• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ردّاً على معاتب حبّاً لعائشة .

ردّاً على معاتب حبّاً لعائشة

الإسم:  *****
النص: حتى لو أثبتت الروايات بحسب الإستدلال من حيث الصحة والثقة بأن أم المؤمنين عائشة صدرت منها الفاحشة مع سبق رغبة طلحة في ذلك _ ومع حديث الرسول : ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ، ألا يمكن القول أن قوة شخصية الرسول ولطفه ( وهو خير الناس لأهله ) ألا يمكن أن تمنع تلك المعاشرة الحسنة من الرسول لزوجه عائشة ، تمنعها من الأقبال على الزنا في لحظة صحوة ضمير ، ولعل طلحة أيضا مع سوء خلقه واغتراره بالدنيا ، ألا يمكن أن تتدخل إرادة الله لتمنعه من ذلك التعدي حفظا للرسول من هكذا إبتلاء و زجرا لهذا الشخص وإن كان خرج مع زوج الرسول لقتال إمام زمانه ؟

 

الموضوع : ردّاً على معاتب حبّاً لعائشة

بسمه تعالى

السلام على من اتبع الهدى
      قبل الإجابة على رسالتك أود تنبيهك على بعض الآداب الإسلامية التي لا بدّ للمسلم أن يتحلى بها في رسائله للآخرين لا سيما أهل العلم منهم ومن هذه الآداب: الإبتداء بالبسملة ثم السلام على المُرْسَل إليه..وهما ما لم تبتدء بهما رسالتك ما يعني أنك لا تعير للآداب الإسلامية وزناً..وحتى لو كنا بنظرك لا نستحق السلام فكيف تترك البسملة التي هي جزء أصيل من أفعال المسلم وقد ورد عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله: " كل أمرٍ ذي بالٍ لم يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر او أجذم" ؟! اللهم إلا إذا كنت تعتقد بكفرنا فلا نستحق السلام ولا الإبتداء بالبسملة بسبب شركنا كما تتصور ولكن على الأقل عليك أن تبدأها بما بدأناه معك بالسلام على من اتبع الهدى....وإن كنا خلاف ما تتصوره عنا فنحن نؤمن بالله تعالى وبرسوله العظيم وبأهل بيته الطيبين الطاهرين وبكل ما جاؤوا به...وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين...وبعد.    
      نقول رداً عليك: لقد سميت عائشة أمّاً للمؤمنين فهي خرجت عن كونها مؤمنة بعصيانها لله ربّ العالمين... فليس اللقب شرفاً ملازماً لطهارتها في حال خرجت عن الطاعة والتقوى والإيمان، فاللقب يكون شرفاً لها ما دامت لله تعالى على الطاعة وأما لو ارتدت عن دينها أو ارتكبت ما لا يليق بإمرأة مؤمنة فضلاً عن زوجة نبيٍّ كريم فلا يصح تكريمها بشرف الأمومة.. فيبقى اللقب بمعناه الشرعي الآخر وهو حرمة نكاحها بعد موت النبيّ صلى الله عليه وآله، فهذا المعنى للامومة باقٍ لها ولا نتنازع عليه حتى ولو ارتدت عن دينها، فمصطلح الأمومة بمعناه الثاني الذي أشرنا إليه هو مصطلح خاص بحرمة نكاحها على رجال المسلمين فهو مصطلح تحريميّ لأن تكون محرماً على رجال المسلمين أي هي بمثابة أُمٍّ لهم من حيث حرمة نكاحها عليهم حرمة مؤبدة لا تحللها الظروف والأوقات، ونحن نذكرك ـــ إن كنت من الباحثين والمطلعين على الأخبار الشيعية ـــ بأن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله فوّض أمر طلاقها بيد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فقد ورد عن مولانا الإمام الباقر عليه السلام قال:( لمّا كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل قال [أمير المؤمنين] عليٌّ عليه السلام: واللهِ ما أراني إلا مطلقها... إلى أن قال: فقام ثلاثة عشر رجلاً فيهم بدريان فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول: " يا عليّ أمر نسائي بيدك من بعدي" كما أننا نذكرك ــ إن كنت من أهل الإنصاف والتحقيق والجهر بالحق ـــ بأن شرف أُمومة المؤمنين بسبب الطاعة فإذا خرجت زوجة النبي عن الطاعة فلا شرف لها في الأُمومة وهو ما أشارت إليه رواية سعد بن عبد الله الأشعري عن مولانا الإمام المعظَّم الحجة القائم عليه السلام في خبر طويل ذكر في آخره: " إن الله تقدس إسمه عظّم شأن نساء النبيّ فخصهنَّ بشرف الأمهات فقال رسول الله لأمير المؤمنين عليه السلام: ( يا أبا الحسن إن هذا شرف باقٍ ما دمن لله على طاعة فأيتهنَّ عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلقها وأسقطها من شرف أُمهات المؤمنين) ....كما أنك قد اعترفت بصحة الإستدلال بأن عائشة زنت لغرام طلحة بها، واعترفت أيضاً بأن زناها مصداق من مصاديق أذية النبي صلى الله عليه وآله مستشهداً بقوله صلوات الله عليه وآله "ما أوذي نبيٌّ بمثل ما أُذيت" فكل هذه الإعترافات منك لا تبرر مقالتك الأُخرى وهي قوة شخصية النبي ولطفه تمنع من إقدامها على الفاحشة، فدعواك في ذيل كلامك يتعارض مع رأسه..وخيرية الرسول لأهله ــ كما ادّعيت في سؤالك ـــ لا تمنع من إرتكاب الجرائر والموبقات بعد موته فضلاً عما قبله، وهل هي معصومة عن الزلل والخطأ حتى يستحيل عليها إرتكاب الخطايا..؟! وقد روت أخبار العامة الكثير من المنكرات والقبائح التي ارتكبتها بحق النبيّ وآله الطاهرين عليهم السلام ويظهر أنك لا تعير اهميَّةً لتلك المنكرات والفظائع في مقابل دفاعك المستميت عن عائشة وتركك لظلامات أمير المؤمنين وزوجه الطاهرة مولاتنا فاطمة وإبنها الإمام الحسن عليهما السلام حيث منعت من دفنه بجوار قبر جده وقالت مقالتها المشهورة : " لا أدفن بجوار محمد من لا أحب" وأمرت بني مروان بتصويب السهام على جنازته حتى صارت كالقنفذ من كثرة سهامهم الحاقدة..ولماذا لم يمنعها لطف النبي وقوة شخصيته من هذا الأمر الفظيع وهو الإعتداء على جنازة من كان لرسول الله بمثابة العين والفؤاد..!!؟  ودعواك بأنه يفرض عليها من باب اللطف النبوي أن تُمْنَعَ من الإقبال على الزنا... مردودة بما صدر من زوجة نبيّين عظيمين كلوط ونوح عليهما السلام فلماذا لم يمنع لطف نبوتهما من أن ترتكب زوجتاهما المحذور من المعاصي الكبيرة وهي الكفر والسحاق أو أن يمنع اللطف النبويّ حبَّ زوجة نبيّ الله لوط عليه السلام في أن ينكح قومُها أضياف زوجها وقد جاء في الخبر الشريف عنهم "من أحبّ عمل قوم حُشِر معهم"؟! ولماذا لم يمنع لطف النبوة من إفتاء عائشة بإرضاع الكبير التي تقرون بها في كتبكم ـــ أو تقر بها كشيعي يخفي هويته لا لشيء سوى أن قائده الخامنئي حرّم الكلام على عائشة ــــ كما في صحيح مسلم وغيره وقد ذكرنا تلكم الأخبار من صحيح مسلم في كتابنا خيانة عائشة.. فلعلّك راجعتها وإلا فراجعها، كما أن أحمد بن حنبل في مسنده في ترجمة عبد الله بن يزيد يقول: بأن عبد الله بن يزيد كان رضيعاً لعائشة.. وهل تخرجون إرضاع الكبير من مقدمات الزنا مع أنه من أظهر مصاديقه؟! وإذا كان كذلك فلماذا لا ترضعون من أثداء الأجنبيات في مؤسساتكم وحوانيتكم لأن ذلك فتوى عائشة زوجة النبيّ ..!! فلماذا لم يتدخل اللطف النبوي فيمنعها من أن تكشح عن صدرها أو أن تكشح أختها أم كلثوم وغيرهن عن صدورهن ـــ بأمر عائشة وبسبب فتواها الشهيرة ـــ لأجل إرضاع الفتيان والرجال لا لشيء سوى أن زوجة النبي محمد صلى الله عليه وآله كانت تفتي برضاع الكبير.. حتى استهجنت واستغربت مولاتنا أم المؤمنين سيدتنا أم سلمى رضي الله تعالى عنها وأرضاها فعلَ عائشة وإفتائها بإرضاع الكبير كما يشير صحيح مسلم؟! فهل يتبعض اللطف النبوي في المنع فيمنعها عن الوقوع في الزنا ولا يمنعها عن كشح الصدر للإرضاع مع كونه من أبرز مصاديق مقدمات الزنا وهي حرام بالإتفاق؟! ولماذا لم يصحُ ضميرُها عندما أفتت بإرضاع الكبير وتلبست بالإرضاع كما يقر بذلك أحمد بن حنبل حسبما أشرنا آنفاً..؟؟! ولماذا لم يصحُ ضميرها عندما قادت الرجال يوم البصرة في حرب الجمل مع أن الله تعالى قد أمرها بالقرن في بيتها؟! ولماذا لم يصحَ ضميرها لمّا قذفت سيدتنا أم المؤمنين مارية القبطية بالزنا..؟! فهل تتبعض صحوة الضمير في نفورها عن الفاحشة دون غيرها من منكرات الأمور التي لا يضاهيها خيانة ولا إرضاع؟! عنيت بذلك قتالها لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام الذي قال عنه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله: ( حربك حربي وسلمك سلمي)..فالكلام حول صحوة الضمير يبقى مجرد كلاماً عاطفياً ولا علاقة له بالإستدلال والبرهان وبيان المطالب العلمية والفقهية والتاريخية....كما أن قوة شخصية النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله لا تفرض على أية زوجة من زوجاته الجبر في الأفعال والتسيير نحو الإلزام أو المنع عن الحرام لأن كل ذلك يدخل في باب الجبر على الأفعال وهو يدخل في المستحيلات باعتبارها خارجة عن مصب التكليف المطلوب فيه الإختيار، ولو كانت قوة الشخصية لدى الأنبياء هي الميزان والإعتبار لما كنا نسمع بالعاصيات من بعض أزواجهن ولما كان ضرب الله تعالى مثلاً في سورة التحريم ببعضهن كزوجتي نوح ولوط عليهما السلام ثم بحفصة وعائشة كما هو الحال في تفاسير القوم كما لا يخفى على الخبير والباحث الفهيم...! 
  والمؤسف أن نسمع شيعة صاروا أكثر دفاعاً عن عائشة من نفس أتباع عائشة ودفاعهم ليس حباً لعائشة بمقدار ما هو تمرير لمشاريعهم السلطوية تحت غطاء الدفاع عن الوحدة بين المسلمين وأن فريقاً من الشيعة اليوم يريد الهيمنة على كل مرافق وقواعد الشيعة تحت بروق السيوف والوعيد لأجل الإقتصاص من كل عالم أو فقيه لا يعطي البيعة لمن نصب نفسه إماماً على هذه الأمة يحلل لها ما حرمه الله ويحرم ما أحله الله تعالى، ومما يقرح قلب الغيور أننا نسمع في الجهة المقابلة للطرف الشيعي هناك علماء منصفون لم تأخذهم رهبة عائشة ولم يعتقدوا بعصمتها فأقروا بأنها ليست منزهة عن الخيانة والرذيلة وأن زواجها من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لا يعصمها عن الخطايا والذنوب ومن هؤلاء المنصفين الشيخ الألباني والشيخ الترمانيني وكلاهما من علماء السلفية حيث اعتقدا بجواز ارتكاب عائشة للفاحشة وها نحن ننقل عبارته من كتاب الإنتصار للشيخ العلامة علي الكوراني ناقلاً عن الألباني:" بأن أمهات المؤمنين وزوجات الأنبياء غير محفوظات من الزنا والفاحشة فيجوز عليهنَّ الزنا.."  فنغمة الطنبور التي يتشدق بها العامة وأتباعهم من نواصب الشيعة لا تستحق الرد عليها وعليهم لضعفهم التحصيلي بالعقيدة والفقه والتاريخ .... ومما يؤكد ما قلنا دعواهم ـــ التي يلوحون بها كتلويح عائشة بقميص عثمان لأجل التحريض على سيّد المتقين مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـــ وهي: " أن كل من ينسب الفاحشة إلى عائشة فقد طعن بعرض النبي" ويا ليتهم أنصفوا التاريح ــ إن كانوا مسلمين كما يزعمون ــ فيعترفوا بما فعلته عائشة بعثمان بن عفان وفتواها الشهيرة بتكفيره والأمر بقتله (اقتلوا نعثلاً فقد كفر) ثم حماسها الشديد على قتال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام مدعيةً بأنه قاتل عثمان..! وأيهما على حق: عائشة أم عثمان ؟! وأيهما أفضل عائشة أم عثمان ؟! ويا ليت المتحمسين من الفريقين تعرضوا لعائشة القاذفة لمارية القبطية بما تعرضوا به علينا من التهديد والوعيد والتكفير والتشهير..؟! وهل تجرأوا ونعتوها بالتعرض لعرض النبي بما ينعتوننا به من أننا نتعرض لعرضه ؟! نحن لم نتعرض بل كشفنا عما في الأخبار من حقائق بخلاف عائشة فإنها تعرضت لمارية بهتاناً وزوراً، والفرق واضح بين تعرضها الذي يلازم القذف وبين كشفنا للواقع بواسطة الأخبار... فلو كان هؤلاء علماء حقيقة لما استعملوا السيف على القلم ولما شتموا وهدّدوا من كانت غايته الدفاع عمن قال عنه النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله: " عليٌّ مع الحقّ والحق معه"..فهل يحق لعائشة أن تغمز بعرض النبي الأعظم بهتاناً وزوراً ولا يحق لنا التعرض لها بما جاءنا من الحق عبر الأخبار الصريحة والدلائل الفصيحة؟! وهل وهل وهل.... يأتي يوم نبيّن فيه الكثير من الحقائق وندفع الكثير من الأوهام العالقة برؤوس نواصب من العامة والخاصة ولن يبقى الباطل مستقوياً على الحق ولن تدوم قوة الجبابرة فسيأتي يوم يندمون على ما جنوه علينا وعلى بعض العلماء المخلصين، فللباطل جولة وللحق دولة يقودها أمل الأنبياء والمرسلين والاولياء والصديقين سيدنا الأكبر وإمامنا الأعظم الحجة القائم أرواحنا فداه وهو لكلّ ظالم بالمرصاد وسيتذكّر الجميع أعمالهم وخطاياهم في يوم لا تنفع فيه زعامة ولا وجاهة ولا قوة ولا جبروت... فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وهو حسبنا ونعم الوكيل....
 

كتبها تراب أقدام حجج الله على خلقه محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام ــ لبنان ــ بيروت بتاريخ 4 شهر رمضان 1433هــ .

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20