• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : علم الرجال .
              • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .
                    • الموضوع : الحديث المروي عن الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام مرسل / لا يجوز الإحتجاج في باب العقائد بالأخبار الضعيفة / الكشف عن مورد الحديث / الحديث لا يتوافق مع طهارة النبي وآله الطيبين المطهرين عليهم السلام .

الحديث المروي عن الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام مرسل / لا يجوز الإحتجاج في باب العقائد بالأخبار الضعيفة / الكشف عن مورد الحديث / الحديث لا يتوافق مع طهارة النبي وآله الطيبين المطهرين عليهم السلام

الإسم : *****

النص :
و در مجمع البيان در تفسير آية شريفة سقاهم ربّهم شراباً طهوراً از حضرت صادق عليه السلام آورده است: يطهرهم عن كل شي‌ء سوى الله إذ لا طاهر من تدنّس بشي‌ء من الأكوان إلا الله. 
 مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌۱۰، ص: ۶۲۳
آيا سند اين حديث صحيح است؟
 
الموضوع العقائدي والرجالي: الحديث المروي عن الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام مرسل / لا يجوز الإحتجاج في باب العقائد بالأخبار الضعيفة / الكشف عن مورد الحديث / الحديث لا يتوافق مع طهارة النبي وآله الطيبين المطهرين عليهم السلام.
بسمه تعالى
 
الجواب
السلام عليكم
    روى الشيخ الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان في سورة الإنسان الرواية التي تقدمت في سؤالكم، شارحاً قوله تعالى:( وسقاهم ربهم شراباً طهوراً)، مفصلاً أحوال أهل الجنَّة من دون تمييز بين المعصومين وغيرهم، وهي رواية مرسلة لا سند لها، ولا يجوز الإحتجاج بالأخبار الضعيفة على المطالب العقائدية والفقهية بل المطلوب في المجال العقائدي أن يكون الخبر صحيحاً سنداً ودلالة وهما مفقودان في الخبر المتقدم؛ لأنه ينسب الدنس الدنيوي إلى النبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ثم يوم القيامة يطهرهم الله تعالى منه، وهو خلاف آية التطهير والأخبار الكثيرة التي فاقت التواتر بمرات تشير إلى طهارتهم المطلقة في الدنيا والآخرة...  وظاهر قوله في ذيل الرواية:( رووه عن جعفر بن محمد عليهما السلام)  أن المخالفين هم الراوون لهذه الرواية عن إمامنا الصادق عليه السلام، ولا يجوز لنا شرعاً الاعتماد على أخبار المخالفين في نشر العقائد والأحكام الشرعية، وذلك لاعتقادهم بعدم عصمة أهل البيت سلام الله عليهم، ولكن على فرض صحتها فلا تشمل المطهرين من حجج الله على خلقه، عنيت بهم النبي وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، إذ ما من عام إلا وله مخصص واستثناء، والنبي وآله مستثنون من عملية التطهير يوم القيامة... بل غاية ما تدل عليه الرواية إنما هو تطهير من لم يكن مطهراً في الحياة الدنيا، فأغلب الخلق ملوثون بالمعاصي والبعد عن جناب المولى تبارك وتعالى حتى على مستوى ترك الأولى إلا النبي وآله الطاهرون سلام الله عليهم فإنهم طاهرون مطهرون من كل دنس ورجس وابتعاد عن جنابه الأقدس حتى على مستوى ترك الأولى وحظوظ النفس، من هنا أكدت الأخبار الشريفة طهارتهم المطلقة من كل ما سوى الله تعالى وهي متوافقة مع قوله تعالى في آية التطهير( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فقد ميزهم الله تعالى عن عامة خلقه من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، فلا طهارة كاملة لغير النبي وآله كما لا حبيب كاملاً عند الله تعالى إلا للنبي وآله كما جاء في الأخبار التي منها ما ورد في زيارة آل ياسين بقوله الشريف( لا حبيب إلا هو وأهله). والمحبة التامة فرع الإنقياد التام، فتأمل.
 ومورد الخبر المتقدم إذهاب الدنس المادي والمعنوي الذي تغلغل في أجسام العباد وأرواحهم، كلٌّ بحسب مقامه وسيره وسلوكه البطيئين، فيطهرهم الله تعالى يوم القيامة بشرابٍ طهورٍ، وأين هذا من النبي وآله الذين شهد الله تعالى لهم بأنهم طاهرون مطهرون من كل دنس ورجس مادي ومعنوي في الدنيا فلا يحتاجون إلى تطهير ثانٍ يوم القيامة، فهم تامون في الطهارة المادية والمعنوية بعامة مراتبها ومصاديقها....فهم ليسوا بحاجة إلى تجديد الطهارة القلبية فضلاً عن المادية، وذلك لأن الله تعالى أعطاهم كمال الطهارة في الدنيا بل مقتضى الأخبار الكثيرة أن الله تعالى خلق الجنّة من فاضل طينتهم الطيبة الطاهرة، فالجنة منهم وإليهم ولشيعتهم ومواليهم... 
  وبعضهم حمل التطهير يوم القيامة على الطهارة المعنوية إلا أن الصحيح هو الحمل على الأعم فتشمل الطهارتين معاً – المادية والمعنوية - وعلى فرض أن الخبر المتقدم يشير إلى الطهارة القلبيّة التي هي أعلى مراتب الطهارة، فلا تشمل النبي وآله عليهم السلام بل لا تشمل الأنبياء لأن المقصود منها هو طهارة القلب من التوجّه عن كلّ ما سوى الله تعالى ، وقد كانوا متصفين بالتوجه التام إلى الله تعالى إلا أن النبي وآله أكثر توجهاً من النبي إبراهيم ومن عامة الأنبياء عليهم السلام، فهم أصحاب التوجه المطلق وهو مقام فوق المقام التام الذي اتصف به الأنبياء الذين تركوا الأولى بخلاف آل محمد فإنهم لم يفعلوا ذلك بل فنوا في ذات الله تعالى وقد سبقوا غيرهم من الأنبياء والمرسلين في القرب الإلهي، لذا هم أحبُّ خلقه إليه تعالى حسبما أشرنا أعلاه...وهو تعالى حسبنا ونعم الوكيل....والسلام .
 
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
     محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 14 ذي الحجة 1436هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1193
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29