الأصول الأصيلة والقواعد الشرعية للسيد عبد الله شبر ) يعطيك نظرةً واسعة عن صحة قواعد علم الأصول، وأما التفريعات التي كثَّرها الجاهلون فلا علاقة للأخبار بها على الإطلاق..فتدبر.
وأمَّا علم الكلام فهو قواعد عقلية ونقلية لا بد منها في الحوزات وإلا لتغلب علينا المخالفون بإتقانهم لفن الجدل والمحاورة بالمنطق والدليل العقلي والنقلي، مع أن الشيعة هم أساس هذا العلم الشريف الذي أسس قواعده إمامنا المعظم جعفر الصادق عليه آلاف التحية والسلام، وبثه تلميذه الفذ هشام بن الحكم ورفقاؤه.. فيجب على الحوزات أن تتقن علم الكلام وإلا فلا فائدة من وجودها في الحاضرة الشيعية..!! والترويج في تضعيف علم الكلام معصية يعاقب عليها كلّ من روّج لها ودعا إلى هجر علم الكلام..فآل محمد عليهم السلام هم من أسس هذا العلم وثبَّت قواعده وعلموا تلامذتهم كيفية إتقانه والإلمام به، وها هو كتاب الإحتجاج للطبرسي يغصُّ في المحاورات الكلامية بين الأئمة الأطهار عليهم السلام وبين مخالفيهم..فأية محاولة تروم تضعيف علم الكلام يعني ذلك تضعيف خط التشيّع وطعنه في الصميم..!
وأمَّا علم الرجال فليس فيها فائدة كلية بل تقتصر فائدته على بعض جزئياته التي بحث فيها علماء الشيعة في حجية دلالات الأخبار الموثوقة الصدور لا الإعتماد على الخبر الثقة من حيث السند بل العبرة بالخبر الموثوق الصدور التي دلت القرائن على صحته كما فصّلناه في بحوثنا الرجالية لا سيّما في كتاب "إتحاف ذوي الإختصاص بالتحقيق في خبر مسلم الجصاص" فليراجع مع غيره من بحوثنا المتعددة الأطراف..وتقسيم الخبر إلى الأقسام الأربعة المعروفة: كالصحيح والحسن والموثّق والضعيف لم تكن قبل السيد إبن طاووس بل هي من مخترعات المتأخرين مجاراة للمخالفين.
والسلام
والله تعالى وليُّ المتقين
عبد الإمام الحجَّة القائم صلَّى الله عليه وآله
محمَّد جميل حمًّود العاملي
بيروت/بتاريخ 17 محرَّم الحرام 1445 هجري
الموافق 23 تموز 2024 ميلادي
|