• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة عليها السلام مساوية للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام بالعصمة والفضائل .

الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة عليها السلام مساوية للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام بالعصمة والفضائل

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العلامة المحقق شيخنا ومولانا الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الشريف
في البداية اتقدم بالتهاني والتبريكات الى مقامكم العالي بمناسبة ميلاد امامنا محمد الجواد علية السلام
وبعد ارجو الاجابة بالتفصيل على هذا السؤال كما عودتمونا

س هل ان فاطمة وعلياً عليهما والهما السلام متساويان في الفضيله ام ان علياً علية السلام هو الافضل ؟ ارجو بحث هذا الموضوع بالتفصيل بحثاً مستقلاً


الموضوع العقائدي: الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة عليها السلام مساوية للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام بالعصمة والفضائل

بسمه تبارك شأنه
 

السلام على سماحة العلامة الجليل الشيخ ***** دام حفظه وسدده المولى ورحمة الله وبركاته
  نتمنى لكم التوفيق الدائم ونشكر تبريكاتم الطيبة بميلاد إمامنا المعظّم محمد الجواد عليه السلام، وكذلك بميلاد مولانا المعظم الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام وجعلنا الله تعالى وإياكم من خيرة شيعته وأعوانه والممهدين لسلطانه بمحمد وآله عليهم السلام، ولا تنسونا من الدعاء... وها نحن نستعرض سؤالكم الكريم ونجيبكم عليه بفضل الله تعالى وحججه المطهرين عليهم السلام:
السؤال: هل ان فاطمة وعلياً عليهما والهما السلام متساويان في الفضيله ام ان عليَّاً علية السلام هو الافضل ؟ ارجو بحث هذا الموضوع بالتفصيل بحثاً مستقلاً ؟.

الجواب:
بسمه تبارك شأنه

جوابنا على سؤالكم هو التالي: الظاهر عندنا بمقتضى تحقيقنا الذي لا مرية فيه ولا شبهة تعتريه بأن الإمام الأكبر أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ومولاتنا الصدّيقة الكبرى البتول الزهراء الحوراء عليها السلام هما في نفس الدرجة من العصمة والفضائل لا يفترقان عن بعضهما البعض بشيءٍ أبداً سوى بمقام الإمامة، وأما بقية المقامات فهما بدرجة واحدة في جميع المراتب والفضائل ولا إثنينية بينهما، والكتاب الكريم والسنة الكريمة يشهدان لهذه المساواة، فمن الكتاب الكريم قوله تعالى في آية التطهير إنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً وقوله تعالى في آية المباهلة وأنفسنا وأنفسكم فقد دلت الأخبار المفسرة لهاتين الآيتين الشريفتين بأن سيدة النساء أرواحنا فداها هي بمنزلة رسول الله وأمير المؤمنين وأولادها الطاهرين عليهم السلام في كل المنازل والدرجات إلا ما استثناه الدليل من النبوة والإمامة، ولا يخفى أن الإستثناء لأجل أن مقامي النبوة والإمامة من مختصات الرجال لا النساء، بل إن لسيدتنا المعظَّمة مولاتنا الزهراء البتول عليها السلام مقام الولاية الكبرى التي عرضت على الأنبياء حتى على نبوة أبيها الأعظم صلى الله عليه وآله، فلو لم يكن محبَّاً لها لما جاز أن يكون نبيَّاً مرسلاً، فمحبتها وولايتها شرط أساسيٌّ في تأهيل الأنبياء والمرسلين والأوصياء إلى مقام النبوة والرسالة والوصاية، وحيث إن اللَّه تبارك شأنه عالم بذاته ولا يخفى عليه أنفاس الخلائق فلا ريب في أنه لا يختار للسفارة الإلهية إلا من كان موالياً ومحباً لوليته الكبرى أميرة الوجود مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها، نعم المحبة والولاية مفهومان ذوا مصاديق متعددة ومراتب تشكيكية متفاوتة تقبل الشدة والضعف، فمن الأنبياء من كان شديد المحبة لها ومنهم من كان أقل درجة من غيره، والمحبة ملازمة للولاية لها، فمن كان كثير المحبة لها كان قوي الولاية، فالمحبة والولاية ينطبقان بأعلى مصاديقهما على الأنبياء والأوصياء الكُمَّل، فمن وصل إلى درجة الرسالة والولاية الكلية كان موصوفاً بكثرة المحبة والولاية لها، تماماً كعنوان اليقين باللَّه تعالى، فمن كان قويّ اليقين كان من أقرب المقربين من ربِّ العالمين، وهكذا كلما أقترب أكثر كلما وصل إلى المقامات العليا أكثر من غيره وفي المقابل نقصان اليقين، فكلما تناقص اليقين كلما ابتعد من الله تعالى...فتأمل.
   والحاصل: إن مقام ولايتها في الحكمة الإلهية شرطٌ في تولي الأنبياء والأوصياء والأولياء العظام عليهم السلام للمناصب الإلهية والسفارات الربانية، فما من نبيّ ووليٍّ إلا وقد أخذ الله تعالى عليه الميثاق بولايتها وما تكاملت نبوة نبيّ إلا بولايتها حسبما جاء في الأخبار الصحيحة، فآية التطهير نصٌّ ظاهر بالطهارة المطلقة لأهل الكساء ولم تستثنِ الآيةُ أحداً دون آخر بل الجميع في درجة واحدة من العصمة والطهارة والمنزلة،فطهارتها نفس طهارة رسول الله وأمير المؤمنين بمقتضى الإطلاق والتساوي في الخطاب، وإذا وجدتم خبراً يقلل من شأنها فديتها بنفسي وأهلي فهو مردود باعتباره خلاف المساواة بالطهارة والعصمة بمقتضى الأخبار الواردة عنهم (صلوات ربي عليهم) الآمرة بعرض كلّ خبر منسوب إليهم على كتاب الله تعالى فما وافقه فيؤخذ به وما خالفه فيضرب به عرض الجدار... وخطاب الباري تعالى بالعصمة المطلقة والطهارة المطلقة لأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم يستلزم كونهم أفضل خلق الله تعالى على الإطلاق فلم يسبقهم سابق ولن يلحقهم لاحق مهما خلق الله تعالى خلقاً إلى أبد الآبدين، فهم الصفوة وزبدة الصفاء والنقاء في كل العوالم الماضية والحاضرة والتي سوف توجد في مستقبل الزمان بعد يوم القيامة وفناء أهل الجنّة في نور الله تعالى...كما أن آية المباهلة نصٌّ صريح بمساواتها لرسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام، ومن المعلوم أن نفس رسول الله ووزيره الإمام الأكبر أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام هما أفضل النفوس على الإطلاق ولم يستثنِ الدليل إخراج سيدة النساء من هذه المساواة بل هي حجة الحجج صلوات الله عليهم كما أشار مولانا الإمام المعظم الحسن العسكري عليه السلام، ويؤكد هذه المساواة الواردة في الآيات الكريمة ما جاء في الأخبار الشريفة الكثيرة التي فاقت التواتر بمرات والتي منها الأخبار المفسرة لآيتي التطهير والمباهلة اللتين ساوتا سيدة النساء البتول الزهراء عليها السلام برسول الله وأمير المؤمنين وأولادهما الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، بالإضافة إلى النصوص الأخرى الدالة على المساواة.
  وبالجملة : إن الأدلة على مساواة سيدة النساء عليها السلام لبعلها أمير المؤمنين عليه السلام نلخصها بالأمور التالية:
(الأمر الأول): الآيات المتقدمة، وغيرها من الآيات الشريفة التي لم يسنح لنا المقام بإستعراضها للإستدلال بها على مساواة سيِّدة النساء ببعلها أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام.
(الأمر الثاني): العمومات والإطلاقات الدالة على أن لمولاتنا السيدة الصدّيقة الكبرى عليها السلام من الفضل ما يفوق فضل عامة الأنبياء والمرسلين إلا أبوها صلى الله عليه وآله كما سوف نوضح في الدليل الثالث باعتبارها بضعة النبيّ الأكرم وروحه التي بين جنبيه، فهما نفسٌ واحدة لا تمايز بينهما أبداً، وهو ما يوضحه الخبر المستفيض بألفاظ مشتركة في قول النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله:" فاطمة بضعة مني وأنا منها"  ومن المعلوم بأن الرسول محمد صلى الله عليه وآله هو نفس امير المؤمنين عليّ عليهما السلام وهي نفس رسول الله، وبالتالي تكون مولاتنا فاطمة عليها السلام مساوية لبعلها مولانا الإمام عليّ عليهما السلام لأنه نفس النبيّ صلى الله عليه وآله ...كذلك العمومات الدالة على إشتراكها مع النبيّ الأعظم وأمير المؤمنين عليهم السلام في عامة الفضائل والدرجات والمنازل والمكرمات والعصمة من دون ورود تخصيصٍ أو تقييد بأبيها وبعلها وبنيها..وهذا واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد.
(الأمر الثالث): الأخبار الشريفة، ونحن نستعرض بعضاً منها هو التالي:
 (الخبر الأول): وهو ما ورد عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرائيل قال: يا محمد إن الله جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليَّاً لما كان لفاطمة كفوٌ على وجه الأرض، آدم فمن دونه البحار ج43ص92.
  وهذا الخبر الشريف يفيد وبوضوح مساواة سيدة النساء الصدِّيقة الكبرى لإمام المتقين أمير المؤمنين عليٍّ عليهما السلام، وذلك من حيثية كونه كفؤاً لها دون غيره من عامة الانبياء والاولياء عليهم السلام لأنها نفسه، وحيث إن أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله بنصِّ آية المباهلة، يقتضى الجزم واليقين بأن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل من عامة الأنبياء والمرسلين باعتباره نفس رسول الله المجمع على أفضليته على عامة الأنبياء والمرسلين، فيتعيَّن القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام هو الكفؤ الوحيد لسيدة النساء أرواحنا لها الفداء، ما يستلزم كونها أشرف من الأنبياء أولي العزم سوى أبيها باعتباره نفسها، وهذا الخبر الشريف مستفيضٌ ورد بطرق متعددة وبألفاظ متعددة ما يعني التأكيد على حجيته وحرمة طرحه بأي شكلٍ من الأشكال، بل نزيدكم بأن طرحه يستلزم نسف أفضليتها على الأنبياء بنصّ هذا الخبر الشريف، ونسف الأفضلية يستلزم الكفر، لأن هذا الخبر يؤكد أفضليتها على عامة الخلق طبقاً لآيتي التطهير والمباهلة، فمن ينكر أفضليتها على عامة الأنبياء يخرج من الإسلام إلا إذا كان كسولاً بتحصيله في معرفتها التي دارت عليها القرون الاولى. 
  إشكال وحلّ:
وجه الإشكال: أن الإستدلال بالحديث المتقدم على أشرفيتها على أولي العزم من الرسل مردود بإحتمال عدم كون الثلاثة من الرسل عدا أبيها هم من محارمها كآدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام وليس من حيثية عدم الكفاءة، فعدم كونهم كفؤين لها من حيثية أنهم من أجدادها وليس من حيثية عدم أهليتهم لها باعتبارهم ليسوا كفوئين لها فانتفت بذلك الأفضلية عليهم !.
حلّ الإشكال بوجوه:

(الوجه الأول): لو سلّمنا ما افترضه الإشكال إلا أن وجود النبيين الآخرين كموسى وعيسى عليهما السلام كافٍ في ردِّ الدعوى على عدم الأفضلية إذ ما للنبيين المذكورين عليهما السلام من الدرجات والفضائل والعصمة ما لغيرهم من أولي العزم بلا فصلٍ، فنفي ثبوت الكفاءة لهما جارٍ بعينه في غيرهما من أولي العزم، فتبعيض عدم الأهلية جارٍ في الجميع من دون إستثناء، فما يجري في واحد أو اثنين يجري في غيرهما بنفس الملاك لا يفترقان.
 ولا نعني بعدم الكفاءة عدم الأهلية المطلقة (والعياذ بالله تعالى) بل مقصود الحديث هو عدم كون الأنبياء بدرجتها وقربها من الله تعالى، فهم أدنى منها من حيث العصمة والقرب والخصائص والدرجات، لذا لا يستحقها إلا من كان في درجتها وطينتها، وهو ما عبرت عنه الآية من سورة الرّحمان بقوله تعالى( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلآء ربكما تكذبان، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) فهما ــ أي أمير المؤمنين وسيدة النساء عليهما السلام بحران عظيمان التقيا فأنجبا اللؤلؤ والمرجان.. يرجى التدبر رحمكم الله تعالى..!.
(الوجه الثاني): الحديث الشريف المتقدم لا ينظر إلى المحرمية التي ادَّعاها الإشكال، بل إنه يفرض جدلاً أن أجدادها على فرض أنهم ليسوا أجداداً لها فإنهم ليسوا أكفاء لها، فبقطع النظر عن المحرمية المانعة من الزواج بها فليسوا بمستوى الصدِّيقة الكبرى ليكونوا أكفاء لها.
(الوجه الثالث): إن النكرة في سياق النفي الوارد في الخبر الشريف المتقدم(لم يكن لفاطمة كفؤ) يفيد العموم بعدم كفاءة عامة الأنبياء والمرسلين بأن يكونوا أهلاً لزواج واحد منهم بسيدة الطهر البتول الشهيدة عليها السلام وليس ثمة تخصيص في أنبياء دون آخرين، فيبقى العام على عمومه بعدم أهلية أحد للزواج منها إلى أبد الآبدين.
  وبعبارةٍ أُخرى: إن العموم الوارد في الخبر الشريف بعدم كفاءة الأنبياء لها آدم عليه السلام فمن دونه ليس فيه تخصيصٌ لآبائها المحرَّمين عليها، ومقتضى العموم يجب التسليم بعدم وجود كفؤ لها إلا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام حيث فاق بكماله الأنبياء من أولي العزم، من هنا جاءت الحكمة في تسميته بلقب أمير المؤمنين حيث اعتبره المولى تبارك شأنه أميراً عليهم وحاكماً على تصرفاتهم ومهامهم وهو ما أفادته الأخبار المؤيدة لقوله تعالى في آية الميثاق( ..لتؤمنن به ولتنصرنه)آل عمران 81.
 وبالجملة: لو لم يكن إلا هذا الحديث الشريف الدال على أشرفيتها على الأنبياء من أولي العزم وأنها مساوية لبعلها أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام لكفى به دليلاً  كافياً يستجمع كلّ الدرجات والفضائل التي يتصف بها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام...ولسنا بحاجة للإستدلال بالأحاديث الأخرى على إثبات المساواة بينها وبين زوجها إمام المتقين وسيد الموحدين أبي الحسن عليّ صلى الله عليه وآله.
(الخبر الثاني): ما نقله العلَّامة المجلسي رحمه الله عن مولانا الإمام المعظَّم أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:( وهي الصدِّيقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى).
  ففي هذا الحديث الشريف إشارات عرفانية متعددة تشير إلى وجه عظمة سيدة النساء الزهراء البتول صلوات الله عليها وهي بذاتها أدلة ساطعة على مساواتها بأمير المؤمنين عليّ عليهما السلام، وهذه الإشارت هي التالي:
(الإشارة الأولى):
أنها بنفسي هي وأمي وأبي وأهلي أفضل من عامة الأنبياء لأنهم هم المقصودون بالقرون الأولى، لأن القرون جمع قرن وهو لغةً"الوقت من الزمن" أي الأزمنة الأولى التي أُرسل فيها الأنبياء والمرسلون، وأما أبوها رسول الله صلى الله عليه وآله فهو في القرن الأخير من الزمان باعتباره آخر الأزمنة قبل يوم القيامة، بدلالة قوله تعالى( ولكن رسول الله وخاتم النبيين) وقوله صلوات الله عليه وآله:" لا نبيّ بعدي" فرسول الله صلى الله عليه وآله هو آخر الأنبياء وخاتمهم ما يعني أنه في آخر القرون المتاخمة على أبواب القيامة... والتقييد بالقرون الأولى لا تعني تحييد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله عن تلك القرون الأولى وعن وجوب معرفته لبضعته الطاهرة عليها السلام بل هو داخل في وجوب الإعتقاد بولايتها ومحبتها ولا يبعد دخوله أيضاً في مفهوم القرون الأولى من حيثية كون شريعته الكاملة من تلك القرون والمكمِّلة لشرائع تلك القرون، وعلى فرض أنه ليس من مصاديق مفهوم القرون الأولى، فإنه من مصاديق المفاهيم الأخرى التي أمرت بوجوب محبتها وولايتها، كما أنه قد أمر قومه بمحبتها ووجوب معرفتها كما أمرت الأنبياء أممها بوجوب محبتها وولايتها.
 وزبدة المخض: أن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله سوآءٌ أكان من القرون الأولى أم لا فإنه مأمور بوجوب الإعتقاد بولاية إبنته الطاهرة وبوجوب محبتها وحتى لو لم يؤمر بذلك فما كان عليه إلا أن يحبها ويعتقد بولايتها لأنه لا يميل إلا للجميل والحسن والطاعة وكل ذلك متوفر في بضعته الطاهرة عليها السلام، وعلى فرض خروج النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله من مفهوم القرون الأولى فلعلَّه من باب أنه نفس بضعته الطاهرة لقوله تعالى(أنفسنا وأنفسكم) ولقوله صلى الله عليه وآله بألفاظ متعددة:" فاطمة بضعة مني... وبهجة قلبي..وروحي التي بين جنبيّ) فيكون خروجه عن مفهوم القرون الأولى خروجاً موضوعيّاً لأنه مساوٍ لبضعته في الكمال والجمال والعصمة والفضائل بخلاف أنبياء القرون الأولى فغنهم أدنى درجة من النبيّ الأعظم وإبنته الطاهرة الزكية صلى الله عليهما.
(الإشارة الثانية): إن وجوب معرفتها على عامة الأمم وأنبيائها دلالة على أفضليتها على تلكم الأمم وأنبيائها من دون إستثناء بمن فيهم رسل الله تعالى من أولي العزم، وهذا يؤيد ما ورد في الخبر الأول الشريف(لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفوٌ إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه)، فبذلك يكون أمير المؤمنين عليه السلام مساوياً  لها بالعصمة والفضائل والقرب الإلهي بلا فصل.
(الإشارة الثالثة): أن التعبير عنها بأنها" الصدّيقة الكبرى" يعني أنها الولية الكبرى لله تعالى وهو بعينه جارٍ في أمير المؤمنين عليه السلام من حيث إنه الصدّيق الأكبر، فلهما من الألقاب الشيء نفسه بحيث لا يختلفان عن بعضهما البعض، ما يستلزم كونهما نفساً واحدة.
(الخبر الثالث): ما ورد عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال لها لمَّا رآها تبكي لبكائه:" يا فاطمة لا تبكي فداكِ أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة وسيظهر بعدي حسيكة النفاق".
 وجه الإستدلال بالحديث الشريف يكمن في أنها مهجة قلب النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله  الذي يساوي أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام.
(الخبر الرابع):
ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال:" فاطمة مهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه".
ومهجة القلب لغةً هي دم القلب الذي يعطي الحياة للقلب فقلب من دون دم لا يكون قلباً حيَّاً بل هو قلبٌ ميّت لا حياة فيه، ومولاتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام هي روح قلب النبيّ الأعظم صلى الله عليهما وآلهما ما يعني أنها حياة قلب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لأن ما يكون حياةً لرسول الله هو حياة لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
  هذه أهم الأحاديث الدالة على مساواة سيدة النساء الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام لمولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وهي وافية وكافية لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد،وثمة أحاديث أخرى تدل على مساواتها لبعلها أمير المؤمنين عليهما السلام لم يسعفنا الوقت للتنقيب عنها وله وقت آخر بعونه تعالى، والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد تراب أقدام أهل البيت عليهم السلام/ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 26 شعبان المعظّم 1433هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=480
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16