• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : تفسير الآية المتشابهة(...إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام..) .

تفسير الآية المتشابهة(...إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام..)

الإسم:  *****
النص: السلام علیکم و رحمة الله و بركاته

اﻻية الشريفة(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ)البقرة.كثر اقوال المفسرين فيها . من التفاسير التي اطلعت عليها تفسير الميزان لسيد الطبطبائي و اﻻمثل لشيخ مكارم شيرازي و البغوي الشافعي و غيرهم، ارجو بيان راي سماحة المرجع الشيخ العاملي في تفسيرها على ان يكون الجواب بشكل ماقل و دل.جزاكم الله تعالى

 

الموضوع العقائدي: تفسير الآية المتشابهة(...إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام..).
بسمه تعالى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     الآية  المتقدمة من الآيات المتشابهة في القرآن الكريم وظاهرها التجسيم المنفي عقلاً وشرعاً على الله تعالى، لأن وصفه بالمجيء في الغمام واضح التجسيمن لذا لا بد من الرجوع إلى الآيات والأدلة الأخرى المحكمة كقوله تعالى(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )الشورى11 (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )الأنعام103 .
 فالله تعالى لا تدركه أبصار المخلوقين لأن الإدراك يستلزم الإحاطة بالمدرَك، والله تعالى منزه عن غحاطة المخلوق له، فلا بد هنا من الرجوع إلى التأويل والتقدير في الآية وهو الحمل على المجاز لا الحقيقة بمعنى أن الله لا يأتي بنفسه في الغمام بل يأتي أحد أعوانه من الحجج الطاهرين عليهم السلام يوم القيامة كرسول الله وأمير المؤمنين وبقية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ليكونوا الحكام بأمر الله تعالى يوم القيامة... فقد روى العياشي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في هذه الآية قال:" ينزل ــ أي أمر الله تعالى المتجلي بإمام الزمان أرواحنا فداه ـــ في سبع قباب من نور ولا يُعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل " وفي رواية أخرى عنه ( علية السلام ) قال كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم نشر راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر ، وقال إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق فهذا حين ينزل واما قضي الأمر فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر" .
وقال الطبرسي رحمه الله في الآية : أي هل ينتظر هؤلاء المكذبون بآيات الله إلا أن يأتيهم أمر الله أي عذاب الله ، وما توعدهم به على معصيته في ستر من السحاب ، وقيل : قطع من السحاب ، وهذا كما يقال : قتل الأمير فلانا وضربه وأعطاه ، وإن لم يتول شيئا من ذلك بنفسه ، بل فعل بأمره فأسند إليه لامره به . وقيل : معناه ما ينتظرون إلا أن تأتيهم جلائل آيات الله ، غير أنه ذكر نفسه تفخيما للآيات كما يقال : دخل الأمير البلد ويراد بذلك جنده ، وإنما ذكر الغمام ليكون أهول ، فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام كما قال سبحانه : " وإذا غشيهم موج كالظلل ".
وفي تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) أي هل ينظر هؤلاء المكذبون بعد إيضاحنا لهم الآيات وقطعنا معاذيرهم بالمعجزات الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة كما كانوا اقترحوا عليك اقتراحهم المحال في الدنيا في إتيان الله الذي لا يجوز عليه الاتيان واقتراحهم الباطل في إتيان الملائكة الذين لا يأتون الا مع زوال هذا التعبد لأنه وقت مجيئ الأملاك بالإهلاك فهم في اقتراحهم مجيئ الأملاك جاهلون وقضي الأمر أي هل ينظرون مجيئ الملائكة فإذا جاؤوا وكان ذلك قضي الأمر بهلاكهم ".
 والسلام عليكم.
 

حررها العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 10 ربيع الثاني 1435هـ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=892
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29