• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : حكم الشاك بأصول الدين .

حكم الشاك بأصول الدين

الإسم: فقیر

النص: بسمه تعالی

السلام علیکم ورحمة الله وبركاته

 سؤال: هل الشاک أو الظان فی اصول العقائد یکون کافرا إن کان یقوم بوظائفه و یحب أن یکون مومنا لکن یعجز عن القطع ،و هل یعامل نفسه معامله النجس.

الموضوع العقائدي: حكم الشاك بأصول الدين .
بسمه تعالى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الجواب:
الشاك في الأصول الإعتقادية الخمسة وبقية العقائد الثابتة بالضرورة يعتبر كافراً إذا اقترن شكه بالجحود والإنكار وإلا فلا ... ويجب عليه أن يسعى للوصول إلى اليقين أو الإطمئنان إلا إذا كان شكه على نحو الوسواس فلا شيء عليه ولكن يجب أن يزيل الوسواس بالتفكر العقلائي المرتكز على مخالطة العلماء الحكماء لأن في مخالطتهم حياة للأرواح والعقول..كما أن عليه أن يدعو الله تعالى ويتوسل بالحجج الطاهرين سلام الله عليهم لرفع الوسواس عن نفسه..بالإضافة إلى ذلك يجب أن يبتعد عن الأطعمة والأشربة المشتبهة لأنها السبب في تحريك الوساوس الشيطانية كما أن لمخالطة الرفقاء السوء والإصغاء إلى كلمات المشككين تأثيراً كبيراً على تحريك الوساوس فيجب اجتناب كل ذلك واللجوء إلى أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم فإنهم سفن النجاة ودرع الله الحصينة...
 وبعبارة أخرى: إن معنى الكافر على قسمين :
أحدهما : كون الانسان خارجا عن حريم الاسلام وحوزة المسلمين بأن لا يقر بالشهادتين كعباد الأصنام واليهود والنصارى .
ثانيهما : الانتحال مع الانكار وعلى ذلك يحكم بكفر الشاك الذي لا يقر ولا ينكر فهو بعدم اقراره بالشهادتين يكون كافراً. 
  وفي بعض الأخبار ما يساعد على ذلك حيث إن الظاهر منه أن الملاك في الكفر هو الجحد ، وبما أن الشاك ليس بجاحد بل متردد بسبب الوساوس فليس كافراً . وأهم هذه الأخبار وأظهرها روايتان :
إحديهما : رواية محمد بن مسلم قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا عن يساره وزرارة عن يمينه فدخل عليه أبو بصير فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله ؟ فقال : كافر يا أبا محمد قال : فشك في رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : كافر ، قال ثم التفت إلى زرارة فقال : إنما يكفر إذا جحد .
ثانيهما : رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا .
توضيحه أن الشاك على قسمين : أحدهما الشاك غير الجاحد .
ثانيهما الشاك الجاحد ، فإن جحد فهو كافر نجس وإلا فلا .
وعلى الاحتمال الثاني فالشاك يختلف حاله فتارة يقر وأخرى ينكر . و يدور الاسلام والكفر مدار الجحد والاقرار فهو في حين الاقرار مسلم وفي حين الانكار كافر ...... وعلى أي حال فلا شبهة في ظهور الروايتين في إناطة الكفر بالجحود و توقفه عليه وعدم البأس بمجرد الشك ما لم يكن مقرونا بالانكار، ولا يعني هذا أن شكه مبرءاً للذمة بل يجب عليه تحصيل المعارف لرفع الشك باعتباره رجساً يجب التنزه عنه عقلاً وشرعاً..والسلام.
 

حررها العبد الأحقر محمد جميل حمود العاملي
جبل عامل ــ لبنان
بتاريخ 7 شهر رمضان المبارك 1435هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=986
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7