السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة الحديث الذي يقول : (لعن الله النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والمفرجة والمتفلجة) .
وماهو المقصود بالنامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والمفرجة والمتفلجة؟ وهل يجوز للمرأة نتف شعر وجهها وإزالتها لزوجها؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الفقهي: (حكم نتف الزوجة شعر وجهها..)
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
الجواب: يجوز للمرأة المتزوجة نتف شعر وجهها تزييناً لزوجها ويحرم النتف والإزالة لغير الزوج، كما لا يجوز للمزينة أن تنتف شعر إمرأة عن وجهها لتتزين بذلك لغير الزوج، وهو المعبر عنه بالنامصة والمنتمِصَة أي الفاعلة والمفعول لها بالزينة لغير الزوج..وهل يجوز للزوجة إزالة حاجبيها لتضع مكانهما حاجبين إصطناعيين..؟
والجواب على السؤال الذي افترضناه نقول: لا يجوز إستبدال الحاجبين الطبيعيين واستبدالهما بحاجبين إصطناعيين..لأنه تغيير لما خلقه الله تعالى في المرأة من حاجبين طبيعيين، لهما فوائد جمة للرجل والمرأة..فاستبدالهما بحواجب إصطناعية كالوشوم التي راجت في عصرنا الحاضر وتسمى " بالتاتو" هو من المحرمات القطعية بحسب نظرنا الفقهي لأنه تغيير لخلق الله تعالى من جهة، ولأنه من الزينة لغير الزوج من ناحية أُخرى..والزينة لغير الزوج محرَّمة عند عامة فقهاء الإمامية بلا استثناء..وذلك لعموم الآيات والأخبار الناهية عن إبداء الزينة لغير الزوج..نعم يجوز تزجيجهما وترقيقهما للزوج فقط، وعند خروجها من بيتها يجب أن تغطيهما بحيث لا يراهما الأجنبي..
والسائل الناقل للخبر المتقدم ليس في المصادر الشيعية ولا العمرية كلمة"المفرجة" من أين جاء به..؟ لعله كتبه بالخطأ..فلا يهم..
والحاصل: إن هذا خبر عمري من مصادر المخالفين رووه عن النبي صلَّى الله عليه وآله حيث قال: (لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله..).
المتنمصة: هي التي تنتف شعر الحاجب حتى يصير دقيقا حسناً، والمتفلجة: هي التي تبرد أسنانها ليتباعد بعضها عن بعض أو يكون في أسنانها طول فتزيله بالمبرد. والواشمة: هي التي تجرح البدن نقطاً أو خطوطاً فإذا جرى الدم حشته كحلاً وترسم النساء أو الرجال عليه صوراً ليتزين بها النساء للرجال والرجال للنساء.. والنامصة: هي ناتفة الشعر تتحسن به؛ والواشرة: هي التي تحدد أسنانها..
وجاء في مصادرنا الحديثية بما يقرب من تلك المعاني ولكن بشكلٍ آخر، فقد روى الصدوق في معاني الأخبار ص 250 في بابين هما: (الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) .
1 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي - رضي الله عنه - قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال: حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن علي بن غراب ، قال : حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله النامصة والمنتمصة والواشرة والمستوشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة .
قال علي بن غراب: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه، والمنتمصَة التي يُفعَل ذلك بها ، والواشرة التي تشر أسنان المرأة وتفلجها وتحددها، والمستوشرة التي يفعل ذلك بها، والواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها، والمستوصلة التي يفعل ذلك بها ، والواشمة التي تشم وشماً في يد المرأة أو في شئ من بدنها وهو أن تغرز يديها أو ظهر كفها أو شيئاً من بدنها بإبرة حتى تؤثر فيه ثم تحشوه بالكحل أو بالنورة فيخضر، والمستوشمة التي يفعل ذلك بها .
باب ( معنى آخر للواصلة والمستوصلة ).
1 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، قال حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله الواصلة والمستوصلة يعني الزانية والقوادة .
وتعدد المعاني في لفظ الواصلة والموصولة لا يقدح بصحة كليهما معاً..فتدبروا.
ولنا كلام طويل في حكم الوشم فليراجعه من أحبَّ التفاصيل الفقهية على موقعنا الإلكتروني تحت عنوان:" الموقف الشرعي من الوشم..).
والله تعالى وليُّ المتقين
عبد الإمام الحُجَّة القائم صلَّى الله عليه وآله
محمَّد جميل حمُّود العاملي/بيروت/ بتاريخ
1 ربيع الأول 1446 هجري الموافق
5 أيلول 2024م.
|