• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : الفضائيات الشيعية في الميزان .

الفضائيات الشيعية في الميزان

الموضوع:موقفنا الشرعي من الفضائيات الشيعيَّة

بسمه تعالى
 

(السؤال الأول): ما موقفكم من الأخطاء المميتة التي وقعت من الكثير من القنوات المحسوبة على التشيّع؟ إلى درجة أنني لا أستطيع منع اهلي من الاستماع الى ما تروجه من اغان صريحة وموسيقى في قنواتها بحجة انها قنوات شيعية ومتدينة!!! بل وصل الأمر إلى ما رأيته بعيني وفي أكثر من مرة أثناء تغييري للقنوات وتحديدا في قناة الفرات من رقص الدبكة بمناسبة مولد الإمام علي عليه السلام احتفالا بتلك المناسبة وعلى اصوات اغان صريحة يسمونها انشودة !!! وفي نفس القناة ما يشابه الرقص في احدى الاحتفالات من احد مراقد الأئمة في العراق وإلى الله المشتكى ...

 والجواب:
                                        

بسم الله الرحمان الرحيم
 

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمدٍ وآله الطاهرين المطهرين الأنوار المقدَّسين.
السلام عليكم....
ونشكر غيرتكم على الدين والحمد لله الذي فقهكم في شريعته ونوَّركم بمعرفة مراد الحجج الطاهرين عليهم السلام في حين أن أكثر الناس يميلون مع كلِّ ريحٍ وينعقون مع كلِّ ناعقٍ،وما سألتم عنه مستنكرين هو عين الصواب ، فلم يقتصر الأمر على قناة الفرات فحسب بل تعداه إلى غيرها ممن تحسب نفسها أنَّّها على طريق الهدى وهي في الواقع طريقُ الشيطانِ كقناة الزهراء والأنوار والمنار والكوثر وغيرهم من قنوات إبليس وجنوده فلا تسمع إلاّ الموسيقى والغناء والتمثيليات التي هتكوا بها كيان المعصوم،والحبل على الجرّار..لقد اتخذوا الدين مطيّة لهم وسوَّق بالدعاية لهم علماءٌ فسقةٌ حدَّثَتْ عنهم أخبارُنا الشريفة كما ورد عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام عن مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال:قال رسول الله قوله (صلّى الله عليه وآله)[ سيأتي على الناس زمانٌ لا يبقى من القرآن إلاَّ رسمه ومن الإسلام إلاَّ إسمه،يُسمَّون به وهم أبعد الناس منه،مساجدهم عامرة وهي خرابٌ من الهدى، فقهاءُ ذلك الزمان شرُّ فقهاء تحت ظلِّ السماء ،منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود..] مصدر الحديث/فروع الكافي/ج8ص308وثواب الأعمال 253 وبحار الأنوار،وهو حديث صحيح سنداً ودلالةً لأنَّه موافقٌ للقرآن الكريم الذي حكى لنا عن العالم غير العامل بعلمه بأنَّه كالحمار يحمل أسفاراً، والسنَّة المباركة حذّرت من علماء السوء، والواقع الخارجي يشهد على كلِّ ذلك،حيث نرى الإعوجاج اللائح والفسق الواضح من علماء بل وفقهاء ركبوا مراكب العامة بتحليلهم للموسيقى والغناء وكثيرٍ من الضرورات الشرعيَّة،ولكنَّ ثمة فقهاء أتقياء لا يخلو كلّ زمنٍ منهم وهؤلاء نادرون كندرة الكبريت الأحمر،وها نحن ننقل كلاماً لطيفاً لعالمٍ فقيهٍ ورعٍ هو المازندراني صاحب شرح الكافي،فقال[ لا يبعد أن يدخل في الذم في زماننا هذا من الشيعة وعلمائهم فإن كلَّهم راغبون عن أمر الآخرة ما يلون إلى الدنيا والفتنة ،ساعون إلى الجبابرة والظلمة لا يعملون بالقرآن ويظهرون الإسلام باللسان وقلوبهم مملوءة من نفاق المؤمنين وصدورهم محشوة بعداوة المسلمين إلاَّ من شذ وقليلٌ ما هم..] وقال المحدّث المجلسي[ أن المراد عود ضررها إليهم في الدنيا والآخرة أو أنهم مراجع لها يؤونها وينصرونها ] ونِعمَ ما قال هذان العالمان،ولو قلناه نحن لكان أبناء هذا الزمان أخرجونا من الدين وقد فعلوا عندما إنتقدنا بعض التصرفات الرعناء لبعض العلماء الذين خرَّبوا على الناس دينهم ودنياهم فاستباحوا الأموال والدماء والأعراض وخرَّبوا البلاد وشتتوا العباد لا لشيء سوى المصالح الضيقة التي لا تجر إلاَّ الدنيا والزعامة والسلطة...وكذا ثمة علماء آخرين خرَّبوا على الناس هداهم فحللوا لهم الحرام لأجل تكبير زعاماتهم الدينية من خلال الفتاوى الترخيصية لأن التشدد بالفتوى لا تجلب لهم الأتباع والأنصار والأموال..!! اللهم عجِّل فرجَ وليِّك المنتقمِ لكَ من أعدائِك،واجعلني من أعوانِه وأنصارِه والداعين إليه سراً وجهراً بحق سيّدتي ومولاتي الصدِّيقة الكبرى الحوراء الزهراء عليها السلام ولعن اللهُ ظالميها وكاسري ضلعِها ومسقطي جنينِها و ناثري قرطِها ولاطمي خدِّها بحقّ الحق والقائل بالصدق رسول الله محمد وآله الطاهرين عليهم السلام.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

(السؤال الثاني): الأغاني التي تنقلها القنوات الفضائية الشيعية على اختلافها واختلاف طبيعتها؟ ما موقفكم منها؟
 

والجواب
    كلّ هذه القنوات الفضائية التي أراقبها كالقنوات الإيرانية والعراقيّة والكويتيّة والبحرينيّة الشيعية كالزهراء والأنوار والمنار والفرات والإيمان والكوثر...هي من العجب العجاب ، فما نشاهده من هذه الفضائيات المتسميَّة بالشيعية ــ والتشيع بريءٌ من منكراتها ومفاسدها ـــ مما لم يطرق سمعي ولم تره عيني في فضائيات دينية مسيحية أو أشعرية...ففضائيات غيرنا لا ترى فيها سوى القرآن وتراتيل كنسية بحسب معتقدهم،لكنَّ فضائيات شيعة اليوم لا نرى عليها سوى الطبل والزمر والغناء بعنوان الأناشيد وهي غناء مئة بالمئة..فلا نشاهد التقى ولا الورع ولا حتى العلم والمعرفة بل جهلٌ ومزاح وفكاهة وصخب بالموسيقي والغناء ومياعة الرواديد في الفيديو كليب وضوضاء سياسية وهرجٌ وفساد مشرعن بالعقيدة والفقه وأصحاب العمائم والتيجان ...!؟ فمن يسير على نهج هذه القنوات لا يمتّ إلى التشيع بصلة.. وهذه الفضائيات لا تمثِّل الدينَ ولا عترةَ أهلِ البيت (عليهم السَّلام) بل تمثل أصحابَها التجاريين الذين استغلوا التشيع لأجل الدنيا... فأيُّ دينٍ هذا الذي يجوِّز السَكرَ على نغمات الموسيقى وبلابل الحناجر تتعالى مترنمةً بالترجيح والترجيع المطرب من باسم وجليل والقطري والأقرف وأمثالهم ممن هم عار على التشيع وأهل البيت (عليهم السَّلام)... وأيّ فقيهٍ عادلٍ يجوِّز لهم هذه الترهات الشيطانية سوى شيطان مثلهم بل وعفريت من عفاريت إبليس اللعين... وهؤلاء حذَّر منهم مولانا الإمامُ العسكري عليه السلام بقوله في معرض حديثه عن فقهاء السّوء: "وأما من ركب مركب العامة فلا تأخذوا منهم شيئاً ولا كرامة..".وأني أجزم بضرس قاطع أن الله ورسوله وأهل بيته من هؤلاء برآءٌ... لا أصدِّق ما رأيت عندما شاهدت على الأنوار في حسينية  يترنم جليل كربلائي ومن معه على ألحان قصيدة يتلوها عليهم ويصرخ بهم "   إرفعوا أياديكم فوق رؤوسكم وصفقوا عالياً"... يقلدون حفلات الغناء عند الفسقة الفجرة   ... ما يفعله هؤلاء حرام شرعاً لورود الأخبار بحرمة الغناء حتى ولو لم يكن ثمّة آلات موسيقيّة بل يكفي ترجيح الصوت في الحنجرة وترديده مع حصول النشوة، وهذا القيدان متوفران فيما يفعله هؤلاء المغنون ــ بصورة مداحين ــ يقلّدون العامّة فيما يسمونه غناء إسلامياً أو ما يطلقون عليه اسم المديح.. وقد فصّلنا ذلك في كتابنا: "القول الفصل بحرمة الغناء في العرس" فراجعوا تغنموا...
    وأمّا هذه القنوات الإبليسيّة فلا شيء صالح فيها سوى بعض المحاضرات لبعض العلماء الأفاضل الذين يذبّون عن العقيدة ويقرِّبون إلى التقى والورع ومن دونهم لا خير فيه... فليحذر الشيعة من هذه القنوات الشيطانية، ولا يغتروا بعرض بعض البرامج الدينيّة فإنها مصيدة من مصائد إبليس... وإني لأتعجب من الجمهورية الإيرانية ومن بعض المتمولين الشيعة كيف لا يؤسسون قناة فضائية على نسق قناة المجد السنية التي لا تعرض سوى ترتيل القرآن؟!!! فلمَ لا يكون عند الشيعة قنوات كهذه؟! أو قنوات ليس فيها موسيقى ولا غناء على أقلّ تقدير أسوة ببعض الفضائيات الأجنبيّة نظير discovery وreality وغيرهما؟!! وهل صار الكفار أعقل منكم يا شيعة الغناء والحفلات الموسيقيّة والفضائية؟!! لا عجب لقد قلدوا فقهاءَ سوءٍ لا يعرفون اللهَ ورسولَه ولا أهلَ بيته فحرّموا لهم الحلال، وحلّلوا لهم الحرام!!!!!!!

والسلام عليكم./العبد الشيخ محمَّد جميل حمُّود العاملي/بيروت.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=94
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28