• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لا تجوز صحبة الكافر إلا بشروط / الناصبي أشدّ كفراً من الكافر .

لا تجوز صحبة الكافر إلا بشروط / الناصبي أشدّ كفراً من الكافر

  سلام عليكم سماحة الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي ...أتمنى لكم دوام الصحة و العافية ...عندي عدة أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها، منها السؤال الآتي: 

    هل يجوز اتخاذ أصدقاء من المخالفين إن كانوا ممن لا يكرهون أهل البيت ولا يكرهون الشيعة مع علمهم بعقيدتهم (أنا أعلم بأنهم كفار ولكن هل صداقة الكافر محرمة ؟).
 
الموضوع الفقهي: لا تجوز صحبة الكافر إلا بشروط / الناصبي أشدّ كفراً من الكافر / لا تجوز صحبة الناصبي بسبب بغضه لأهل البيت (سلام الله عليهم) / لو دعت الضرورة إلى صحبة الناصبي فهنا شروط لا بُدَّ منها .
بسمه تعالى  
 
   الجواب:لا تجوز صحبة الكافر إلا ضمن شروط منها: عدم جواز التنازل عن العقيدة الدينية والتساهل فيها، قال تعالى ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) والذي نفهمه من الولاية هنا الصداقة الصادقة كنصرته في باطله وفساد عقيدته وتقويته على المؤمنين، ومن الكافرين كل من كان عدواً للإسلام والمسلمين ، والقرينة على هذا المعنى قوله تعالى بلا فاصل : ( ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّه فِي شَيْءٍ ) ــ أي أن صداقة المسلم للكافر معناها قطع الصلات بالكامل مع اللَّه تعالى ــ ، قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام:" صديق عدوك عدوك " ( إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً ) هذه رخصة بالمداراة عند الخوف فقط ، ثم أكد سبحانه ذلك بهذا التحذير :( ويُحَذِّرُكُمُ اللَّه نَفْسَه ) تهديد بالعذاب الشديد لمن يتولى قوماً طاغين مجرمين .
ومنها: عدم جواز تقديمه على المؤمنين؛ ومنها عدم مداهنته على حساب الدين؛ ومنها: عدم جواز نصرته في تحقيق مبتغاه وتأمين مشاريعه المؤدية إلى انتصاره على المؤمنين؛ ومنها: عدم جواز محبته والولاء له، بحيث يشمل الولاء الديني والسياسي المؤدي إلى انتشار باطله وفساد عقائده وتغرير المؤمنين بذلك.
  ولا بأس أن تكون الصحبة لأجل تجارة أو صناعة وما شاكل ذلك، لكن شريطة أن لا تؤدي إلى واحدٍ من المحاذير التي أشرنا إليها أعلاه.
  ومعنى الكافر هو :كل منكر للإسلام ونبيّه وما جاء به من عند الله تعالى، ومما جاء به من عند الله تعالى تنصيب أهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم) أئمةً وقادةً وولاة وهداة، فمن أنكر واحداً منهم دخل في زمرة الكافرين، وحيث إن المخالفين منكرون لما جاء به النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله ــ بحق أهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم) ــ لذا نحكم عليهم بالكفر، وذلك للنكتة التي أشرنا إليها، ولإنكارهم الضرورات القطعية عند الشيعة الإمامية بالشرط الذي أوضحناه في بحوثنا الاستدلالية حول الموضوع، وهو ما ذكرتموه في سؤالكم المتقدم، وكما لا تجوز صحبة الكافر إلا ضمن شروط سبق منا بيانها، كذلك الحال في الناصبي، فلا تجوز مصاحبته بطريقٍ أولى، باعتباره أشدَّ كفراً من عامة الكفار، ومعنى الناصبي هو كلُّ من نصب العداوة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وشيعتهم الموالين ــ وليس كل شيعي موالٍ لهم، بل اليوم لدينا شيعة نواصب على الموالين كأتباع الوحدة وعمائم السوء وفقهاء الضلالة ــ لأن مصاحبة العدو المتجاهر ببغضه لأهل البيت عليهم السلام والمنكر لولايتهم وإمامتهم وظلاماتهم ومعاجزهم ومعارفهم وأحكامهم، هي عداوة لأهل البيت عليهم السلام إلا إذا كانت صحبتهم للإحتجاج عليهم وردهم عن نصبهم وعداوتهم وإلقاء الحجة عليهم شريطة أن يكون الشيعي ذا عقيدة صحيحة ومستقيمة بحيث لا يتأثر بالناصبي ولا ينبطح على بطنه لإرضائه ونيل مراده وتضعيف التشيع، وإلا فلا تجوز الصحبة أبداً. ويشهد لما قلنا إن القرآن الكريم ذكر صحبة المؤمن للكافر من أجل الاحتجاج عليه وعدم الميل إلى عقيدته، فلا بدَّ من محاورته بالعقيدة لإفحامه وكسره، وهو ما ذكرته الآية الآتية: ( وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ) الكهف34.
 
حررها كلب آل محمد محمد جميل حمود العاملي
لبنان/ بيروت بتاريخ 28 صفر 1437 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1368
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16