• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : التجارة الإلكترونيّة ونظام الهامش .

التجارة الإلكترونيّة ونظام الهامش

 الإسم:  *****

النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
انتشرت في الاونة الاخيرة نوع من انواع التجارة الالكترونية عبر الانترنت في بورصة العملات الاجنبية وهي بورصة عالمية لبيع وشراء العملات الاجنبية عبر الانترنت وهو المشهور بأسم (الفوركس) فأريد ان اعرف ما هي شرعية الفوركس و هل يجوز العمل به لانه يحتوى على الكثير من المعاملات المالية التى بها شبهات مثل نظام الهامش و الرافعة المالية و عدم التسوية المالية الا بعد عدة ايام وعدم القبض يدا بيد 
 
 
الموضوع الفقهي : التجارة الإلكترونيّة ونظام الهامش
 
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته
 
     يكفي في القبض المعتبر في المعاملة قبض وكيل المشتري أو البائع أو إرسال المبيع إلى بلد أمره بالإرسال إليه...وشراء العملات الأجنبية عبر الأنترنت جائزة شريطة معلومية البائع والمشتري ومعلومية الثمن والمثمن، فإذا تحققت الشروط المتقدمة صح البيع والشراء، فبيع العملات الأجنبية ليس من بيع الصرف الذي يشترط فيه التقابض والتساوي في المقدار وأن يكون ذهباً بذهب أو فضة بفضة من دون زيادة، بل إن بيع العملات الأجنبية هو من بيع الأوراق النقدية بمثلها من الأوراق النقدية كالدينار والباون والدولار كأن يبيع الدينار بالباون والباون بالدولار، فهذا لا مانع منه فيبيع بعضها ببعض وإنْ لم يتحقق التقابض قبل الإفتراق أو مع الزيادة، نعم يشترط في بيع الصرف ـــ وهو بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة ـــ التقابض في المجلس قبل الإفتراق، فلو تفارقا ولم يتقابضا بطل البيع، وإذا قبض بعضَ المبيع صح البيع في المقبوض وبطل في غير المقبوض، ولو تركا المجلس مصطحبين وتقابضا قبل الإفتراق صحت المعاملة.....فالتقابض في المجلس شرط في صحة البيع فيما لو كانت التجارة بالذهب أو الفضة كبيع الليرة الذهبية بليرة ذهبية مع عدم الزيادة، أو بيع الليرة الفضية بليرة فضية مع عدم الزيادة، أو مع الزيادة شريطة إختلاف الصنفين كأن يبيع الليرة الذهبية بليرة فضية مع الزيادة عليها فهذا جائز ولا يسمى ربى، ولكنه مشروط بالتقابض في المجلس ، وأما لو كانت التجارة بغير الذهب والفضة من المعادن كالنحاس والزنك والحديد وما شابهها كالعملات الأجنبية المختلفة فلا يشترط في صحتها التقابض قبل الإفتراق بل لو افترقا ثم تقابضا صح البيع كما هو حاصل عبر الإنترنت فتتم عملية البيع والشراء من خلال المراسلة الألكترونية فلا إشكال فيها بعد معلومية مقدار المبيع ومقدار الثمن ومعلومية البائع والمشتري ولو عبر وكيلهما،   وقد ذكرنا شروط بيع الصرف والأوراق النقدية في رسالتنا العملية وسيلة المتقين الجزء الثاني كتاب بيع الصرف الفصل الثالث عشر فليراجع ففيه ما ينفعكم في باب التعامل النقدي.
  وأما سؤالكم عن نظام الهامش والرافعة المالية فهي مصطلحات مستحدثة في عالم البنوك ولم توضح لنا كيفية العمل بها لنجيبكم على ضوئها حتى اضطر مكتبنا إلى السؤال عنها كما هي في هامش جوابنا على سؤالكم.
  والحاصل: إن كان المراد منها الزيادة الربوية على بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة فهو داخل في باب الربا النقدي.... فقد جاء عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام في حديثه عن حرمة الزيادة المثلية من كل جنس قوله:" الفضة بالفضة مِثلاً بمثل، والذهب بالذهب مِثلاً بمثل، ليس فيه زيادة ولا نقصان، الزايد والمستزيد في النار"...ولكن ما عرفناه من آلية العمل  بنظام الهامش والرافعة المالية من خلال تقصي مكتبنا الشرعي لتلك المفردات التجارية البنكية فإن المعاملة جائزة بحسب الظاهر... والله تعالى هو العالم.
 
 آلية نظام العمل بالهامش  
 
     كي تستطيع فهم آلية العمل بنظام الهامش بسهولة فإننا سنشرحها عن طريق مثال محسوس سيرافقنا طوال الوقت ..... لنفترض إنك أردت المتاجرة بالسيارات وذلك بأن تقوم بشراء سيارة ثم تقوم ببيعها في السوق لمشتري وبسعر أعلى فكيف تقوم بذلك ؟ستذهب إلى إحدى وكالات السيارات الكبيرة وستختار احدى السيارات التي تتصور أنك ستجد عليها طلبا في السوق لنفترض أن سعر السيارة لدى وكالة السيارات هو 10000 $فكل ماعليك هو أن توفر هذا المبلغ وتدفعه لوكالة السيارات وبذلك تكون مالكا لسيارة بقيمة 10000$ .. وبما أن الغرض من شراء السيارة هو المتاجرة بها فإنك ستذهب إلى السوق وتعرض سيارتك آملا بأن تبيعها بسعر أعلى من السعر الذي اشتريتها به .الآن لنفترض انك عندما ذهبت إلى السوق وجدت أن الطلب على نوعية سيارتك مرتفع وان هناك الكثير من الناس يود شراءها ..عندها ستقوم بعرض سيارتك بسعر 12000$ مثلا ..فإذا بعتها بهذا الثمن يكون ربحك الصافي عن المتاجرة بهذة السيارة 2000$ولكن ماذا لو ذهبت إلى السوق ووجدت أن الطلب على نوعية سيارتك ضعيف وانه لايوجد أحد يرغب بشراءها بسعر 10000$ وأن أقصى سعر يمكن لأحد أن يشتري سيارتك به هو 8000$ ؟فماذا يعني ذلك ؟يعني بكل بساطة انك إن قمت ببيعها بهذا السعر فإن خسارتك في المتاجرة بهذة السيارة ستكون 2000$انها عملية واضحة يقوم الكثير بعملها يوميا ..ويمكنك أن تقوم بذلك أنت أيضا .لكن مهلاً ..!!لكي تقوم بالعملية السابقة فإنه يلزمك أن تكون ممتلكا لمبلغ 10000$ منذ البداية لتتمكن من شراء السيارة به .. وهذا هو رأسمالك في المتاجرة .فإذا لم تكن تملك هذا المبلغ لن تتمكن من شراء السيارة وبالتالي لن تتمكن من بيعها في السوق ..معنى ذلك لكي تتمكن من المتاجرة بالسيارات لابد أن تكون ممتلكا لكامل قيمة السيارة أولا .. هل هناك طريقة لأن تقوم بهذة العملية دون أن يكون لديك 10000$ ؟نعم هناك طريقة .. وهي أسلوب العمل بالهامش Trading in margin basisكيف ذلك ؟ماذا لوقال لك صاحب وكالة السيارات : " إذا كنت تود شراء سيارة للمتاجرة بها فلا حاجة لأن تدفع لي 10000$ كامل قيمتها كل ما هو مطلوب منك هو أن تدفع لي عربون مقدم بقيمة 1000$ فقط وسأقوم بحجز السيارة باسمك حتى تتاح لك الفرصة لبيعها في السوق ثم تعيد لي بقية قيمتها "إنها فرصة رائعة ولاشك ..لاحظ أننا قلنا هنا "حجز" السيارة باسمك .. أي أن وكالة السيارات لن تعطيك السيارة فعلا بل ستقوم بحجزها باسمك وتجعلها تحت تصرفك لغرض المتاجرة بها بحيث يمكنك أن تبيعها بالسعر الذي تشاء وكأنك تمتلكها فعلا .ولكن لماذا لاتعطيني السيارة ؟لأنك لم تدفع سوى عُشر قيمتها فقط ..فإن اعطتك السيارة فقد تأخذها ولاتعود ..!!لذا فهي لاتعطيك السيارة بل تحجزها باسمك ولكن تبقى لديها ..إذا كيف يمكنني المتاجرة بها ؟حسناً ..عندما تعلم أن لديك سيارة محجوزة باسمك بغرض المتاجرة وانه يمكنك بيعها بالسعر الذي تشاء فإنه يمكنك الآن الذهاب إلى السوق والبحث عن مشتر بسعر أعلى من سعر شراء السيارة .لنقل انك عثرت في السوق على مشتري للسيارة بسعر 12000$ عندها ستأمر وكالة السيارات أن تبيع المشتري السيارة المحجوزة باسمك بسعر 12000$ .سيقوم المشتري بدفع 12000$ ويستلم السيارة ..ستقوم وكالة السيارات بخصم قيمة السيارة وهو 10000$ وسترد لك عربونك الذي دفعته وهو 1000$ زائدا الربح كاملا وهو 2000$وبما إنك لاتنوي أصلاً إلا المتاجرة بالسيارة فإنه لن يفرق معك أن تحصل على السيارة فعليا أم تظل لدى وكالة السيارات ..المهم أنه اتيحت لك الفرصة بالمتاجرة بسلعة قيمتها عشرة أضعاف المبلغ الذي دفعته وحصلت على الربح كاملا وكأنك تمتلك السلعة فعليا .وبهذة الطريقة تضمن وكالة السيارات حصولها على كامل قيمة السيارة وتحصل أنت أيضا على الربح كاملاً .وبهذا يكون الجميع سعداء ..!!في المثال السابق بمجرد دفعك لمبلغ 1000$ تمكنت من الحصول على ربح 2000$ أي 200% من رأسمالك المدفوع لمجرد انك وجدت شركة تسمح لك بدفع جزء بسيط من قيمة السلعة التي تود المتاجرة بها .إنها فرصة رائعة أليس كذلك ؟ولكن كيف حصل ذلك ؟حصل ذلك لأن صاحب وكالة السيارات اتاح لك الفرصة بمضاعفة leverage رأسمالك المدفوع وهو 1000$ إلى عشر أضعاف أي إلى 10000$ وبذلك أتاح لك الفرصة لأن تتاجر بسلعة قيمتها الفعلية أكبر بعشر أضعاف قيمة رأسمالك المدفوع .هذا ما يسمى مضاعفة رأس المال أو الرافعة المالية Leverage .فعندما تحصل على إمكانية مضاعفة رأسمالك عشر أضعاف معنى ذلك إنك مقابل دفعك � استثمارك � لمبلغ ما فإنة تتاح لك الفرصة للمتاجرة بسلعة تزيد قيمتها عشر أضعاف قيمة رأسمالك .وعندما تحصل على امكانية مضاعفة رأسمالك لمائة ضعف معنى ذلك إنك مقابل دفعك لمبلغ ما فإنه ستتاح لك الفرصة للمتاجرة بسلعة تزيد قيمتها مائة ضعف قيمة رأسمالك .وستحصل على الربح كاملاً وكأنك تمتلك السلعة بشكل فعلي .أي لو طبقنا ذلك على المثال السابق فإنه مقابل دفعك لمبلغ 10.000$ ستتاح لك الفرصة للمتاجرة بسيارات قيمتها 100.000$ أي عشر سيارات مرة واحد .. فإذا ربحت على كل سيارة مبلغ 2000$ معنى ذلك أن ربحك على الصفقة كاملة (2000* 10=20000$) ستحصل عليها بالكامل وكل ذلك الربح مقابل استثمارك لمبلغ 10000$ كعربون مسترد سيعود لك في النهاية
 
 والحمد لله ربّ العالمين والسلام عليكم ورحمته وبركاته
غريب الديار عبد الإمام الحجة القائم عليه السلام
محمَّد جميل حمُّود العاملي
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=374
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28