كاشف الغطاء المنكر لظلامة سيدة النساء عليها السلام
الإسم: إسلام سلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ما رأيكم في الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء؟ والشيخ جعفر كاشف الغطاء؟
ـــــــــــــــــــــــ
الموضوع العقائدي: (الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء صاحب كتاب أصل الشيعة وأصولها مهرطق..).
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
وعليكم السلام
الجواب:
لقد ثبت لدينا بالقرائن والأدلة وجود هفوات عقائدية وتاريخية عند الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لا سيَّما في كتابه أصل الشيعة وأصولها في ص 36 حيث شنَّع على الرجعة بقوله "وليس لها عندي من الإهتمام قدر صغير أو كبير..." وكذا في كتابه جنّة المأوى حيث أنكر قضية الإعتداء على سيِّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى عليها السلام بقوله "...ولكن قضية ضرب السيّدة الزهراء(عليها السلام) ولطم خدّها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبّله عقلي ويقتنع به مشاعري لا لأنّ القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة بل لأنّ السجايا العربيّة والتقاليد الجاهليّة التي ركزتها الشريعة الإسلاميّة وزادتها تأييداً تمنع بشدة أن تُضرب المرأة أو تُمدّ إليها يد سوء...إلى أن قال:ويزيدك يقيناً بما أقول انَّها ولها المجد والشرف، ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيءٍ من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء هضيمتهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار...ولا إشارة فيها إلى أيّ شيءٍ من ضربة أو لطمة..."راجع جنة المأوى ص 81.
ثم قال معترفاً بأن قنفذاً لعنه الله تعالى قد ضرب سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة البتول صلَّى الله عليها وأهل بيتها الأطهار فقال:" وأما قضية قنفذ، وأن الرجل لم يصادر أمواله، كما صنع مع سائر ولاته وأمرائه،وقول الإمام عليه السلام: إنه شكر له ضربته، فلا أمنع من أنه ضربها بسوطه من وراء الرداء، وإنما الذي أستبعده أو أمنعه هو لطمة الوجه، وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب، أو على عضدها، وبالجملة:فإن وجه فاطمة الزهراء هو وجه الله المصون، الذي لا يهان، ولا يهون، ويغشى نوره العيون...). راجع :جنَّة المأوى صفحة 84 – 85.
ويتلخّص إستبعاده بأمرين:
(الأول):أنّ السجايا العربيّة تمنع بشدة ان تُضرب المرأة.
(الثاني):أنّها لو ضُربت - بنفسي هي وأمي وأبي وأهلي- لكانت أشارت وذكرت ذلك في خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلّمها من القوم بغصبهم الخلافة وفدك وليس فيها إشارة إلى شيءٍ من ضربةٍ أو لطمة.
يورد عليه بالأمور الآتية:
أولاً:إذا كانت السجايا العربيّة والتقاليد الجاهليّة التي ركزتها الشريعة وزادتها تأييداً تمنع بشدة أن تُضرب المرأة أو تُمدّ إليها يد سوء فلا يعني إستحالة هذا الأمر منهم فيما إذا كان ثمة داعٍ أقوى يدفع إلى إرتكاب أفظع الجرائم وهتك أعظم الحرمات لا سيّما إذا كان هذا الداعي هو شهوة الحكم والسلطة.
وعلى فرض وجود سجايا عربيّة تمنع من ضرب المرأة فلا مانع من أن يخرج من هذا العموم السائد في الجزيرة العربية يومذاك أفرادٌ على نحو التخصيص(ومعنى التخصيص: هو إخراج بعض أفراد العام عن الحكم) ولا ضير في أنْ يشذَّ بعض الأفراد عن الأعراف والتقاليد والأخلاق في كلّ عصرٍ ومصرٍ، ولو كانوا يملكون وازعاً دينياً أو أخلاقياً لما نعتوا النبيّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) بالهجر، ولو كان العرب يمنعون من ضرب المرأة في الجاهلية فلِمَ كانوا يدّسون بناتهم وهنَّ أحياء في التراب..؟! وقد إستنكر عليهم ربُّنا العظيم في محكم كتابه الكريم بقوله تعالى:"وإذا المؤودة سُئلت بأيّ ذنبٍ قُتلت" ولو كانت السجايا العربية تمنع من ضرب المرأة فلِمَ لم تمنع هذه السجايا ضرب الصدّيقة الكبرى الحوراء المطهرة زينب الكبرى (عليها السلام)حيث جُلِدَت بالسياط على ظهرها حتى اسوّد من شدّة الضرب في كربلاء وكذلك بقيّة بنات الوحي معها لا سيَّما مولاتنا الصديقة رقية بنت الإمام المعظَّم أبي عبد الله الحسين صلوات ربي عليهم أجمعين..؟!ولِمَ همَّ إبن زياد لعنه الله تعالى بأن يبطش بها إلى أن منعه عمرو بن حريث.. وزجر إبن حريث لعبيد الله لعنه الله ليس لأنَّ السجايا العربية تمنع من ضرب المرأة إحتراماً لها، بل لأنّها لا تؤاخذ بشيءٍ من منطقها حسب تعبير عمرو بن حريث.
ويؤكد ما قلنا ما نقله المؤرخون من أنّ سميّة والدة عمّار بن ياسر(رضي الله عنهما) ماتت تحت وطأة التعذيب في مكة من قبل أبي جهل لعنه الله، بل يُروى أنه طعنها في أسفلها، ويُروى أنّ عمر نفسه كان يُعذّب جارية بني مؤمل أيضاً، فكان يضربها حتّى إذا ملّ، قال:إنّي أعتذر إليكِ إنّي لم أتركَكِ إلَّا ملالة.(راجع السيرة لإبن هشام ج1 / والسيرة الحلبية ص 341 ج1/ 30 ).
ويروى أيضاً أن عمر بن الخطاب ضرب النساء اللواتي بكين على أبي بكر، فكان أول من ضرب بالدّرَة - على حدّ تعبير إبن أبي الحديد - أمَّ فروة بنت أبي قحافة لمّا مات أخوها، فناح النساء عليه، وفيهن أخته أم فروة، فنهاهنّ عمر مراراً وهن يعاودن، فأخرج أُمَّ فروة من بينهنَّ وعلاها بالدرة، فهربن وتفرقن.(شرح نهج البلاغة ج1/ 181).
قال العلامة الأميني رحمه الله في كتابه الغدير ج 6 ص 162:" ومن مواقف تلك الدرة القاضية على الباكيات ما أخرجه الحافظ عبد الرزاق عن عمرو بن دينار قال : لما مات خالد بن الوليد اجتمع في بيت ميمونة نساء يبكين فجاء عمر فكان يضربهن بالدرة فسقط خمار امرأة منهن فقالوا: يا أمير المؤمنين خمارها ؟ فقال :دعوها فلا حرمة لها . وكان يعجب من قوله : لا حرمة لها ).ونحن أيضا نتعجب من قوله : لا حرمة لها .
وروى ابن عبّاس قال: لما ماتت زينب بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال رسول الله:ألحقوها بسلفنا الخيّر عثمان بن مظعون فبكت النساء، فجعل عمر يضربهنّ بسوطه فأخذ رسول الله يده وقال:مهلاً يا عمر دعهنّ يبكين، وإياكنّ ونعيق الشيطان..إلى أن قال:وقعد رسول الله على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي، فجعل النبيُّ يمسح عين فاطمة بثوبه رحمةً لها.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال:بكت النساء على رقية (بنت رسول الله بالتبني رضي الله عنها) فجعل عمر ينهاهنّ، فقال رسول الله:"مه يا عمر! قال:ثم قال:إياكنّ ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان؛ قال:وجعلت فاطمة رضي الله عنها تبكي على شفير قبر رقية فجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يمسح الدموع على وجهها باليد، أو قال: بالثوب.
وأخرج النسائي وابن ماجة عن أبي هريرة أنه قال:مات ميّتٌ في آل رسول الله فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهنّ ويطردهنّ، فقال رسول الله:"دعهنّ يا عمر فإن العين دامعة، والقلب مصاب، والعهد قريب..".
ولا أدري إذا كان كاشف الغطاء وأمثاله قد قرأوا هاتيك المرويّات عن عمر بن الخطاب حتى استدعت حمية الغيارى على العروبة أن يستبعدوا ضرب عمر للصدِّيقة الطاهرة فاطمة البتول (صلَّى الله عليها وأبيها وأُمّها وبعلها وبنيها) بحجة أن السجايا تمنع، أو أن الرأي العام ينقلب ضدّهم..؟!.
وهلا منعت تلك السجايا الكريمة أو الرأي العام من ضرب عمر لأولئك النسوة بمرأى من النبيِّ المختار صلَّى الله عليه وآله..؟ وهل أن السجايا وغير ذلك تمنع من ضرب الزكيّة ولا تمنع من ضرب النساء اللاتي بكين على ربيبة النبيّ رقية ومعهنَّ أخت أبي بكر المسماة بأُمِّ فروة بنت أبي قحافة وغيرهنّ من اللواتي تأذينَ من الصناديد حتّى أهدر النبيُّ صلَّى الله عليه وآله دمَ هبّار الأسود الذي روّع زينب ربيبة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وألقت ذات بطنها..؟! وهل أن جميع هذه المرويات كانت خافية عن نظر كاشف الغطاء وفضل الله حتّى قالا ما قالا من تبرئة ساحة الزنديقينِ الصنمينِ..؟ لا أظن من يدّعي الفقاهة لنفسه أن تكون هذه الروايات على تواترها الإجمالي خافية عليه، أو غير كافية لإقتناعه..!.
ثانياً:إن كاشف الغطاء يعترف بأنّ قنفذاً لعنه الله تعالى ضرب الصدِّيقة الزكيّة روحي لتراب نعليها الفداء، فكيف لم تمنعه السجايا العربية من ضربها، مع أن عمر وقنفذاً عربيان في الجزيرة العربية..؟! وهل أن التبعض بالأحكام جائزٌ عند كاشف الغطاء وأمثاله بحيث يصحُّ نسبة الضرب إلى قنفذ ولا يصح نسبتها إلى عمر وأبي بكر؟ وما وجه الفصل في ذلك..؟! وهل إنَّ باءَ قنفذ لعنه الله تجر هنا، ولا تجر عندما تصل النوبة إلى عمر بن الخطّاب لعنه الله..؟!
قد يقال:إن قنفذاً كان مولى لأبي بكر، والمولى لا يؤاخذ بشيءٍ من تصرفاته، فلا لوم عليه في هذه القضية.
قلنا:إنَّ كونه مولىً لأبي بكر لا يبرّر صحة فعله ما دامت التقاليد العربية تمنع، فليست السجايا حكراً على السادة دون الموالي، هذا مضافاً إلى أن تصرف الموالي من دون إذن السادة يعتبر جريمة لا تغتفر آنئذٍ، ولو صدر أمر من المولى بحق المرأة، فإنه حتماً سيواجه باستنكار الناس له، مع التأكيد على أن قنفذاً لم يضرب الصدِّيقة الكبرى الزهراء البتول(عليها السلام) من دون إذن عمر بذلك كما أكدت المصادر التاريخية على هذا الأمر، وقنفذ لعنه الله ليس الوحيد الذي اختُصّ بضرب الزكيّة عليها السلام وانما كان من ضمن مجموعة شاركته بذلك.
قد يقال:إن آخر كلام كاشف الغطاء قد أظهر أنه يستبعد، أو ينكر أن تكون مولاتنا المطهرة فاطمة البتول عليها السلام قد ضُربت على وجهها مباشرةً، بحيث لامست يدُ الضارب الملعون خدَّها الشريف بدون حجاب..وبالتالي فإن استغرابه في محلّه وهو مما لا يحتمله وجدانه..!
والجواب: من المحتمل أن يكون ذلك ونحن معه في ذلك لو كان الأمر كذلك - أي أنها ضُرِبَت على وجهها من دون خمار - ولكنَّه ليس كذلك لأنها كانت عالمةً بما سيؤول أمرها من الإعتداء والضرب على الساعدين حتى صار كالدملج، والجلد على الظهر والمتنين حتى اسودا جراء ذلك والصفق على الخدّ بل الخدّين والرفس على البطن حتى أسقط جنينها الذي سمّاه النبيُّ الأعظم محسناً عند حمل ابنته به.. وما شابه ذلك من ظلامات تكاد تخر من هولها الجبال الرواسي، لذا كانت (روحي فداها) جاهزةً للتصدي بكلِّ حجابها وخمارها لكي تجابه الزنادقةَ وعتوَهم واستكبارَهم، وكلّ تلك المصائب العظيمة المدونة في كتبنا غفل عنها كاشف الغطاء وأخذ يتلطى بعاوى سجايا العرب التي تأبى الإعتداء على النسوة ..!!!
كان من الواجب على الشيخ كاشف الغطاء الذي استنكر لطم عين الصدّيقة وضربها على وجهها من دون خمار أن ينصب قرينةً على قصده، لا أن يترك عبارته مطاطةً بحيث يتبادر منها الضرب على الوجه واللطم على العين من دون خمار..وفقيه مثل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لا ينبغي له الجهل برواية المجلسي في البحار عن إمامنا الباقر عليه السلام مشيراً إلى رسالة عمر بن الخطاب إلى معاوية لعنهما الله يقصُّ فيها لمعاوية كيف أنه ضربها على وجهها من وراء الخمار حتى تناثر قرطها وليس من دون خمار..!! بل الواجب عليه أن يتريث ويبحث في الأخبار قبل أن ينبري بكلامه الخطابي فيؤدي إلى سلبيات وخيمة تؤثر على ظلامات سيّدة نساء العالمين مولاتنا الصدّيقة الكبرى صلوات ربي عليها..
ثالثاً:بعدما اعترف كاشف الغطاء أن السيرة والكتب والشعراء استفاضوا بذكر مظلومية الطاهرة الزكيّة فديتها بنفسي فلماذا لا يقبل وجدانه أن يكون عمر هو الذي ضربها عليها السلام بدعوى أن ضربه لها يوجب لحوق العار به، وهل يا تُرى يخاف عمر من العار بعدما فعله بالنسوة في عهد الرسالة وما فعله بالنبيِّ الأعظم محمد صلَّى الله عليه وآله في الحديبية وعلى فراش الموت عندما نعت النبيَّ بالهجر..؟ وكيف يخاف العار وقد أمر قنفذاً وخالداً والمغيرة بضرب حبيبة الله ورسوله وأمير المؤمنين..؟! وهل ما استفاضت به كتب التاريخ منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا غير كافية لإقناع وجدان الشيخ الفقيه حسبما يقولون كاشف الغطاء ومسمّاه محمد حسين فضل الله..؟!
لا يحقُّ لأيّ فقيهٍ كان مهما بلغت فقاهته علواً وارتقاءاً عند الناس أن يحكِّم وجدانه وضميره وعاطفته في قضايا العقيدة والتاريخ وما شابههما،لأن هذه القضايا تبتني على الأدلة العقلية والنقلية الصحيحة، وبالأخص الأمور التاريخية التي لا يمكن استكشافهما من خلال الوجدان والعاطفة، بل ولا من خلال العقل أيضاً وذلك لأن العقل دوره الكشف عمّا ثبت له بالنصوص الواردة والتحليل لمضمونها، أما إنه يكشف من دون استعانة بالنصوص فهذا إنْ لم يكن من المستحيلات، فهو على أقل تقدير من المتعذرات قطعاً لم يدّعيها أحد لنفسه من الأولياء والمرسلين عليهم السلام.
رابعا: عدم إشارة الصدِّيقة الطاهرة عليها السلام إلى ضربها أو لطمها،وكذا عدم إشارة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) إلى تلك الأعمال الصادرة من القوم في حقِّ مولاتنا الصديقة الكبرى الزهراء البتول عليها السلام إنما هو من جهة عدم الإعتناء بما صدر منهم، فإنّ الأكابر والأعاظم من الناس فضلاً عمّن هو في مقام العصمة والولاية لا يعبأون بما يصدر من الأرذال الأنجاس في حقهم من الوهن وعدم رعاية الإحترام بمثل الضرب واللطم، فإن هؤلاء الأرذال بنظر الأكابر هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فهل ترى أن حيواناً رفس شخصاً جليلاً أن يقابله بمثل عمله وسوء صنيعه..؟ أو يأتي هذا الشخص إلى حشدٍ من الناس شاكياً من عمل هذا الحيوان..؟ بل إذا خاطبهم الجاهلون بالأفعال الشنيعة كالضرب واللطم والشتم وأمثاله مروا كراماً وقالوا سلاماً، من هذا المنطلق لم تتعرض سيّدة الأكوان الصدّيقة الطاهرة فاطمة البتول صلوات الله عليها هي وزوجها المقدّس إلى أعمال القوم لهذه العلة، وحتى لا يُقال عنها أنهما يجران المصلحة لنفسيهما المقدستين..!!
وأما شكواها من غصب الخلافة وغصب فدك فإن لهذين الأمرين من الأهمية ما ليست لغيرهما...وأمَّا سؤالكم عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى عام 1227 هجري فلم يتطرق في كتابه ( كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغراء ص 17 – 18) إلى مسألة كسر الضلع مباشرةً ولكنه أشار إلى ظلم الشيخين الصنمين لها ومنعهما الخمس عنها وغصبهما لفدك ودخولهم دارها عنوةً وتهديد عمر بإحراق دارها..فقال مستعرضاً بدع عمر بن الخطاب وجبروته وطغيانه والتي منها:" قصد بيت النبوة وذرية رسول الله صلَّى الله عليه وآله بالإحراق..". وقال بعد تعرضه لأبي بكر وعمر (..على أنهما لم يكن عندهما مثقال ذرة من الإسلام..).
نقول: فمن قصد بيت النبوة لإحراقه وقد فعل عمر ذلك حيث أحرق باب الدار ولطم سيّدة نساء العالمين الصديقة الكبرى على خدها من وراء الخمار ورفسها على بطنها وضغطها بين الحائك والباب وأنبت مسمار الباب في صدرها وكسَّر أضلاعها..من فعل كلّ ذلك لا يُستغرب منه ضرب الصدِّيقة الكبرى فاطمة البتول صلوات الله عليها كما استغرب محمد حسين كاشف الغطاء..؟؟!! وكان الأولى بل الأوجب للشيخ جعفر كاشف الغطاء أن يتطرق إلى تكسير الأضلاع ولطم الخدّ ورفس البطن..إلخ؛ ولربما تطرق في كتب أخرى لم نطلع عليها، ولكن ما ذكره في كتاب (كشف الغطاء) كافٍ لحدٍّ ما بهتك عمر وعدم تورعه عن أي قبيح يصدر منه بعدما أقر الشيخ جعفر إلى أن عمر وأبا بكر لم يكن عندهما مثقال ذرة من الإسلام..
والسلام عليكم ورحمته وبركاته
خادم شسع نعل الصدّيقة الكبرى فاطمة البتول صلوات الله عليها
عبدها محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت/ بتاريخ 15 محرّم الحرام 1429 هجري
(نُقحت عام 1445 شعبان ).
|