• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : وجه الشبه بين سورة التوحيد وبين الإمام الاعظم وليّ الله الاكبر مولانا المعظّم أمير المؤمنين صلّى الله عليه وآله... .

وجه الشبه بين سورة التوحيد وبين الإمام الاعظم وليّ الله الاكبر مولانا المعظّم أمير المؤمنين صلّى الله عليه وآله...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة معرفية ولائية
جاءت في الروايات الشريفة
مثل أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين مثل سورة التوحيد
ماهو سر أمير المؤمنين عليه السلام يقرأ في صلاته ٦ أشهر فقط سورة التوحيد كما في معركة ذات السلاسل 
وذلك ماهو وجه الشبه والتمثيل سورة التوحيد بعلي أمير المؤمنين عليه السلام
كذلك ورد مثل حب أمير المؤمنين عليه السلام مثل سورة التوحيد ماهو سر التنظير بين التوحيد ومنزلة أمير المؤمنين عليه السلام
أريد بيان وشرح معرفي نوراني ولائي عقائدي عميق ودقيق ذوقي خاص لهذا العبد الفقير
حسين ال حمدي
*********

الموضوع العقدي:(وجه الشبه بين سورة التوحيد وبين الإمام الاعظم وليّ الله الاكبر مولانا المعظّم أمير المؤمنين صلّى الله عليه وآله...).

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: إن وجه الشبه بين سورة التوحيد وبين الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله يتم من خلال وجوهٍ هي الآتية:
 (الوجه الأول):إن سورة التوحيد قرآن راقٍ فيه ذروة التوحيد الإلهي المنزّه لله تعالى عن المادة ولوازمها التي اعتقد بها عامة أتباع الديانات المشهورة: المسيحية واليهودية والمجوسية والديانة الإسلامة التي افترقت على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار وواحدة على خير وهي الفرقة التي اتبعت وانقادت لوليّ الله الأعظم مولانا المعظَم أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله سيّد التوحيد فهو وأتباعه المخلصون الذين وحدوا الله تعالى ونزهوه عن المادة ولوازمها فهم الفائزون بفوز سيّدهم وإمامهم سيّد الموحدين عليّ صلوات الله عليه وآله...
 ( الوجه الثاني):إن الشبه بين سورة التوحيد وبين أمير المؤمنين عليّ صلى الله عليه وآله باعتبار أن مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله هو قرآن صرف لا جهل في عقله وروحه ولا دنس ولا رجس مادي ومعنوي يقاربه او يقرب من ساحة قدسه المطهرة فكما ان القرآن التوحيدي لا جهل فيه ولا دنس ولا سهو ونسيان فكذلك الحال في مولانا الإمام الأعظم علي صلى الله عليه وآله فهو خالٍ من كلّ دنس وخطيئة ودنس مادي يعكر صفو خاطره الشريف فهو صافٍ كصفاء الصفات الربوبية بل هو عين الصفات الفعلية الربوبية ومرآة نورانية تعكس عن الذات الإلهية المطهرة...
 (وبعبارة أخرى): فكما لا يمكن سبر غور سورة التوحيد لعلو معانيها وسمو معارفها الرفيعة - باعتبارها من أنفس المعارف التوحيدية للذات الإلهية المنزهة لله تبارك ذكره عن المادة والماديات واستحالة تجانس الذات الإلهية بغيرها من الماديات - فكذلك إمامنا الأعظم أمير المؤمنين عليّ صلى الله عليه وآله فلا يجانسه ملك مقرب ولا نبيٌّ مرسل على الإطلاق، ويشهد لما أشرنا إليه ما جاء في الآيات والأخبار التي ربطت الإيمان بالله تعالى وبالإعتقاد بولاية أمير المؤمنين سيّدنا علي صلّى الله عليه وآله ويكفينا ما أشار إليه رسول الله محمّد صلى الله عليه وآله بعدة عبارات منها: (أيها الناس: علي بن أبي طالب كنز اللّه ، من أحبّه وتولّاه ، فقد أوفى بما عاهد عليه ، وأدّى ما وجب عليه ، ومن عاداه جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ لا حجّة له عند اللّه؛ ألا إن عليّاً خيرة اللّه ومختاره؛ ألا إنه وليّ اللّه في أرضه وأمينه في سرّه؛ ألا إنه الناصر لدين اللّه " . "يا عليّ : لولا أن أخاف أن تقول فيك طائفة من أمّتي ، ما قالته النصارى في عيسى ابن مريم ، لقلت فيك ، كلمة لا تمرّ بها على ملأ ، إلا وأخذوا من تراب نعليك ، ومن طهورك ما يستشفّون به ، ولكن حسبك أنك مني وأنا منك ، وأنت أخي وصاحبي ".
وكذلك ما ورد بالأخبار المتواترة عن آل محمد صلوات الله عليهم بما معناه:" إن الله تعالى أخذ المواثيق على الانبياء قاطبةً بولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.." لا يسعنا الوقت لإستعراضها...والمطلع على الأخبار يعرفها جيداً.
إن أمير المؤمنين عليّاً أرواحنا لتراب نعليه الشريفتين الفداء فرد وتر لا يشبهه ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا رسول الله وزوجته الصديقة الكبرى وأهل بيته الأطهار فهم الحجة على الخلق:( قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق) كما أشارت إليه رواية أصول الكافي ..وليس وراء عبَّادان قرية...!
 ( الوجه الثالث): ما جاء في الخبر الشريف عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله مفسراً لنا وجه الشبه والعلاقة بين سورة التوحيد وبين أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: يا علي مثلك في أمتي كمثل قل هو الله احد من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن فمن احبك بلسانه فقد كمل ثلث الايمان ومن احبك بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثا الايمان ومن احبك بيده وقلبه ولسانه فقد كمل الايمان...).
فعليٌّ الإمام الاعظم هو القرآن الناطق فهو أعظم من الصامت وهو القرآن المكتوب على الورق الذي يحتاج إلى القرآن الناطق ليفسره ويبين معارفه، من هنا قال أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله(هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق ولا ينفع صامت من دون ناطق) (أنا كلام الله الناطق) (أنا القرآن الناطق). وعنه أيضاً (عليه السلام) قال: (ما لله نبأ أعظم مني، وما لله آية أكبر مني ).
وعنه (عليه السلام) قال:( هذا كتاب الله الصامت، وأنا المعبر عنه، فخذوا بكتاب الله الناطق، وذروا الحكم بكتاب الله الصامت؛ إذ لا معبّر عنه غيري).
 وقال الإمام الباقر (عليه السلام): كان أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه يقول: (ما لله عز وجل آية هي أكبر مني، ولا لله من نبأ أعظم مني ). فالقرآن آية من آيات الله تعالى وعليٌّ امير المؤمنين قطب رحى الوجود هو آية ولكنه آية عظمى تفوق كلمات القرآن الكريم فلا ينفع صامت من دون الناطق عنه والمعبر عنه والمفسر له...فتأمل.
تفسير رسول الله في التشبيه بين القرآنين: الصامت والناطق تشبيه حقيقي من ناحية وآخر مجازي، فالمجازي يقتصر فيه على العلاقة الظاهرية بين القارئ وسورة التوحيد في القرآن، بينما التشبيه الحقيقي يدور مدار الفهم الصحيح لنهج التوحيد القرآني والسير على خطاه، فمن يقرأ سورة التوحيد بصورة صحيحة وتفسير مستقيم فإن له من الثواب كمن قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن..وهكذا الحال فمن أحبًّ عليّاً أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله بلسانه من دون الإلتزام بتفاصيل ما أمر به فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن  أحبه بقلبه ولسانه فكانما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبه بقلبه ولسانه ويده (الجهاد في سبيله بالقلب واللسان واليد) فكانما قرا القرآن بأكمله ووصل إلى ذروة الإيمان الحقيقي...
هذا ما شرق في ذهني خلال تفسيري للشبه بين القرآنين الناطق وهو: علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وبين الصامت وهو سورة التوحيد..
ولدينا المزيد ولكن ما كتبناه يفي بالمراد وليس كل ما يُعلم يقال..أقول كما قال أمير المؤمنين عليٌّ صلوات ربي عليه وآله لتلميذه كميل النخعي( يا كميل إطفئ السراج فقد طلع الصبح).

عبد الإمام الحجّة القائم صلى الله عليه وآله
محمد جميل حمود العاملي
بيروت/ بتاريخ ١٧ شهر رمضان ١٤٤٦ هجري قمري

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2369
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 1