• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الظاهر أنّ مولاتنا نرجس عليها السلام كانت مسلمة قبل ظهور السيّدة الزهراء (عليها السلام) عليها في المنام .

الظاهر أنّ مولاتنا نرجس عليها السلام كانت مسلمة قبل ظهور السيّدة الزهراء (عليها السلام) عليها في المنام

الإسم: أحمد الأتات
النص:بسم الله الرحمان الرحيم . اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك أعدائهم من الأولين والآخرين .
إلى سماحة المرجع الكبير المؤسس لهذا الموقع المبارك ببركات آل محمد عليهم الصلاة والسلام فضيلة العلامة المجاهد آية الله المحقق الشيخ محمَّد جميل حمود العاملي دام الله ظله على جميع المؤمنين - الآخذين بفقه وعقيدة العترة الطاهرة (ع) عبر مركزكم الكريم في مشارق الأرض ومغاربها .
السلام عليكم سلام الله وأوصيائه وأنبيائه وملائكته ورحمة الله وبركاته .
عظَّم الله أجورنا وأجوركم في ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا وليد الكعبة أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ، وجعلنا الله من الطالبين بثأره مع حفيده الإمام الحجة بن الحسن المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) .
اللهم إنا نبرأ اليك ممن أسسوا أساس الظلم والجور على أهل بيت نبيك ومَن ساروا على فسادهم من الأولين والآخرين خاصة الذين لم يرعوا لله حرمة لشيعته فطعنوا بك كما طعنوا بأميرك ؛ فيا ويلهم من غضبه في القبر وعند الحساب يوم لا تنفعهم كراسيّهم وسياستهم التي ينصرون بها صنمي قريش وأتباعهما بالمال والسلاح .
- اللهم اجعلنا قبل خروج أرواحنا من أبداننا من المتشحِّطين بدمائهم في زمن الغيبة وبعد الظهور ضد من قتلوا وظلموا آل بيت محمد صلى الله عليهم ومَن نصب لهم في نصبهم لشيعتهم ككبس دورهم ونهب ممتلكاتهم .
مولانا الجليل .. مرجعنا الكريم :
يسرني مجدّداً أن أشكركم أبداً على ما تقدموه لنا من دراسات وأبحاث وكذا ردّ شبهات حول أئمتنا الطيبين وآبائهم وأمهاتهم الطاهرين (ع) وعن إجابات على أسئلة المسلمين ،
وسؤالي لسماحتكم من خلال ما أورده بعضهم في إحدى المواقع على الإنترنت فيما يخص والدة إمامنا الحجّة السيدة المعظّمة نرجس عليها وعليه الصلاة والسلام حيث سُئل أنه كيف نربط طهارتها بما إنها والدة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وبين تعايشها في ظل الديانة المسيحية ، وأنها لم تسلم إلا عندما رأت مولاتنا الصدّيقة فاطمة صلوات الله عليها في المنام ؟ فأجاب بأن الدين الإسلامي لم يكن حجة عليها حتى تلتزم به ، لأنها لم تعلم به قبل ذلك ولذا قال تعالى (وما كنا معذبّين حتى نبعث رسولا) فالحجة عليها قبل الدين الإسلامي كان الدين المسيحي ولذا كانت ملتزمة به مما جعلها ملتحقة بالإسلام فور سماعها به وهو يجب ما قبله . وبالنسبة لطهارتها أفاد بأنها (بذلك) لم تخرج عن هذه الطهارة لأنها مطلوبة حتى تكون أماً للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه
.
* ما تعليق سماحتكم على هذا الكلام وإن كنتُ أعلم أنه مخالف لعقيدتكم الحقة إلاّ أنه طلبٌ مني لإتمام نور آل الله كما قال عز وجل {يأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون} ؟

ثبتنا الله على منهجكم ونبذ كل الأفكار والشبهات المنحرفة .. ولا حرمنا الله من إرشاداتكم المهدوية ودفاعنا عن جلالتكم العلوية
.
مع تحياتي لسماحتكم والدعاء لكم دوماً بالنصر وطول البقاء - فيا ويلنا من بعدك يا سيدنا - ، وفي ليالي القدر من هذا الشهر الكريم أسألكم الدعاء بالتمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم
.
والسلام عليكم شيخنا ......ورحمة الله وبركاته
خادمكم الحقير *****

 

الموضوع العقدي : الظاهر أنّ مولاتنا نرجس عليها السلام كانت مسلمة قبل ظهور السيّدة الزهراء (عليها السلام) عليها في المنام
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     قد أجبنا سابقاً في حلقات درسنا حول فقه السيرة المهدوية على صاحبها آلاف السلام والتحية بأن أمهات أئمة الهدى عليهم السلام كلهن صديقات طاهرات قبل زواجهن بالمعصوم عليه السلام وليس في مصادرنا الأخبارية رواية واحدة صحيحة تدل على أنهن كن مشركات أو كافرات بل غاية ما هناك بأنهنَّ كنَّ يعشن أو يتعايشن تحت ظلال الكفر، والعيش تحت ظلال الكفر لا يستلزم كونهن كافرات..كما أننا قد أجبنا عن شبهة أن سيدتنا نرجس أسلمت على يد سيدة النساء الصدّيقة الكبرى مولاتنا المعظمة فاطمة الزهراء عليها السلام ولم يكن إسلامها إسلاماً مسبوقاً بالكفر واقعاً وإن كان مسبوقاً بالكفر الظاهري باعتبارها لم تكن متظاهرة بالإسلام لكونها تعيش تحت أستار التقية في ظلال حكم جدها الكافر تماماً كما كانت والدتها تعيش التقية تحت ظل حكم القيصر ولم ترو لنا الأخبار بأن أمها كانت كافرة بل العكس هو الصحيح فقد دلت الأخبار بأن أمها كانت من نسل وصي الله عيسى شمعون الصفا عليهما السلام ما يعني أنها كانت مؤمنة بالله تعالى وبعيسى عليه السلام كنبيٍّ يؤمن برسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ولعلّ أمها ماتت معتقدة برسالة النبي محمد وأهل بيته ..وكلامنا يدور حول إسلام السيدة نرجس عليها السلام ولم يكن يدور حول تكليفها بالإسلام حتى يمكن القول بأنها لم تكن مكلفة بالإسلام..مع أن التكليف بالإسلام واجب عليها وليس كما يدعي ذاك المدعي فكل نصراني أو يهودي أو مجوسي او بوذي أو علماني او وثني مكلف بالسعي نحو الإسلام والإطلاع عليه كدين ناسخ لعامة الأديان، فدعوى بأن مولاتنا نرجس عليها السلام لم تكن مكلفة بالإسلام مستدلاً صاحب الدعوى بقوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) ليس مصيباً بإستدلاله وذلك لأن الآية لا تفيد كون السيدة نرجس عليها السلام غير مكلفة بالسعي نحو الإسلام بل العكس هو الصحيح فإن الآية توجب السعي بحكم الرسول الباطني الذي وهبه الله تعالى للخلق، فالعقل رسول باطني كما جاء في الأخبار، والعقل يأمر بالبحث والسعي نحو معرفة الحقيقة عند الشك والإجمال، وبالتالي فإن الآية ليست في مقام رفع التكليف عن مولاتنا نرجس عليها السلام بعدم البحث عن الإسلام والتنقيب عنه لا سيما وأن جدها القيصر كان كثير الحروب مع المسلمين وكان له أسرى منهم في سجونه قبل أن تجهر السيدة نرجس بإسلامها فلماذا لا يحتمل المدعي بأنها سعت ونقبت عن الإسلام واعتقدت به قبل مجيء مولاتنا سيدة النساء الزهراء البتول عليها السلام ونؤكد بأنها كانت مسلمة ـــ قبل مجيء السيدة المطهرة مولاتنا الزهراء عليها السلام لها ـــ أن رسول الله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام زاروها مع السيد المسيح عليه السلام لخطبتها قبل قدوم مولاتنا الزهراء عليها في المنامات الأخرى أو باليقظة، ولا يصح حضورهم عليها مع كونها كافرة حقيقة وواقعاً وإلا لكان الحضور تعظيماً لها باعتباره نوع إطراء لها، والإطراء على الكافر حرام وقبيح عقلاً وشرعاً لإستلزامه الإغراء بالقبيح،  فالإطراء عليها والتعظيم لها من قبل رسول الله والمسيح عليهما السلام مع كونها كافرة واقعاً يعتبر إغراءاً بالقبيح وخلاف الحكمة والصواب، ولو كانت كافرة واقعاً فلماذا لم يأتِ إليها جدها النبي شمعون بدلاً من السيدة الزهراء عليها السلام وينهاها عن الديانة النصرانية..؟! أو لماذا لم يحضر عليها النبي عيسى عليه السلام التي تؤمن به مولاتنا نرجس عليها السلام إيماناً صادقاً.؟! وما يدرينا لعلهما حضرا عليها قبل مجيء السيدة المعظمة الزهراء الزكية عليها السلام فأمراها بالإسلام فأسلمت واقعاً أو أنها أُلهمت بدخول الإسلام بسبب فراستها وفطنتها باعتبارها من نسل الأنبياء..وعلى كلا الأمرين كانت مسلمةً واقعاً ولكنها بقيت على ظاهر الكفر خوفاً من أبيها وجدها لئلا يقتلاها، وقد أشارت هي عليها السلام إلى خوفها من جهرها بالإسلام لما حضر عليها رسول الله وأهل بيته والمسيح وشمعون عليهم السلام في خبر سبيها لبشر النخاس.. فليراجع...  وما إسلامها على يد مولاتنا السيدة المطهرة الزهراء سوى لأنها كانت على ظاهر الكفر لا واقعه حتى يدعي من يدعي بأنها لم تكن مكلفة بالإسلام الذي أوردنا عليه بما أوردنا أعلاه..والله تعالى حسبنا وهو الموفق للصواب والسلام عليكم. 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=586
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29