• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لقب " شهيد" لا يجوز إطلاقه إلا على الشيعي ضمن شروط .

لقب " شهيد" لا يجوز إطلاقه إلا على الشيعي ضمن شروط

الإسم: *****

النص: 
بسم الله الرحمان الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد
 واهلك اعدائهم
 السلام عليكم مولانا ومرجعنا الشيخ العاملي وعلى إدارة المكتب الخاص بكم
 تحية طيبة وخالصة لكم ولمحبي آل الله
    بعد إجابتكم السابقة والقيِّمة على أسئلتي دفعني ذلك لتكرار عدد من الأسئلة متمنياً منكم الإجابة كما عهدنا منكم ذلك :
   السؤال الأول: شيخنا العاملي: في العراق تحصل تفجيرات ويموت كثيرٌ من الناس لكن بعض من يموت عند التفجير هناك السني والشيعي والسكير والمؤمن والزاني والمنافق والعالم والجاهل والمسيحي و...!!.
 شيخنا ما هو حكم الذي يموت من إثر هذه التفجيرات.. ؟!.
   السؤال الثاني: بعض من يذهب لقتال داعش وأشباههم من أولاد عائشة يذهب حمية ودفاعاً عن المقدسات لكن هناك من يذهب لقتال داعش من أجل الراتب الشهري والوظيفة والأموال سواء بالانتماء في سلك الدولة أو الحشد المقدس (حفظ الله أنصار العقيدة المخلصين).
   سؤالي عن هذا الحكم واذا قتل هذا الشخص فهل يحكم علية بأنه شهيد رغم أن نيته كانت الراتب والأجر المالي ؟
   السؤال الثالث: لقد رأيت بأُم عيني أن بعض العلماء الذي يعيشون حياة قاسية وطبيعية في الظاهر رأيتهم يملكون الكثير من السيارات والمشاريع حتى عند مرضهم يتعالجون في مستشفيات خارج العراق ويقومون بالسفر المستمر والكثير مع العلم بأن مثل هكذا أُمور تحتاج لتسهيلات مالية كثيرة ما رأيكم بذلك مع أني رأيت كثيراً من العلماء الربانييين المخلصين يعيش في حياة صعبة ولا يقوم بما يقوم به غيره .
 في الختام أشكر الله وآل الله لنعمة مراسلتكم وأدعو الله في أن يحفظكم  ذخراً لنصرة الدين
 اللهم صل على محمد وال محمد

الموضوع الفقهي: لقب " شهيد" لا يجوز إطلاقه إلا على الشيعي ضمن شروط / من مات مظلوماً لا يعني أنه من أهل الجنَّة / العلماء الفقراء هم المحقون من الشيعة / جمع الأموال لا يكون إلا على حساب التشيع ومداهنة أعداء الأئمة الطاهرين عليهم السلام . 
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     نتمنى لكم وفور الصحة ودوام الثبات على ولاية آل محمد عليهم السلام والبراءة من أعدائهم لعنهم الله تعالى، ونرجو ألا تنسونا من دعائكم الشريف في خلواتكم، وجعلنا وإياكم من خَدَمَةِ دينهم والدفاع عنهم والذود عن حياضهم الشريفة...وبعد.
استعراض الأسئلة والإجابة عليها: 
السؤال الأول: شيخنا العاملي: في العراق تحصل تفجيرات ويموت كثير من الناس لكن بعض من يموت عند التفجير هناك السني والشيعي والسكير والمؤمن والزاني والمنافق والعالم والجاهل والمسيحي و...!!. شيخنا ما هو حكم الذي يموت من اثر هذه التفجيرات.. ؟!.
الجواب على السؤال الأول: من يموت إثر تفجيرات مهلكة لا يعني أنَّه صار من أهل الجنّة حتى لو كان من أعوان فرعون ونمرود وقوم عاد وثمود ولوط، فمن مات مظلوماً على يد ظالم عنيد أو غير ظالم ــ سواء كان موته ذبحاً أو حرقاً أو غرقاً أو هدماً ــ لا يعطيه ذلك صكّ براءة من النيران، لأن الموت بسبب من الأسباب هو نهاية الحياة فقط، وتبقى التبعات إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وهي قابلة للعفو بحسب ما كان عليه المقتول من العقيدة الصحيحة، فإن كان من المؤمنين بولاية أمير المؤمنين وسيِّدة نساء العالمين وأولادهما المعصومين عليهم السلام فهو من أهل النعيم ومن أصحاب اليمين وإلا فهو من أهل الجحيم حتى لو مات بأشنع موتة لم يسبقه إليها أحد من العالمين؛ فمن مات في تفجير يعود إلى ما منه كان وإليه ينتسب بعقيدته ومنهاجه، فالعمريون والبكريون يرجعون إلى أبي بكر وعمر، والنصارى يرجعون إلى بطرس ويهوذا وبالتالي يرجعون إلى إنجيلهم المحرَّف وكذلك اليهود يرجعون إلى السامري ومن حرّف التوراة، وبقية المنافقين كلٌّ يرجع إلى ما منه بدء في عقيدته الفاسدة، والموت قنطرة يعبر عليها كلّ فرد بحسب عقيدته، وعلى ضوئها يحاسب ويعاقب أو يثاب وينعَّم...ولو كان الموت الشنيع ــ كالحرق والذبح وما شاكله ــ يرفع العقاب عن صاحبه لما كان هناك عقاب ولا حساب على الكثيرين من أصحاب الديانات الفاسدة والمذاهب الباطلة، ولتساوى المؤمن بالمخالف واليهودي والنصراني والزنديق...وهذا خلاف العدالة الإلهية التي تعطي كلّ فرد حقه بحسب ما أمر الله تعالى، ولم يرد ذكر في آيات الكتاب الكريم ولا أخبار النبيّ الأعظم وأهل بيته المطهرين (سلام الله عليهم) بسقوط العقاب عمّن مات حرقاً أو غرقاً أو ذبحاً حتى لو كان مثل الدواعش وبقية النواصب، فإن منهم من يموت ذبحاً أو حرقاً ولا أحد من المسلمين يعتقد بأنهم من أهل الجنان ومرافقة الأنبياء والأولياء...! كيف وهم نواصب لئام وظلمة شداد، بل حتى علمائهم يعتقدون بدخولهم النار...فليس المناط هو الموت قتلاً لكي يسقط عن المقتول الحساب والعقاب، بل المناط هو ما يحمله المقتول من العقيدة، فإن كانت عقيدته صحيحة فهو من أهل الرحمة، وإلا فهو من أهل العذاب والنقمة... إن الإنسان لا يستحق ثواباً بعد موته إلا بأسباب خاصة منصوصة؛ وقد دلت نصوصنا الصحيحة الشريفة أن من مات على غير ولاية أئمة الهدى ومصابيح الدجى فهو من أهل النار حتى لو ذبح على فراشه كما في موثقة ميسرة بياع الزطي التي رواها الحر العاملي مختصرة عن مولانا الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:" أي البقاع أعظم حرمة ؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : يا ميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة،  وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ، ووالله لو أن عبدا عمره الله ما بين الركن والمقام ، وما بين القبر والمنبر ، يعبده ألف عام ، ثم ذبح على فراشه مظلوماً كما يذبح الكبش الأملح ، ثم لقى الله عز وجل بغير ولايتنا ، لكان حقيقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في نار جهنم" . راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج 1 ص 94 ح 16، وعقاب الأعمال للصدوق ص 250 ح 16.
 وقد رواها كاملة الشيخ الصدوق في عقاب الأعمال وهي الآتي: قال حدثني محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد قال حدثني إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن قيس[ الصحيح :ميسر] بياع الزطي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك ان لي جارا لست أنتبه إلا على صوته أما تاليها كتابا يختمه أو يسبح لله عز وجل قال إلا أن يكون ناصبيا ، فسألت عنه في السر والعلانية فقيل لي انه مجتمع المحارم ، قال : فقال يا ميسرة يعرف شيئا مما أنت عليه قلت الله أعلم فحججت من قابل فسألت عن الرجل فوجدته لا يعرف شيئا من هذا الامر فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بخبر الرجل فقال لي مثل ما قال في العام الماضي يعرف شيئا مما أنت عليه قلت لا قال يا ميسرة أي البقاع أعظم حرمة ؟ قال قلت الله ورسوله وابن رسوله اعلم قال يا ميسرة ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة والله لو أن عبدا عمره الله فيما بين الركن والمقام ألف عام وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثم ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الأملح ثم لقى الله عز وجل بغير ولايتنا لكان حقيقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في نار جهنم ".
 وروى الصدوق في كتابه عقاب الأعمال في نفس الباب وبهذا الاسناد ، عن حنان بن سدير قال سمعنا أبا جعفر عليه السلام يقول أن عدو علي عليه السلام لا يخرج من الدنيا حتى يجرع جرعة من الجحيم وقال سواء على من خالف هذا الأمر صلى أم صام . وفي حديث آخر قال الصادق عليه السلام الناصب لنا أهل البيت لا يبالي صام أم صلى أو زنا أو سرق أنه في النار . 
  وقد عقد المحدث الجليل الحر العاملي قدس سره باباً كبيراً من الأخبار حول بطلان عبادة التارك لولاية أمير المؤمنين وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، فليراجع في الوسائل ج 1 ص 90 باب 29.
  وبالجملة: لا يجوز إطلاق لقب "الشهيد" على كلّ من قتل في حرب مع الأعداء، بل للشهيد صفات ومواصفات أكدت عليها أخبارنا الشريفة منها: أن يكون مؤمناً بأهل البيت (سلام الله عليهم) عارفاً بحقهم ومتبرياً من أعدائهم ولا يميل إليهم ولو بكلمة ؛ ومنها أن لا يكون مشككاً بفضائلهم ومعاجزهم ومعارفهم وظلاماتهم ومآسيهم، ومنها: أن لا يحسن الظن بالمخالفين ولا يتقرب إليهم؛ ومنها: أن لا يعادي الشيعة الموالين للأئمة الطاهرين عليهم السلام وينصب العداوة للشيعة الموالين لأجل الدنيا والرياسة والتحزب؛ ومنها أن لا يكون بترياً يجمع بين الولاء لأهل البيت عليهم السلام وبين الولاء للخط السني العمري، وقد فصّلنا موضوع البترية: توجهاتهم /معالمهم وأوصافهم/ نشأتهم/ عقائدهم...في كتابنا الجليل الموسوم بـ "الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السلام" فليراجع. 
  وما نراه اليوم على الساحة الشيعية الحزبية يغاير ما جاء في الأخبار الشريفة حيث صار البتريون من الشيعة اليوم يطلقون لقب "شهيد" على السني والناصبي والنصراني..إذا كان متوافقاً مع تحزبهم وتوجهاتهم السياسية والسلطوية...!! حسبي الله ونعم الوكيل وسيعلم الذين ظلموا آل محمد ومواليهم أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
     السؤال الثاني: بعض من يذهب لقتال داعش وأشباههم من أولاد عائشة يذهب حمية ودفاعاً عن المقدسات لكن هناك من يذهب لقتال داعش من أجل الراتب الشهري والوظيفة والأموال سواء بالانتماء في سلك الدولة أو الحشد المقدس (حفظ الله انصار العقيدة المخلصين).
سؤالي عن هذا الحكم واذا قتل هذا الشخص فهل يحكم علية بأنه شهيد رغم أن نيته كانت الراتب والأجر المالي ؟
بسمه تعالى
  الجواب: من كانت نيته في قتال داعش والزنادقة المجرمين هو تحصيل المال والجاه والسلطة من دون الاعتقاد بأنهم كفرة وأعداء لأهل البيت (سلام الله عليهم)، بل كان قتاله لهم لأجل الراتب الشهري، فلا ثواب له عند الله تعالى ولا يعتبر شهيداً، إذ إن مفهوم الشهيد عندنا نحن الشيعة الإمامية هو من شهدت له الملائكة بأنه كان مع الحق وقتاله كان لأجل الحق وإزهاق الباطل، ومن جاهد لأجل المال والنساء وغيرها من الغايات الدنيوية بعيد عن الحق وأهل الحق، فالملائكة لا تشهد له بأنه مع الحق، لأنه كان مع الباطل وجاهد أهل الباطل لأجل باطل آخر.
  وليس بالضرورة أن يكون كل من قتل تحت راية التشيع يكون ناجياً ، فإن بعضهم قد يقاتل من أجل الدنيا وحطامها ، وقد يقاتل حمية وعصبية ، ومنهم من يقاتل على الأحساب ، أو من أجل منصب ، أو لأي سبب آخر؛ وأمثال هؤلاء كثيرون في زماننا كما كانوا في عهد النبوة، والشواهد كثيرة في تاريخ الصحابة الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فهناك من قتل معه ، وقد صرح بأنه إنما يقاتل على الأحساب ، وهناك شهيد الحمار حيث شارك في القتال مع رسول الله في إحدى معاركه مع المشركين، لكي يسترد حماره الذي غصبه منه المشركون..! فمن قاتل الدواعش لأجل الراتب الشهري هو شهيد الراتب الشهري، فجهاده لهم قربة إلى الراتب الشهري وليس قربة إلى الله تعالى بمقتضى ما روي عن المعصومين:" إنما الأعمال بالنيات ولكلِّ امرئ ما نوى" وما روي في صحاح العامة عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : « من كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله فهجرته إلى اللَّه ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » .
 إن القتل في المعركة يجب أن يكون في سبيل الله تعالى وليس في سبيل تحصيل الحظوظ النفسية الدنيوية، وبالتالي فمن يقتل لأجل الراتب لا يجوز إطلاق كلمة "شهيد" عليه، وذلك لخروجه من مفهوم الشهادة حكماً وموضوعاً، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل.
السؤال الثالث: لقد رأيت بأُم عيني أن بعض العلماء الذي يعيشون حياة قاسية وطبيعية في الظاهر رأيتهم يملكون الكثير من السيارات والمشاريع حتى عند مرضهم يتعالجون في مستشفيات خارج العراق ويقومون بالسفر المستمر والكثير مع العلم بان مثل هكذا امور تحتاج لتسهيلات مالية كثيرة ما رايكم بذلك مع اني رايت كثير من العلماء الربانييين المخلصين يعيش في حياة صعبة ولا يقوم بما يقوم به غيره .
بسمه تعالى
   الجواب: غنى بعض العلماء وافتقار بعضهم تمحيص واختبار، فالأغنياء ممتحنون بالإنفاق على الفقراء، والفقراء ممتحنون بالصبر على الفقر وعلى عدم إنفاق الغني عليهم، ومن أغناه الله تعالى ليس بالضرورة أن الله تعالى راضٍ عنه، كما أن فقر الفقير ليس بالضرورة أن الله ساخط عليه، وتحصيل المال له جهاته المحللة والمحرمة، فمن العلماء من يجمع الأموال الحرام، وللحرام طرق كثيرة في تحصيلها واكتنازها وجمعها، ومنهم من يجمعها من الأخماس والزكوات فيملأ كرشه من أموال الإمام المهدي (أرواحنا له الفداء) من دون النظر إلى غيره من الفقراء من جنس مسلكه في العلم، بل لا ينظر إلا إلى نفسه وعياله وحاشيته وبطانته، فمثل هذا سيكون حطب جهنم، لأن الله تعالى لم يفوضه على أموال الإمام المهدي عليه السلام ينفقها كيفما شاء وأنى شاء ولمن شاء من دون استحقاق.
  والسر في امتلاك هؤلاء العلماء الأموال الطائلة يرجع إلى ثلاثة أمور هي ما يلي:
(الأمر الأول): أن يكونوا ممن يداهنون على الحق ويدارون أهل الباطل، فيرخصون لهم النواهي ويحللون لهم ما حرمه الله تعالى ويشاركونهم في الدنيا والسعي نحو تحصيلها...!!
(الأمر الثاني): أن لا يخلو جمعهم للأموال من أن يكون بخلاً في إنفاقه على الفقراء أو كان الجمع من الحرام، وهو ما عبَّر عنه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بقوله الشريف:" ما جمع مالٌ إلا من شحٍّ أو حرام".وقال عليه السلام:" ما جاع فقير إلا بما متع به غني". "ما رأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيع"؛ "لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى" .
"لا تنال نعمة إلا بعد أذى".
(الأمر الثالث): أن يكونوا من أهل الحق إلا أن الله تعالى أغناهم ليرى مدى سعيهم لإعانة الفقراء والمساكين، فإن نجحوا في ذلك كانت الأموال نعمة عليهم وإلا فهي نقمة..وكل عالم ترونه لا ينفق مما أعطاه الله تعالى فهو في طريق الضلال وستكون أمواله حطباً لناره التي يحملها على ظهره.
  ويبدو لنا أن العلماء الفقراء هم المخلصون في كل زمن ومكان، وسبب فقرهم هو قول الحق وعدم المداهنة عليه، ذلك لأن قول الحق لا يترك لعالم مخلص صديقاً ومحباً بمقتضى قوله تعالى:" وأكثرهم للحق كارهون" وغيرها من الآيات الذامة بالأكثرية التي لا تؤمن ولا تعلم ولا تفقه ولا تصدق، ولو لم يكن إلا قول أمير المؤمنين عليّ (سلام الله عليه):" من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلباباً "؛ وورد عنه أيضاً قال:" فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الفقر إلى محبينا أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله ". وفي رواية أخرى:" فان الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي..".
  ولا يعني هذا أن الأغنياء من الموالين ليسوا محبين أو ليسوا شيعة..كلا ! بل إن الفقراء منهم أوثق إيماناً من الأغنياء، والغنى يلازم البطر والتوجه إلى حظوظ النفس والعيش في ظل متطلبات الدنيا والإنغمار في ملذاتها وشهواتها، وهو بدوره مبعد عن جناب المولى لأنه لا يحتاج المتاع والسعي، فكل ما يطلبه متوفر لديه، بينما الفقير يفتقد ذلك فيكون أكثر توجهاً إلى الله تعالى والحجج الطاهرين عليهم السلام، والغني إذا توفرت فيه شروط التوجه إلى الله والحجج عليهم السلام فإنه بمثابة وتد في الأرض وعمود صلب تستقيم عليه موائد الفقراء فيدخل الجنة بغير حساب...!!
  والمحصّلة: إن من داهن الناس على دنياهم امتلأت جيوبه بالمال، وهو ملحوظ عند المتدبر في أحوال الأغنياء من العلماء الذين لم يراعوا حكماً شرعياً ولا أمروا بمعروف ولا نهوا عن المنكر...بل أكثرهم رجال من الجهلاء لم يصلوا إلى مركز علمي معتبر ولا مقام روحي مرموق..بل جاءت بهم السياسة والجهات الخارجية تملي عليهم التوجهات والمشاريع...ولو فسح لنا المجال لذكرنا لكم نماذج حية من هؤلاء المتجلببين بثوب العلم والفقاهة فدرت عليهم الأموال كالمطر...إلا أننا في غنى عنها في ظرفنا الحاضر، ولعلّنا في المستقبل ــ إن كتب الله تعالى لنا الحياة ــــ نذكر نماذج إذا اضطررنا إلى ذلك في حال لم يتحمل كلامنا ذوو الأموال من عمائم هذا العصر وسوف نفضح كلّ من أساء إلى كلامنا بإذن الله تعالى وتوفيق الإمام الحجة القائم روحي له الفداء...!!
 الفقراء من المؤمنين أحباء الله تعالى وهم أول من يدخل الجنة، بينما الأغنياء منهم يتأخرون بدخولهم للجنة، والأخبار كشفت عن ذلك لا يتسع الوقت لاستعراضها لكم...والسلام عليكم.
 
حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 7 ربيع الثاني 1438 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18