• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : علم الرجال .
              • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .
                    • الموضوع : أصحاب الإجماع والحكم بصحة كل ما يروون مشروطٌ بشروط محددة .

أصحاب الإجماع والحكم بصحة كل ما يروون مشروطٌ بشروط محددة

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم و حفظكم الله ..سماحة المرجع

السؤال هل مجرد رواية الراوي عن المعصوم او عن مجموعه من الرواة .,يعتبر هذا توثيقا له

فمثلا لا نعلم حال الانباري و لا ترجمة له الا هذه /:

9504 - القاسم بن إسماعيل الأنباري : روى عن الحسن بن علي ، وروى عنه جعفر بن محمد . الكافي : الجزء 1 ، كتاب الحجة 4 ، باب كراهية التوقيت 82 ، الحديث 7 ، وباب التمحيص والامتحان 83 ، الحديث 2 ، إلا أن فيه : الحسين بن علي ، كما في الطبعة القديمة والوافي أيضا ، ولكن عن بعض النسخ : الحسن بن علي ، كما هو الموجود في النسخة المعربة . وروى عن يحيى بن المثنى ، وروى عنه جعفر بن محمد . الكافي : الجزء 1 ، كتاب الحجة 4 ، باب في الغيبة 80 ، الحديث 12 .

فهل يعني هذا -اعلاه-وثاقة الرواي ؟

س2-من هم الثقاة الاجلاء الذين لا يروون الا عن ثقه ؟

وشكرا جزيلا


الموضوع: أصحاب الإجماع والحكم بصحة كل ما يروون مشروطٌ بشروط محددة


 
بسمه تعالى/ السلام عليكم ورحمته وبركاته
     لا تكفي الوثاقة لمجرد الرواية عن الرواة الآخرين أو المعصوم عليه السلام لأن الرواة كثيرون ولكن الثقاة قليلون، نعم لو روى الثقة عمن قام الإجماع على تصحيح ما روي عنهم فإن ذلك يصحح الرواية عن المعصوم عليه السلام أو أن يروي الثقة عن آخر فحتى لو كان الآخر مجهولاً فإن الثقة ـــــ وهوالراوي عن المجهول في التراجم ـــ لا يروي إلا عن ثقة بحسب نظرنا وذلك لأن أدلة حجية الخبر الواحد تشمله، لأن الأدلة التي ساقها الأصوليون على حجية خبر الثقة تقرر حجية ووثاقة من ينقل عنه الثقة حتى لو كان المروي عنه مجهولاً في الترتجم لأن نفس رواية الثقة عنه تصحح جهالته تماماً كما تصحح رواية من قام الإجماع على تصحيح روايته عن المجهول فإن ما يروية محكوم بالصحة في نفس الأمر كما سوف يأتيك،  فإذا قامت الأدلة على حجية الخبر الثقة فلا يجوز التشكيك بما ينقله عن غيره ممن هو مجهول في التراجم بأي شكلٍ من الاشكال، لأن التشكيك برواية الثقة عن المجهول يستلزم التشكيك بقوله وهو خلف الادلة القاطعة بصحة ما يرويه الثقة بالواسطة أو غير واسطة، وبناءً عليه فإن الحجية للراوي الثقة وليس لمجرد الرواية عن المعصوم عليه السلام باعتبار الرواية عن المعصوم  أعم من كون الراوي ثقةً أو غير ثقة، فتأمل.
  وأما سؤالكم عن القاسم بن إسماعيل الأنباري فهو مجهول وذلك لروايته عن مجهول مثله أو مشترك كالحسن بن عليّ وجعفر بن محمد ويحيى بن المثنى فلا يتميَّز الراوي عنه إلا بالقرائن، كما لو كان الحسن بن علي بن فضال وهو أحد المجمع عليهم بصحة رواياتهم، فيحكم بصحة الرواية التي تروى بواسطته إلا غذا دلت القرائن الصحيحة على بطلان الرواية لمخالفتها لكتاب الله تعالى والأخبار القطعية الصدور والثوابت العقدية عندنا نحن معشر الإمامية الإثنى عشرية.... ولو روى الثقة عنه فللوثاقة معنىً معتبراً عندنا للقاعدة التي ننتهجها بأن الثقة دائماً يروي عن ثقة، وليس العكس أي أن المجهول لا يروي عن ثقة ولا تصحح رواية المجهول رجلاً مجهولاً مثله، فهنا قد روى المجهول وهو ــــ القاسم بن إسماعيل ـــ عن يحيى بن المثنى وهو مجهول، كما أنه روى عن جعفر بن محمد وهو مشترك، فالحاصل لا تكفي وثاقة الراوي المجهول لو روى عن ثقة أو مجهول مثله بل لا بد من القطع أو الإطمئنان بأن الراوي عن المجهول أن يكون ثقة، لأن الثقة كا أشرنا إليكم لا يروي إلا عن ثقة .
   (وبالجملة):
فإن القاسم بن إسماعيل الأنباري مجهول الحال عندنا لروايته عن مشترك أو مجهول مثله، ولكن لا يعني هذا سقوط الرواية من أصلها في حال كانت موفقة للكتاب كما أشرنا وعلى وجه الخصوص في أخبار الملاحم والفتن والتاريخ والوقائع والحوادث التكوينية والتاريخية والفضائل والمعاجز والكرامات والأدعية والزيارات وما شابه ذلك فإن التشديد في صحة السند غير معتبر فيما ذكرناه لكم، وإنما يقع التشديد السندي على الأخبار العقدية والفقهية لأن العقيدة لا تحصل بالخبر الضعيف وكذلك الحكم الشرعي الفرعي فلا بد فيهما من السند الصحيح شريطة عدم مخالفته لأخبار أصح منه سنداً ودلالةً كما هو معروف في بحث التعادل والتراجيح المتداول في عملية الإستنباط الشرعي عند الشيعة الإمامية حرسها المولى إمامنا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
   وأما سؤالكم الكريم عن الثقاة الذين لا يروون إلا عن ثقة، فجوابنا عليه هو التالي:
      إن كلَّ حديث يتواجد فيه أحد رواة الإجماع يحكم بصحة سلسلة الأسناد التي بعده شريطة عدم مخالفته للكتاب والسُنَّة القطعية للنبيّ وأهل بيته المطهرين عليهم السلام ، ويراد بالإجماع هو ما ذكرنا من صحة كلّ حديث جاء به أحد المجمع عليهم بصحة روايته أو ثبتت روايته عنه حتى أنه لا ينظر فيما عداه، وقد أخذ المشهور بما قلناه لكم وهو الأقوى عندنا...والمجمع عليهم هم التالي: ( زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير الأسدي وهو ليث بن البختري، ـــ ولا يبعد أيضاً أن يكون أبو بصير المرادي منهم ــ والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم، وجميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عثمان، وحماد بن عيسى، وابان بن عثمان، ويونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن يحيى، وإبن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، واحمد بن محمد بن ابي نصر، وفضالة بن أيوب، والحسن بن علي بن فضال).وبعضهم ـــــ بحسب قول المازندراني في منتهى المقال ج1ص 53ـــــــ أضاف عثمان بن عيسى.
   (وبالجملة): فإن هؤلاء المجمع على صحة روايتهم عن المعصوم عليه السلام حتى لو كانت الرواية التي يتواجد أحدهم في سندها يكون مقبولاً وصحيحاً بل قطع المحقق الداماد أعلى الله مقامه في الرواشح السماوية بأن كل ما يروية هؤلاء محكوم بصحته سواء كان ما يروونه من المراسيل والمرافيع والمقاطيع.. ولكن الصحيح أن الحكم بالصحة إنما هو مقتصر على من يرويه أحد المجمع على صحة روايته أي يحكم بصحة ما بعده لا من قبله فمثلاً لو كان قبل الحسن بن محبوب ـــ وهو أحد المجمع على صحة روايته ـــ رجلاً مجهولاً فلا يحكم بصحة روايته بحجة أن الحسن بن محبوب داخل في السند، بل الصحيح ما قلناه آنفاً ونكرره لكم وهو أن يحكم بصحة ما يرويه المجمع عليه بالصحة فيما لو كان الراوي المجهول واقعاً بعد المجمع على صحة روايته لا أن يكون قبله، فالصحة مشروطة فيما بعد صاحب الإجماع لا فيما قبله،  وهو ما اعتقده أيضاً ثلة من محققي الإمامية فلم يحكموا بصحة كل خبر يقع في إسناده واحد من المجمع عليهم بل علقوه على ما لو كان السند إليه صحيحاً أي شريطة أن يكون الطريق إلى أحد المجمعين صحيحاً فلا يهم ساعتئذٍ ما بعده من الضعف أو الإرسال، مثال ذلك ما لو ورد في السند رجال ضعاف ولك ما بعد الضعاف جاء أحد المجمع عليهم ثم كان ما بعده مرسلاً أو ضعيفاً، فهنا لا نحكم بصحة ما قبل الراوي الثقة أو أحد المجمع عليهم بأن سنده كاملاً صحيحاً وذلك لأن ما قبله كان ضعيفاً فلا يصححه ما جاء بعده من رجال الإجماع...ونحن مع هذه النظرية بل إننا نقحنا مثارها في حجية الخبر الثقة في بحوثنا في علم الرجال، ولله الفضل والشكر ولأهل بيته الطاهرين محمد وآله المنَّة والفضل العميم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وهو حسبنا ونعم الوكيل...والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حرره العبد الفقير إليه تعالى
محمد جميل حمود العاملي
بيروت 3صفر 1432هـــ

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=262
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29