• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : ماهو الدليل على إعطاء الخمس الى العلماء العدول أرجو التفصيل في الاجابة، ولماذا لا يقوم الفرد بصرف الخمس في الأمور المطلوبة منه دون الرجوع إليهم ؟ .

ماهو الدليل على إعطاء الخمس الى العلماء العدول أرجو التفصيل في الاجابة، ولماذا لا يقوم الفرد بصرف الخمس في الأمور المطلوبة منه دون الرجوع إليهم ؟

الإسم: *****

النص:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 كيف حالك شيخنا الكريم 
 يوجد عندي سؤال أرجو منك الإجابة عليه وشكرا شيخنا الكريم 
السؤال : ماهو الدليل على اعطاء الخمس الى العلماء العدول أرجو التفصيل في الاجابة ولماذا لا يقوم الفرد بصرف الخمس في الامور المطلوبه منه دون الرجوع إليهم ؟.

الموضوع الفقهي: ماهو الدليل على إعطاء الخمس الى العلماء العدول أرجو التفصيل في الاجابة، ولماذا لا يقوم الفرد بصرف الخمس في الأمور المطلوبة منه دون الرجوع إليهم ؟.
بسمه تعالى
 
   الجواب: إن الخمس هو مالٌ خاص برسول الله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وذريتهم من السادة الموالين، فصاحبه الأصلي هو إمامنا الحجة القائم (سلام الله عليه)، فصرفه من دون إذنه عليه السلام يعتبر تصرفاً بماله الشخصي من دون ترخيصه، وليس هناك ترخيص صريح بصرفه من دون إذنه عليه السلام سوى سهم السادة حيث هناك ترخيص بصرفه على السادة الفقراء شريطة أن يكونوا ملتزمين بعقيدة أهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم؛ وحيث إن للإمام الحجة القائم (أرواحنا له الفداء) نواب عنه في التبليغ واستنباط الأحكام من الكتاب والأخبار الشريفة معاً، وهم الفقهاء العدول ممن اتصفوا بصفة الولاء لهم والبراءة من أعدائهم ، فالاحتياط يقتضي إيصال الخمس إليهم لكي يصرفوه في موارده المقررة، لا أن يصرفوه على بطانتهم وحواشيهم والمقربين إليهم كما هو ملحوظ عند بعض المرجعيات اليوم، حيث باتوا يتصرفون بالخمس وكأنه ملك خاص لهم ولجيوبهم لا سيما أولئك الذين يلصقون بأنفسهم الولاية العامة التي هي حقٌّ خاص بأئمة الهدى (سلام الله عليهم) ويحاربون الفقهاء الموالين الذين لا يتوافقون معهم بالمسلك الفقهي والعقدي..!!
  إن الفقيه الموالي اليوم هو النائب عن الإمام المهدي عليه السلام وليس أولئك الولايتيين الذين تفوح منهم رائحة أبي بكر وعمر وعائشة...!
   إن الفقيه الذي تتوفر فيه صفات التولي والتبري ويقوم بمجاهدة أعداء آل محمد ويرفع من معالم التشيع بالذود عن حياضه المقدسة، هو من تُعطى له الأخماس وتجبى إليه الزكوات ليوزعها على الفقراء والمساكين، وقد أجبنا فيما مضى على سؤال وجّه إلينا حول موضوع توزيع الخمس في عصر الغيبة الكبرى، وقلنا هناك بأنه ليس ثمة أخبار تأمر بإعطاء الخمس للفقيه الجامع للشرائط من العدالة والتقوى والعقيدة الصحيحة وموالاة أئمة الهدى والتبري من أعدائهم وغير ذلك،كلُّ ما في الأمر أن هناك قواعد عامة مستنبطة من الأخبار الشريفة تشير إلى أن الفقيه العادل نائب عن الإمام الحجة المنتظر عليه السلام في عصر الغيبة في الأمور الحسبية والتي منها رعاية الفقراء بتوزيع الأخماس والزكوات والصدقات والهبات عليهم حتى لا يكون ثمة سلطة للفسقة بالإستيلاء على حقوق الإمام عليه السلام بدلاً من الفقيه الذي له ولاية الحفظ ورعاية مصالح الإمام عليه السلام وهذا أمر كان شائعاً في عصورهم عليهم السلام حيث كان لهم وكلاء عنهم يستلمون نيابةً عنهم الأخماس والزكوات لتوزيعها على الفقراء، فالفقيه نائب ووكيل وأمين على هذه الأموال وليس وليَّاً عليها يتصرف بها كيفما شاء كما قد يتصوّر السائل أو السائلة،كما يجب الدفع إلى الفقيه إذا انطبق عليه عنوان الفقير فهو أحق بالخمس من غيره لما يتوقف عليه حفظ الدين والدفاع عنه كما تتوقف عليه حفظ طلبة العلوم ورعاية شؤونهم والصرف على الفقراء منهم، بالإضافة إلى كون الفقيه مأوى الفقراء وأهل الحاجة يقصدونه للمساعدة ودفع العوز عنهم...!!
 فهنا عنوانان لوجوب الدفع إلى الفقيه العارف الموالي والمتبرء : الأول: كونه فقيراً، والثاني: كونه مقصداً للفقراء وحافظاً للأحكام؛ فإذا لم يُعطَ من الخمس فيضطر إلى كسب عيشه بترك التفرغ لحفظ الأحكام والاستمرار بحلّ مشاكل الناس والإجابة على إستفتاءاتهم وما شاكل ذلك، فإعطاؤه الخمس لا يعني بالضرورة تسلطه عليه والتصرف به كيفما تحلو له نفسه، بل هو مشروط بما أشرنا إليه آنفاً..
  ولنا أيضاً جواب آخر حول كيفية توزيع الخمس في عصر الغيبة الصغرى منشور على موقعنا الألكتروني تحت عنوان:"كيفيّة تصرّف السفراء بالأخماس في الغيبة الصغرى" جدير بكم مراجعته.
   ولا فرق في كيفية التصرف بالخمس بين الغيبة الصغرى والكبرى، فهما من باب واحد، ومن جملة ما قلناه هناك بعد سؤال وجِّه إلينا هو التالي:هل توجد شواهد على هذة الأموال أين صرفت والى أي جهة أُرسلت ووجه الانتفاع بها خلال غيبة الامام سلام الله عليه في الغيبة الصغرى التى امتدت سبعين سنه ؟.
  وأجبنا بما يلي: لقد أجبنا إجمالاً على هذا السؤال عندما قلنا بأن السفراء كانوا يجمعون الأخماس من الشيعة الموالين، وهذا الأمر مع بيان الأحكام الشرعية هو من صلب مهامهم في السفارة المهدوية على صاحبها آلاف السلام والتحية، فعندما نعتقد بأن السفراء كانوا دعاة إلى الإمام المهدي عليه السلام وكانوا وكلاءه، فإن ذلك يستلزم الوثوق بهم وأنهم كانوا يوصلونها إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بحذر وخوف وكتمان شديد ــ بسبب الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها ــ من جلاوزة النظام العباسي، ولا يهمنا حينئذ كيف كان يوزع السفراء المال عند تفويض الإمام المهدي (أرواحنا فداه) لهم بذلك، وهو الراجح في بعض الأموال قطعاً لا سيَّما وأن هذه الأموال يجب إيصالها إلى مستحقها من الفقراء الشيعة ، وحيث كان التوزيع للأموال سرياً بسبب التقية والكتمان والحذر الشديد فلا يسعنا إلا التسليم بقلة الأخبار الدالة على من أُنفقت تلك الأموال من العوائل الشيعية، فلا توجد أخبار كثيرة تشير إلى أسماء العوائل التي كان يصلها أموال من الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام عبر وكلائه المخصوصين، نعم ثمة أخبار قليلة تدلنا إلى توزيع بعض السفراء الأموال على بعض المحتاجين نظير ما ورد في شأن السفير حسين بن روح مع العقيقي الذي احتاج أموالاً فطلبها من علي بن عيسى الوزير فرفض طلبه فقال له العقيقي: إني أسأل من في يده قضاء حاجتي، فقال له الوزير : من هو ذلك؟قال له العقيقي: الله عز وجل، قال: فجاءني رسول من عند حسين بن روح فسألني عن حالي فشكوت إليه ما جرى عليَّ فذهب من عندي وأبلغ حسين بن روح فجاءني الرسول بمئة درهم عدد ..راجع الغيبة للشيخ الطوسي صفحة 193وهكذا أرجعوا إلى ما ورد في كتاب منتخب الأثر في قصة أبي جعفر العمري وكيل الإمام المهدي عليه السلام حيث أرسل إلى محمد بن متيل ثويبات ملّمة وصريرات فيها دراهم قائلاً له: تحتاج أن تصير نفسك إلى واسط في هذا الوقت...راجع القصة في منتخب الأثر ص 401ح7 الباب الثالث في ذكر حالات سفرائه ونوابه في الغيبة الصغرى...وراجع أيضاً كتاب الغيبة للطوسي في فصل  في بيان ذكر ابي الحسين محمد بن جعفر الاسدي حيث جاء في التوقيع من الإمام عليه السلام:" بالري محمد إبن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا" وخبر الكاتب المروزي في قصة الألف دينار التي راسل بشأنها الإمام الحجة الملقب بالغريم صلوات الله عليه فأحاله الإمام عليه السلام قائلاً له:" إن أردت أن تعامل احداً فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري..".
  وروي في خبر محمد بن شاذان النيشابوري قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهماً فلم أحب أن ينقص هذا المقدار، فوزنت من عندي عشرين درهماً ودفعتها إلى الأسدي ولم اكتب بخبر نقصانها..فورد الجواب: قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون ومات الأسدي..الغيبة للطوسي صفحة 258.
   من هذا الخبر وأمثاله نعرف بأن الإمام عليه السلام كان يصله الأموال عبر الوكلاء، وكان الوكلاء يوزعون بعض الأموال على الفقراء بأمر من الإمام المهدي عليه السلام، فإذا لم يجز للوكلاء الخاصين صرف الخمس من دون إذن الإمام عليه السلام بالرغم من حضوره، فكيف يجوز صرفه حال غيابه...؟!! إن القدر المتيقن في مورد الخطابات الأخبارية الواردة عن أئمة الهدى (سلام الله عليهم) هو أن يصرف سهم الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بإذن الفقيه الموالي المرابط على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده من عفاريت فقهاء الضلالة في عصر الغيبة، ولا يجوز إعطاؤه لفقهاء ولاية الفقيه ولا فقهاء حزب الدعوة ولا لأي فقيهٍ مشكك بمعالم التشيع ويسعى نحو الوحدة بين المذاهب المبتدعة.
  ولو كنا نملك الوقت الكافي للتنقيب في المصادر الحديثية لربما عثرنا على أخبار أخرى تتناول طريقة توزيع الإمام المهدي عليه السلام على المحتاجين من الشيعة الموالين، وما ذكرناه وافٍ بحمد الله تعالى على بيان وتوثيق ما سألتم عنه، والله تعالى حسبي عليه توكلت وإليه أُنيب والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 
حررها العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 20 ربيع أول 1438 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1379
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20