السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مولانا العزيز لدينا مبلغ من المال واحببنا ان نقوم بتشغيله في صيرفة أموال ونحصل من هذا التشغيل أرباح كيف يصبح هذا التشغيل خالياً من الحرام والشبهة والريبة نريد منكم حلاً لنا جزاكم الله خيرا.
المرسل
السيد الياسري
الموضوع الفقهي:(أحكام للصيارفة حول كيفية بيع الدنانير بعملة أخرى..).
بسمه تعالى
وعليكم السلام
الجواب: لا يحق لكم الربح في تصريف العملات إلا بنسبة ٨ بالمئة الى نسبة التسعة بالمئة على كل دولار او دينار تريدون تشغيله بالصرافة وليس بإقراض الصراف للحصول على فائدة ربوية تجنونها من الصراف الذي يريد تشغيل أموالكم التي سلمتموه إياها...ويحرم الربح الصيرفي دينار في مقابل دينار كما أشار خبر أبي جعفر الفزارة، قال: دعا أبو عبد الله عليه السلام مولى يقال له مصارف فأعطاه ألف دينار، وقال له: تجهز حتى تخرج إلى مصر، فإن عيالي قد كثروا قال: فتجهز بمتاع وخرج مع التجار إلى مصر، فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة خارجة من مصر فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة، وكان متاع العامة،فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شئ، فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار ديناراً، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة، فدخل مصارف على أبي عبد الله عليه السلام ومعه كيسان كلُّ واحدٍ ألف دينار، فقال: جعلت فداك هذا رأس المال، وهذا الآخر ربح، فقال: إن هذا الربح كثير، ولكن ما صنعتم في المتاع؟ فحدّثه كيف صنعوا، وكيف تحالفوا ، فقال: سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين أن لا تبيعوهم إلا بربح الدينار ديناراً، ثم أخذ أحد الكيسين وقال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح ثم قال: يا مصارف: مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال). الوسائل كتاب التجارة باب ٢٦ ص ٣١١ ح ١.
وهناك رواية عن إمامنا الحسن العسكري عليه السلام تشير إلى أن العدل في الربح في كل ٢٣ ديناراً أو دولاراً هو أن يربح عليهم بدينارين أو دولارين، فيكون على كلِّ دولار ٨ سنت وزيادة قليلة أي دون ٩ سنت..والله العالم
وكلما نقَّصت عن سعر السوق وعملت بالرواية كلما تضاعف أجرك وزاد رزقك، فيقبل عليك الزبائن فتكسب مودتهم وشعورك معهم .. وورد الاستحباب الرفق بالمؤمن الموالي، وأمّا النواصب فاربح عليهم كما تشاء ولكن عليك تخميس كلّ ربح تحصل عليه من ناصبي زيادة على السعر الوارد في الرواية عن الإمام العسكري عليه السلام.
والله ولي المتقين
غريب الديار محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ١٢ شهر رمضان ١٤٤٤ هجري قمري.
|