• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الإمام الحجَّة القائم عليه السلام هو يد الله العليا .

الإمام الحجَّة القائم عليه السلام هو يد الله العليا

الإسم:  *****

النص: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
الشيخ المجاهد محمد العاملي ،،، هل فعلا ( اليد العليا ) لقب من ألقاب الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ؟؟ وما الدليل على ذلك ؟؟
 
الموضوع العقائدي: الإمام الحجَّة القائم عليه السلام هو يد الله العليا.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   الجواب: لقب "اليد العليا" لم يطلق على الإمام الحجة القائم أرواحنا فداه فحسب، بل هي عامة تطلق على كل من كان له فضل على آخر، وهو مصطلح كثير التداول على بعض الفضلاء من الناس واستعمله علماء الإمامية والمخالفين على كل فاضل جرت على يديه النعمة، من هنا أطلق في الأخبار على المعيل على عياله كما جاء في الحديث عن حماد عن الربيع بن يزيد قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول : اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول » .
وورد هذا المصطلح عن النبي صلى الله عليه وآله فقال:" اليد العليا خير من اليد السفلى ".  قال علماء اللغة كابن الأثير :إن اليد العليا هي المعطية وقيل هي المتعففة والسفلى هي السائلة. 
  وفسرت اليد العليا في أخبارنا بالرجل المنفق على أرحامه وعياله فهو صاحب النعمة عليهم بأمر من الله تعالى، ففي فروع الكافي للكليني رحمه الله بإسناده عن عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نصر ، عن الرضا عليه السلام قال : قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة عن عياله .
  وورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال:" اليد العليا خير من اليد السفلى ، ابدأ بمن تعول : أمك ، وأباك ، وأختك ، وأخاك ، وأدناك فأدناك " .
   وقال الشريف الرضي رحمه الله في كتابه المجازات النبوية:" ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " اليد العليا خير من اليد السفلى " وهذا القول مجاز ، لأنه عليه الصلاة والسلام أراد باليد العالية يد المعطي ، وباليد السافلة يد المستعطى ، ولم يرد على الحقيقة أن هناك عاليا وسافلا ، وصاعدا ونازلا ، وإنما أراد أن المعطى في الرتبة فوق الآخذ ، لأنه المنيل المفضل والمحسن المجمل . وليس هذا في معطى الحق ، وإنما هو في معطى الرفد ومسترفده ، وليس المراد أنه خير في الدين ، بل المراد أنه خير في النفع للسائلين ، وإنما كنى عليه الصلاة والسلام عن هاتين الحالتين باليدين ، لان الأغلب أن يكون بهما الاعطاء والبذل ، وبهما القبض والاخذ ".انتهى.
ولا ريب في أن الله تعالى هو بالطلعية اليد العليا التي بسطت الرزق على عباده فكانت نعمته عليهم، كما لا ريب في أن الإمام عليه السلام هو يد الله تعالى الباسطة في عباده بمقتضى ما جاء في الأخبار من أنهم يد الله وعين الله وجنب الله، فالنبي والإمام صلوات الله عليهما يد الله الباسطة على خلقه بالرأفة والرحمة والمغفرة والنعمة المادية والمعنوية .
  وقد ذكر لقب يد الله الباسطة الحائري في إلزام الناصب وهو لقب مستنبط من الأخبار كما أشرنا إليكم وهو من الألقاب المشهورة في أئمة الهدى عليهم السلام وجرت عليها سيرة الفقهاء والأعلام من غير نكير من أحد منهم في ذلك.
 فإذا جاز إطلاق اللقب على غير الإمام الحجة القائم عليه السلام فبطريق أولى يصح إطلاقه على الإمام القائم أرواحنا فداه وهو إطلاق حقيقي وليس مجازياً كما هو الحال في غيره من ذوي النعمة...وإذا ما كان الإمام عليه السلام هو يد الله كما عبرت عن ذلك الأخبار فكيف لا يكون اليد العليا عند الله تعالى وقد أعطاهم من القدرة ما تعجز عنه العقول ولا تقدر على إحصائه مداد البحور ...؟! ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) وهم كلمات الله تعالى كما جاء في أخبارهم الشريفة....
 وسيرة الفقهاء والمتدينين جارية على تعظيمهم بألقاب عظيمة منها أنهم اليد العليا لله تعالى ، وهنا أبيات من الأُزرية الرائعة تكشف عن أنهم عليهم السلام اليد العليا لله تعالى ، فقال الشيخ الأُزري أعلى الله مقامه:
أيّها الراكبُ المجِدّ رُوَيداً                   بقلوبٍ تقلَّبتْ في جَواها
إنْ تراءَتْ أرضُ الغرّيينِ فاخضَعْ         واخْلَعِ النعلَ دونَ وادي طُواها
وتواضع فَثَمّ دارةُ قدسٍ                     تَتَمنّى الأفلاكُ لَثْمَ ثَراها
   وإذا شِمْتَ قُبّةَ العالم                     الأعلى وأنوارُ ربّها تَغْشاها
 قل له والدموعُ سَفْحُ عقيقٍ                والحشا تَصْطلي بنار غَضاها 
 يا ابن عمّ النبيّ أنت يد الله               الَّتي عَمّ كُلّ شيءٍ نَداها
 أنت قرآنُه القديمُ وأوصا فُك             آياته الَّتي أوحاها
خصّك الله في مآثر شتّى                  هي مثلُ الأعداد لا تتناهى
ليت عيناً بغير رَوْضك تَرْعىَ            قَذِيَتْ واسْتَمَرّ فيها قَذاها
أنت بعد النبيّ خيرُ البرايا                والسما خيرُ ما بها قمراها
لك ذات كذاته حيث لولا                  أنّها مثلُها لَما آخاها
قد تَراضَعْتُما بِثدْي وصالٍ                كان من جوهر التجلَّي غذاها
لك في مُرتَقى العُلى والمعالي            درجات لا يُرْتقى أدناها
لك نَفْس مِنْ معدن اللطفِ صِيغَتْ       جَعَلَ الله كُلّ نَفسٍ فِداها
يا أخا المصطفى لديّ ذنوب             هي عين القذى وأنت جلاها
 وما ثبت لأمير المؤمنين عليه السلام هو بعينه ثابت لجميع أولاده المطهرين عليهم السلام ومنهم الخاتم الإمام المهدي عليه السلام ، فقد ورد عن محمد عن محمد بن الحسين عن البزنطي عن حسان الجمال عن هاشم بن أبي عمار الجنبي  قال سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : أنا عين اللَّه وأنا يد اللَّه وأنا جنب اللَّه  وأنا باب اللَّه » .
وورد في زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام في الصحيح عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام معلّماً الشيعة كيف يخاطبونه في زيارتهم له يوم ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فقال:".. السلام عليك يا عين الله الناظرة ويده الباسطة ولسانه المعبر عنه في بريته أجمعين...". والمراد من اليد الباسطة أي العليا الممدودة من السماء إلى الأرض لتعطي الحياة المعنوية والمادية لخلوقاته بإذن الله تعالى، من هنا ورد عنهم بأن الإمام الحجة عليه السلام عند خروجه الشريف يضع يده على رؤوس العباد فتكمل عقولهم، فسبحان الله من عظيم أعطاهم القدرات الربانية فلا يضاهيهم أحد على الإطلاق فإنهم أحباؤه وسفراؤه وحججه وبالتالي فلا تستبعدن أن يكونوا يده العليا المبسوطة على عباده....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 22 جمادى الثانية 1436هـ.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1160
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29