• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : نصائح .
                    • الموضوع : نصيحة سماحة المرجع دام ظله لأهالي الحجاز .

نصيحة سماحة المرجع دام ظله لأهالي الحجاز

بسم الله الرحمان الرحيم
 

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلائق أجمعين محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين لاسيما أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة الذين قتلوا سيد المرسلين النبي الأعظم صلى عليه وآله وكسروا ضلع الزهراء عليها السلام واغتصبوا خلافة أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام وهدموا الإسلام وحرقوا القرآن وحرفوا الحقائق ونشروا الفساد في الأرض .. اللهم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تلعن هؤلاء الكفرة وان تزيد عليهم عذابك وان تحرقهم بنارك مع كل من لف لفهم وأخذ بقولهم وسلك طريقهم ووقف بجانبهم دفاعا عنهم .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نحن نعيش في بلد أكرمكم الله وأجلاكم مولانا مملؤء بالقاذورات آلا وهم الوهابية لعنة الله عليهم ومنذ فترة طويلة ونحن نضرب ونهان وتسرق أموالنا ويسجن علماءنا ونحرم من العمل في أغلب الأحيان ... والغريب جداً أن بعض العلماء الخونة المحسوبين على الشيعة الذين غرتهم الحياة الدنيا وزيفها يقفون بجانب الوهابية ويدافعون عنهم ويأكلون من ذبائحهم ويكرمونهم في بيوتهم !! فأنتم شيخنا أطال الله في عمركم وحفظكم ذخرا للمذهب لا يخفى عليكم الأحداث الأخيرة بخصوص الذي قاله الشيخ الغيور ياسر الحبيب في حق أم الفاسقين عائشة لعنة الله عليها حيث الآن الأوضاع في بلادنا متواترة والقنوات الفضائية والجرائد وكل وسائل الاتصال الحديثة تتحدث عن هذا القضية..!!
فلعنة الله على هؤلاء العلماء الخونة الذين ارتقوا المنابر ووضعوا العمائم العفنة على رؤوسهم وتكلموا دفاعا عن عائشة لعنة الله عليها وكأنها السيدة الزهراء عليها السلام!! فلما تكلم المدعو الوهابي محمد العوضي في إحدى القنوات الفضائية وأنكر مظلومية الزهراء عليها السلام وهي ثابتة في كتب السنة لم أرهم تحركوا ودافعوا عنها كما دافعوا عن عائشة ؟! كان أولى بهم أن يبيعون البصل والثوم في السوق أفضل بكثير من دفاعهم عن أم الفاسقين حشرهم الله معها وليت شعري الوهابية أيضا يستهزئون بالإمام الحجة روحي لترابه قدميه الفداء ولا أرى هؤلاء يحركون ساكنا فأين غيرتهم على إمامهم وعلى مذهبهم ؟!
شيخنا الغيور على حرمة أهل البيت عليهم السلام ما هي نصيحتكم لنا في هذه الظروف الأليمة ؟ وما هي الأمور التي يجب إتباعها لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام وإعلان البراءة من أعدائهم في بلادنا وبالأخص في هذه الظروف الصعبة ؟
خادمكم العبد الحقير الفقير
(......................)

 

بسمه تعالى
 

     السلام على الأخ الوفيّ... سمي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، نسأله تعالى أن يمن عليكم بالصحة والعافية في الدين والدنيا وأن يدفع عنكم شر الظالمين لا سيَّما عبدة الأوثان من الوهابية الحاقدة على التشيّع المبين، ونصيحتي لجميع إخواننا المؤمنين في بلاد الحجاز أن يكونوا على يقين بوجود الإمام بقيَّة الله الحجة بن الحسن عليه السلام مهما قلّ ناصرهم وأن يكثروا التوسل به وتعميق الصلة بشخصه الكريم، بالإضافة إلى عنصر التقيّة مهما أمكن حتى تغلبوا على أمرهم، ولو أن إخواننا الشيعة الحجازيين قبل تأسيس الدولة الوهابيّة استعملوا التقيّة أو المداراة مع الإستعمار البريطاني لما كان للوهابية أثر في بلادهم ولكنهم ظنوا أن التعاون مع الكافر حرام وخيانة، فتعاون معهم أوباش الصحراء الحجازية فأسسوا لهم هذه الدولة، في حين أن الشيعة ندموا أخيراً لشدة ما يعانون من تعسف الوهابيين لهم وللشيعة بشكلٍ عام، والأسلوب أو الطرق المؤدية إلى النهوض إلى الأحسن هي بنظرنا المتواضع ضمن الوجوه الآتية :
(الوجه الأول) :
التصلُّب في العقيدة الشيعيّة وعدم التنازل قيد شعرة عنها مهما اشتدَّ الوطيس وكثرت الأعداء .
(الوجه الثاني) : نشر العقيدة الشيعيّة الحقة عبر الوسائل المتاحة لا سيّما عبر المواقع الإلكترونية، وفضح الوهابية بكل ما أوتيتم من قوة عبر المواقع، والتأكيد على ظلامات البقيع وتحريك الهيئات العالمية والتعاون مع أيّ جهة عالمية يمكن من خلالها أن تنصركم على أعدائكم .
(الوجه الثالث) : توطيد علاقاتكم ببقية الطوائف العامية من فرق المخالفين لتكون لكم عوناً ضد العقيدة الوهابية بشرط عدم التهاون في العقيدة والفقه .
(الوجه الرابع) : الإكثار من إنجاب الذريّة ليزداد الشيعة في تلك البلاد ففي الزيادة إفادة ونصرة إذا كانت على الطريق المستقيم .
(الوجه الخامس) : أن تكونوا أصحاب تجارات ومصانع، بل أن تكونوا الأغنياء الذين يمسكون بالقرار السياسي .
(الوجه السادس) : تعميق الصلة بإمام الزمان مولانا المنتظر عليه السلام، وهذا الوجه أهم الوجوه المتقدِّمة بل لا يوازيه غيره لأن توطيد المعرفة بإمام الزمان عجّل الله فرجه الشريف له أثرٌ عظيم في رفع الظلم عنكم بألطافه الخفيّة وقدرته الربانيّة، فقد ورد عنه فديته بنفسي أنه قال : (ادعوا لي بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم) وقد لاحظنا وتلاحظون مدى أهمية التوسل والدعاء لإمام الزمان عليه السلام في التفريج عنكم بقضاء حوائجكم، فكم من مؤمنٍ ومؤمنة توسلوا به بعد يأسٍ عن الخلاص فوجدوه حاضراً لقضاء حوائجهم، ولو أن الشيعة عرفوا إمام الزمان عليه السلام ما كان غاب عنهم طرفة عينٍ أبداً ولكنهم لم يعرفوه حقّ معرفته ولم يخلصوا له كما أخلصوا لكبرائهم، فبالإخلاص يكون الخلاص، وبالمحبة ترتق الكربة والشدة، (وما قتلتموهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم)،كما أنصحكم بعقد جلسات التوسل بالإمام المنتظر عليه السلام بعد قراءة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام وأمه سيّدة النساء روحي فداها والطلب منه أن يعينكم على التغلب على أعدائكم وأن تكونوا اليد الطولى لمساعدته والإنتصار له، فإننا على ثقةٍ كبيرة بأنه لن يترككم ولن يدع الأعداء تتغلب عليكم فكم من أيادٍ فاضلة له على محبيه وعشاقه، فو اللهِ الذي لا إله إلاَّ هو إن الإمام الحجة المهديّ روحي فداه هو أقرب إلينا وإليكم من أنفسنا وأنفسكم بإذن الله تعالى ولكن علينا وعليكم القيام بما يوجب دعاءه لنا وتلطفه بنا .. وتعاطفه معنا مشروط بتعاطفنا مع عقيدته وظلامة آبائه والذود عنها وأن نعيش الحزن على فراقه والتشوق إلى جنابه الكريم بحيث نسير على النهج الذي رسمه لنا مولانا وسيدنا عليٌّ الأكبر عليه السلام حينما قال لأبيه الإمام المعظم والحجة الأكبر مولانا وسيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام (لا نبالي بالموت وقعنا عليه أو وقع علينا) وكما علّمنا سيدنا ومولانا القاسم عليه السلام بقوله لعمّه الإمام الحسين عليه السلام : (الموت في سبيلك أحلى من العسل) فعندما نصل إلى هذه الحقيقة العلوية والحسينية والفاطمية والحسنية ساعتئذٍ يمكننا أن نغيِّر حالنا بحسن ما أرادوه منا من الإخلاص والتوجه والزهد بالدنيا والشوق إلى الآخرة .. والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته .

حرره الراجي رضا إمامه المعظم بقية الله مولانا الحجة بن الحسن عليهما السلام / عبدهم وكلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد (رغم أنوف الأعداء الحاقدين) محمد جميل حمُّود العاملي/ بيروت بتاريخ 14 شوال 1431 هجري الموافق 24 أيلول 2010م.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=420
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19