يا الله
السلام عليكم مولاي العزيز ورحمة الله وبركاته
سؤامن جنابكم الكريم هل يجوز للزوج او الأب أن يسمح لزوجته أو إبنته بالركوب في سيارة التاكسي أو سيارته الخاصة التي يقودها السائق الأجير عنده بحيث تكون الزوجة او البنت لوحدها مع السائق من دون وجود محرم لها..؟
وجزاكم الله كل خير وآدام الله لكم العمر المديد يا أسد البراءة من أعداء آل محمد الأطهار عليهم السلام.
أبو حسين/ بيروت
********
الموضوع الفقهي:( حكم ركوب المرأة في سيارة زوجها يقودها شوفيره الخاص ليس معهما محرم..).
بسم الله جلَّت عظمته
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
(الجواب): لا يجوز للمرأة أن تنفرد مع رجلٍ أجنبي في سيارة التاكسي او الشوفير عند زوجها او أبيها وما شاكل ذلك..وذلك للنصوص الشريفة الدالة على عدم جواز خلوة المرأة بالرجل الأجنبي سواء كان في سيارة أو في مصعد العمارة أو حديقة أو تمشي معه في الزقاق أو الشارع أو في المدرسة ( وإن كان من غير الجائز شرعاً أن تكون الفتاة المؤمنة في مدارس أو معاهد مختلطة) أو في مكان معيَّن بما يصدق عليه عرفاً وعقلاً وشرعاً أنّه خلوة بالرجل الأجنبي..وفحوى هذه النصوص تتضمن مشاركة الشيطان لهما، إذ ما اجتمع رجل وامرأة إلّا كان الشيطانُ ثالثَهما...فيحركهما لعنه الله تعالى بالوساوس كالنظر الذي يؤدي إلى الهوى، وهو يؤدي إلى التفكير بالجماع والممارسة وما شاكل ذلك..بل إن نفس وجودهما معاً يعتبر منفذاً لتسلل إبليس الى عقليهما فيقعان في زنا النظر والأذن والعينين وزنا القلب؛ فقد ورد في الخبر أن العين تزني وزناها النظر؛ واللسان يزني وزناه الكلام والمفاكهة والتغزل والترقق..والقلب يزني وزناه الهوى والتمني ويصدِّق ذلك الفرج أو يكذِّبه..لذا فلا تجوز الخلوة بالأجنبية إلا مع ذي محرم، ويقتصر ذلك على الحالات الضرورية القصوى والملحة، وليست من الضرورة الشرعية جلوس المرأة مع ضيوف زوجها او تقدّم لضيوفه الشراب أو الطعام ، أو كانت في مكان فيه اختلاط بين الرجال والنساء فإن ذلك محرّم شرعاً..
ويتلخص مما ذكرناه ثلاثة أمور هي:
الأول: تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية.
الثاني: إن الخلوة بها هو اختلاط الصنفين مع بعض والإختلاط محرّم شرعاً.
الثالث: وجب غض نظر الطرفين عن بعضهما البعض في جميع الحالات العادية والضرورية الملحة؛ قال تعالى( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم..وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..).
الرابع:وجوب الستر والعفاف والإحتشام في جميع الحالات، فإن التبرج والسفور والروائح العطرة النفاذة يحرك الغريزة الجنسية بين الرجال والنساء، وفي تحريكها تقع الكوارث الأخلاقية والمفاسد الإجتماعية والمحظورات الشرعية..قال الله تعالى( يا أيها النبي قل لأزواجِك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين..).
والله وليُّ المتقين.
عبد الإمام المعظَّم الحُجَّة القائم المهدي صلَّى الله عليه وآله/ محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٣٠ محرّم الحرام ١٤٤٥ هجري الموافق ٣ آب ٢٠٢٤ م.
|