• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هو الدليل من الروايات على قولكم إن ملك اليمين لا يجوز الا بحضور المعصوم عليه السلام؟ .

هو الدليل من الروايات على قولكم إن ملك اليمين لا يجوز الا بحضور المعصوم عليه السلام؟

الإسم: *****
النص: السلام عليكم شيخنا
عندي سؤال حول ملك اليمين:
     السؤال: في أحد أجوبتكم قلتم إن ملك اليمين - شراء الجواري والإماء - لا يجوز في زمن الغيبة وإنه لابد من حضور المعصوم عليه السلام، وأنا بحثت عن هذا الموضوع وما وجدت شيئاً من الكتاب والسنة ما يدل على قولكم؛ فما هو الدليل من الروايات على قولكم إن ملك اليمين لا يجوز الا بحضور المعصوم عليه السلام؟
بارك الله فيكم والسلام عليكم

 الموضوع الفقهي: هو الدليل من الروايات على قولكم إن ملك اليمين لا يجوز الا بحضور المعصوم عليه السلام؟
بسمه تعالى

السلام عليكم
   الجواب على السؤال: إن ملك اليمين متفرع على وجود المعصوم وحضوره الشريف، ذلك لأن ملك اليمين هو من شؤونه ومختصاته، يفوِّضه إلى من نصبه الإمام الحُجَّة القائم (سلام الله عليه) عند ظهوره الشريف كما كان الحال في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نزل بحقه الاختصاص الخطاب الإلهي بملك اليمين كنبيّ مرسل، والرسول أعطاه بأمر من الله تعالى إلى أوصيائه المعصومين (عليهم السلام)؛ فقد نزل الخطاب الإلهي على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في آيتين من سورة الأحزاب وهما الآية رقم خمسين واثنين وخمسين، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) الأحزاب 50.
  وقوله تعالى (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب 52.
  وما جاء في الآيات الأخرى من جواز تملك المؤمنين للجواري والإماء، فهو تبعٌ ــ وبالعنوان العرضي لا الذاتي ــ للرسول الله صلى الله عليه وآله، إذ لا فضيلة لهم إلا من حيثية اتباعهم له والاعتقاد بنبوته ورسالته المقدسة، فتشريع تملك الإماء لم يكن قبل بدء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قبل شروعه في الجهاد، بل كان التملك بعد شروعه في الجهاد وعلى وجه التحديد في المدينة وليس في مكة؛ وجميع الآيات التي جاء فيها ذكر للإماء، كلها آيات مدنية ما عدا الآية الآية 71 من سورة النحل، والآية السادسة من سورة المؤمنون، والآية الثامنة والعشرون من الروم، والآية الثلاثون من المعارج بناءً على ما يقول المفسرون من المخالفين حيث جعلوها مكية لينفوا الفضيلة عن تنصيب النبيّ الأعظم لأمير المؤمنين علي (سلام الله عليهما) بأمرٍ من الله تعالى كما نصت على ذلك آيتا البلاغ والإكمال في حجة الوداع، ثم بعدهما مباشرة نزلت سورة المعارج التي جاء في مطلعها (سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع) رداً على الحارث بن النعمان الفهري الذي اعترض على النبي الأعظم بتنصيبه يوم الغدير لابن عمه أمير المؤمنين عليهما السلام، وإليك الرواية كما جاء في تفسير عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار لابن البطريق عن الثعلبي ــ وهو أحد أكابر مفسري العامة ــ قال ابن البطريق:" ومن تفسير الثعلبي أيضا ، في تفسير قوله تعالى : " سئل سائل بعذاب واقع "؛ وبالاسناد المتقدم ، قال : وسئل سفيان بن عيينة ، عن قول عز وجل : سئل سائل بعذاب واقع في من نزلت ؟ فقال : لقد سئلتني عن مسألة ، ما سألني عنها أحد قبلك ، حدثني جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عليهم السلام ، قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم نادى الناس ، فاجتمعوا ، فاخذ بيد علي عليه السلام ، فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، فشاع ذلك ، وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري ، فاتى رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة له ، حتى اتى الأبطح ، فنزل عن ناقته ، فأناخها ، وعقلها ، ثم اتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه ، فقال : يا محمد ، امرتنا عن الله ، ان نشهد ان لا إله إلا الله ، وانك رسول الله ، فقبلناه منك ، وامرتنا ان نصلى خمسا ، فقبلناه منك ، وامرتنا ان نصوم شهرا ، فقبلناه منك،  وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعى ابن عمك ، ففضلته علينا ، فقلت : من كنت مولاه فعلى مولاه ، وهذا شئ منك أم من الله تعالى ؟ فقال : والذي لا إله إلا هو ، انه من أمر الله ، فولى الحارث بن نعمان ، يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا ، فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم . فما وصل إليها ، حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته ، وخرج من دبره ، فقتله ، وانزل الله تعالى : " سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع "، انتهى.
  والمحصّلة: إن آيات الإماء الكاشفة عن تملك الإماء في السور الثلاث التي أشرنا إليها مكية إلا المعارج حسبما أشرنا، وذكر الإماء في سورة النحل/ المؤمنون/ الروم/ يشير إلى الإماء المتعارف عليه في الوسط المكي يومذاك بسبب تملكهم للإماء أيام حروبهم التي كانوا يخوضونها بالباطل مع بعضهم البعض، ومع غيرهم من بقية الملل والأديان والأصار العربية والرومية، فلا مشروعية فيه إلا على النحو الذي أجازه الله تعالى لهم بعد البعثة النبوية.
  إن تشريع ملك اليمين كان في عهد النبي الأعظم بحكم مما أفاءه الله تعالى له كغنائم حرب مشروعة، ولا دلالة في آيات ملك اليمين لإمضاء تملك الجاهليين في عصر ما قبل البعثة وما قبل الهجرة، فالملك الشرعي للإماء كان بعد الهجرة النبوية، وقد أباح ما هو ملكه الخاص لأوصيائه المطهرين (سلام الله عليهم) بحكم التلاحم الروحي بينه وبينهم بمقتضى آية التطهير، وأن ما خصّه به المولى تبارك شأنه هو لأهل بيته المعصومين إلا ما استثناه الدليل بمقتضى حديث المنزلة المتفق بين الفريقين، فتأمل.
  ودعوى أنكم لم تجدوا نصوصاً من الكتاب والسنَّة تدل على عدم جواز تملك الجواري من دون إذن الإمام المهدي القائم (أرواحنا له الفداء) و(سلام الله عليه)، خطأٌ محض، إذ إننا كشفنا لكم عن الآيات التي شرَّعت ملك اليمين في عهد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في المدينة بعد شروعه في الجهاد الذي هو المناط والمِلاك في كون ملك اليمين خاصٌ به وبأهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم)؛ وليكن في بالكم أن ملك اليمين مترشح من موضوع جهاد الكفار بإذن المعصوم كما كان الحال في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا انتفى الجهاد بالشرط الذي قدَّمناه، انتفى موضوع ملك اليمين، فتملك الجواري محمول على موضوع وهو الجهاد، والمحمول يدور مدار الموضوع، والحكم بتملك الإماء يدور مدار الموضوع الذي هو الجهاد في مورد البحث، وبالتالي فإن حكم ملك الإماء غير مشروع من دون إذن المعصوم (سلام الله عليه) الذي له الحقّ الحصري في الإذن بجهاد الكفار للدعوة إلى الإسلام، وتملك المؤمنين لنساء الكفار في غيبة الإمام المهدي القائم (سلام الله عليه) هو عمل محرَّم، لأنه لم يكن بإذنه الشريف في غيبته المقدَّسة، ومن تملك امرأة نصرانية أو يهودية ومن شابههم بعنوان ملك اليمين، فقد ملك فرجاً غصباً، ووزره عظيم عند الله تعالى.
  ويشهد لما أشرنا إليه هو ما ورد في باب الجهاد من وسائل الشيعة للمحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي (رضي الله عنه) الباب الثاني عشر من أبواب جهاد العدو، وروى فيه عشر روايات، وقد ذكره تحت عنوان: " اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإمام (سلام الله عليه) وإذنه، وتحريم الجهاد مع غير الإمام العادل"، ودلالة الأخبار التي ساقها المحدث العاملي رحمه الله ظاهرة بوضوح في حرمة الجهاد الإبتدائي من دون إذن الإمام المعصوم عليه السلام، ولا يراد بالإمام ــ الذي ذكر في هاتيك الأخبار ــ إمام العسكر أو الجماعة في غيبة الإمام المهدي عليه السلام، إذ إن لفظ الإمام الذي يشترك خوض الجهاد الإبتدائي، إنما هو خاص بهم صلوات الله عليهم، وهو ما أكدته القرائن القطعية في تلك الأخبار لمن تدبرها وبخع بجنانه إليها.
  ونريد أن نلفت نظركم أيضاً إلى أن هاتيك الأخبار الشريفة منعت حتى المرابطة في جيوش الضلالة، فضلاً عن خوض الجهاد معهم وبإمرتهم، ودعوى السيد محمد الحسيني الشيرازي في باب الجهاد في زمن الغيبة من كتابه" الفقه" بأن الجهاد الابتدائي مجازٌ (مباح) بل واجب في عصر الغيبة الكبرى إذا اجتمعت شروطه من إمام عدل غير معصوم ..إلخ دونه خرط القتاد، ولا يصلح للرد عليه لابتنائه على الأقيسة والاستحسانات كغيره من بعض فقهاء الولاية في هذا العصر، ومع ذلك كله فسوف نرد عليه (بإذن الله تعالى) في غير هذا المقام .
 وإليكم الأخبار في وسائل الشيعة باب 12 من أبواب الجهاد:
1 - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ،عن سويد القلا ، عن بشير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : إني رأيت في المنام أني قلت لك إن القتال مع غير الامام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير ، فقلت لي : نعم هو كذلك ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : هو كذلك هو كذلك وعن محمد بن الحسن الطائي ، عمن ذكره ، عن علي بن النعمان ، عن سويد القلا ، عن بشير الدهان مثله .
2 - وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن مسكين عن عبد الملك بن عمرو قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا عبد الملك مالي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك ؟ قال : قلت : وأين ؟ قال : جدة وعبادان والمصيصة وقزوين ، فقلت : انتظارا لامركم والاقتداء بكم ، فقال : إي والله لو كان خيرا ما سبقونا إليه ، قال : قلت : له : فان الزيدية يقولون ليس بيننا وبين جعفر خلاف إلا أنه لا يرى الجهاد ، فقال : أنا لا أراه ؟ ! بلى والله إني لأراه ولكني أكره أن أدع علمي إلى " على خ ل " جهلهم .
3 - وعنه ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لقى عباد البصري علي بن الحسين عليه السلام في طريق مكة ، فقال له : يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته ، وأقبلت على الحج ولينه ، إن الله عز وجل يقول : " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله " الآية فقال علي بن الحسين عليه السلام : أتم الآية فقال " التائبون العابدون " الآية ، فقال علي بن الحسين عليه السلام : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج . ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مرسلا . ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه ، عن رجاله ، عن علي بن الحسين عليه السلام مثله .
4 - وعن محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في حديث طويل في شأن إنَّا أنزلناه ، قال : ولا أعلم في هذا الزمان جهاداً إلا الحج والعمرة والجوار .
5 - وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن عبد الله ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن المغيرة قال : قال محمد بن عبد الله للرضا عليه السلام وأنا أسمع : حدثني أبي عن أهل بيته ، عن آبائه أنه قال له بعضهم : إن في بلادنا موضع رباط يقال له : قزوين ، وعدواً يقال له : الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه ، فأعاد عليه الحديث فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه ، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا ، فان أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدرا ، فان مات ينتظر أمرنا كان كمن كان مع قائمنا صلوات الله عليه هكذا في فسطاطه ، وجمع بين السبابتين ، ولا أقول : هكذا ، وجمع بين السبابة والوسطى ، فان هذه أطول من هذه ، فقال : أبو الحسن عليه السلام صدق .
6 - محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن أبي طاهر الوراق ، عن ربيع بن سليمان الخزاز ، عن رجل عن أبي حمزة الثمالي قال : قال رجل لعلي بن الحسين عليه السلام : أقبلت على الحج وتركت الجهاد فوجدت الحج أيسر عليك ، والله يقول : " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم " ، الآية فقال علي بن الحسين عليه السلام اقرأ ما بعدها قال فقرأ " التائبون العابدون الحامدون " إلى قوله " الحافظون لحدود الله " قال : فقال علي بن الحسين عليه السلام إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئا .
7 - وبإسناده عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن عبد الله بن المصدق ، عن محمد بن عبد الله السمندري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني أكون بالباب يعنى باب الأبواب فينادون السلاح فأخرج معهم ، قال : فقال لي : أرأيتك إن خرجت فأسرت رجلا فأعطيته الأمان وجعلت له من العقد ما جعله رسول الله صلى الله عليه وآله للمشركين أكان يفون لك به ؟ قال : قلت : لا والله جعلت فداك ما كانوا يفون لي به ، قال : فلا تخرج ، قال : ثم قال لي : أما إن هناك السيف .
8 - محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام لا يخرج : المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ، ولا ينفذ في الفئ أمر الله عز وجل ، فإنه إن مات في ذلك المكان كان معينا لعدونا في حبس حقنا والاشاطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية . 
9 - وبإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه السلام في حديث شرائع الدين قال : والجهاد واجب مع إمام عادل ومن قتل دون ماله فهو شهيد .
10 - الحسن بن علي بن شعبة في ( تحف العقول ) عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال : والجهاد واجب مع إمام عادل ، ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه ، فهو شهيد ولا يحل قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو باغ وذلك إذا لم تحذر على نفسك ، ولا أكل أموال الناس من المخالفين وغيرهم ، والتقية في دار التقية واجبة ، ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه .
  ولم يكتفِ المحدث الحر العاملي (أعلى الله مقامه الشريف) بما أورده في الباب الثاني عشر من أبواب الجهاد حتى أردفه بباب 13 تحت عنوان:" باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام الإمام القائم (سلام الله عليه)، فليراجع، ففيه غنائم وفوائد، ونحن لن نتعبك بالتنقيب، بل سوف نعرض عليك الأخبار في الباب 13 من أبواب الجهاد في وسائل الشيعة، باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم ( عليه السلام ) وإليكموها كاملة، وهي ما يلي:
1 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنيمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية يعمل على ما قد استبان لها ، ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم ، إن أتاكم آت منا فانظروا على أي شئ تخرجون ، ولا تقولوا خرج زيد ، فان زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه ، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى اي شئ يدعوكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنحن نشهدكم انا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا إلا من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه إذا كان رجب فاقبلوا على اسم الله ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة .
2 - وعنه ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي رفعه ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به .
3 - وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمد ، عن سدير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير ألزم بيتك ، وكن حلسا من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك .
4 - وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن حفص بن عاصم عن سيف التمار ، عن أبي المرهف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الغبرة على من أثارها هلك المحاصير ، قلت : جعلت فداك وما المحاصير ؟ قال : المستعجلون ، أما إنهم لن يردوا الامر يعرض لهم " إلى أن قال : " يا أبا المرهف أترى قوما حبسوا أنفسهم على الله لا يجعل لهم فرجا ؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا .
5 - وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال : ليس لكتابك جواب اخرج عنا " إلى أن قال: " ان الله لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أهون من إزالة ملك لم ينقض أجله " إلى أن قال : " قلت فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الأرض يا فضيل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا وهو من المحتوم .
6 - وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل .
7 - وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني ، فقلت : جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال : لا الحديث .
8 - وعن حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن المعلى بن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهر المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤل هذا الامر إليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الأرض ، قال : أف أف ما أنا لهؤلاء بامام ، أما يعلمون انه إنما يقتل السفياني .
9 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام ( في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام ) قال : يا علي إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك لم تنقض أيامه .
10 - وفي ( العلل ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران الهمداني ، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا عن يونس ابن عبد الرحمان ، عن العيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : اتقوا الله وانظروا لأنفسكم ، فان أحق من نظر لها أنتم ، لو كان لأحدكم نفسان فقدم إحداهما وجرب بها استقبل التوبة بالأخرى كان ، ولكنها نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة إن اتاكم منا آت ليدعوكم إلى الرضا منا فنحن نشهدكم إنَّا لا نرضى إنه لا يطيعنا اليوم وهو وحده وكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والاعلام .
11 - وفي ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن يحيى المكتب ، عن محمد بن يحيى الصولي ، عن محمد بن زيد النحوي ، عن ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام ( في حديث ) أنه قال للمأمون : لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي فإنه كان من علماء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، غضب لله فجاهد أعدائه حتى قتل في سبيله ، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر أنه سمع أباه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، لقد استشارني في خروجه فقلت : إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك " إلى أن قال : " فقال الرضا عليه السلام : إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق ، وإنه كان أتقى لله من ذلك إنه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
12 - محمد بن إدريس في ( آخر السرائر ) نقلا من كتاب أبي عبد الله السياري عن رجل قال : ذكر بين يدي أبي عبد الله عليه السلام من خرج من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : لا زال أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد ، ولوددت أن الخارجي من آل محمد خرج وعلي نفقة عياله .
13 - الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب ابن سالم ، عن أبي الحسن العبيدي ، عن الصادق عليه السلام قال : ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلا أدخله الله الجنة .
14 - وعن أبيه ، عن المفيد ، عن أحمد بن محمد العلوي ، عن حيدر بن محمد بن نعيم ، عن محمد بن عمر الكشي ، عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : إن عبد الله بن بكير كان يروى حديثا وأنا أحب أن أعرضه عليك ، فقال : ما ذلك الحديث ؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خرج محمد " إبراهيم " بن عبد الله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج فما تقول في الخروج معه ؟ فقال : اسكنوا ما سكنت السماء والأرض فقال عبد الله بن بكير : فإن كان الامر هكذا أو لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض فما من قائم وما من خروج ، فقال أبو الحسن عليه السلام : صدق أبو عبد الله عليه السلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير ، إنما عنى أبو عبد الله عليه السلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء ، والأرض من الخسف بالجيش .
   ورواه الشيخ في ( المجالس والاخبار ) بهذا السند ، ورواه الصدوق في ( عيون الأخبار وفي معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الريان ، عن عبيد الله الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام نحوه .
15 - محمد بن الحسن الرضى الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له: الزموا الأرض ، واصبروا على البلاء ، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجل الله لكم ، فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا ، ووقع اجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام اصلاته بسيفه ، فان لكل شئ مدة واجلا .
16 - محمد بن الحسن في ( كتاب الغيبة ) عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات اذكرها لك ، وما أراك تدركها : اختلاف بنى فلان ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق . 
17 - إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي في ( كتاب الغارات ) عن إسماعيل بن أبان ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنصور بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش قال : خطب علي عليه السلام بالنهروان " إلى أن قال : " فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن الفتن ، فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شبهت ، - ثم ذكر الفتن بعده إلى أن قام - فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما يصنع في ذلك الزمان ؟ قال : انظروا أهل بيت نبيكم فان لبدوا فالبدوا ، وإن استصرخوكم فانصروهم تؤجروا ، ولا تستبقوهم فتصرعكم البلية ، ثم ذكر حصول الفرج بخروج صاحب الامر عليه السلام . 
  ونحن لن نكتفي بما ذكره المحدث الحر العاملي رحمه الله في كلا باببيه المتقدمين، بل سنردفه بما ذكره واستدركه المحدث الطبرسي في كتابه "مستدرك الوسائل، وإليكم الأخبار التي نقلها لنا الشيخ الطبرسي رحمه الله من المصادر الموثقة عندنا نحن الشيعة الإمامية وهي بمجملها تشير إلى حرمة الجهاد الإبتدائي في غيبة الإمام الحجة القائم (أرواحنا له الفداء)، وإليكموها كاملة وهي ما يلي:
( 12361 ) 1 - الطبرسي في الاحتجاج : عن علي بن الحكم ، عن ابان قال : أخبرني الأحول أبو جعفر محمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق : أن زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بعث إليه وهو مختف ، قال : فأتيته فقال لي : يا أبا جعفر ، ما تقول إن طرقك طارق منا أتخرج معه ؟ قال : قلت له : إن كان أبوك أو أخوك خرجت معه ، قال : فقال لي : فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي ، قال : قلت : لا افعل جعلت فداك ، قال : فقال لي : أترغب بنفسك عني ؟ قال : فقلت له : إنما هي نفس واحدة ، فإن كان لله عز وجل في الأرض معك حجة ، فالمتخلف عنك ناج ، والخارج معك هالك ، وإن لم يكن لله معك حجه فالمتخلف عنك والخارج معك سواء ، قال : فقال لي : يا أبا جعفر كنت اجلس مع أبي على الخوان ، فيلقمني اللقمة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي ، ولم يشفق علي من حر النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به ، قال : فقلت : من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار ، وأخبرني فإن قبلته نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن ادخل النار ، ثم قلت له : جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء ؟ قال : بل الأنبياء ، قلت : يقول يعقوب ليوسف : ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) لم يخبرهم حتى لا يكيدونه ولكن كتمهم ، وكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك ، قال : فقال : أما والله لئن قلت ذاك لقد حدثني صاحبك بالمدينة ، أني أقتل وأصلب بالكناسة ، وأن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي ، فحججت فحدثت أبا عبد الله ( عليه السلام ) بمقالة زيد ، وما قلت له ، فقال : ( أخذته من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن يساره ، ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ، ولم تترك له مسلكا يسلكه ).
( 12362 ) 2 - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصري ، عن محمد بن الحسن بن عتبة ، عن محمد بن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن أحمد العسكري ، عن أحمد بن المفضل الأصفهاني ، عن أبي علي راشد بن علي القرشي ، عن عبد الله بن حفص ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعد بن زيد بن أرطأة ، عن كميل ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل ، ولا نقل إلا مع إمام فاضل ، يا كميل ، أرأيت إن لم يظهر نبي ، وكان في الأرض مؤمن تقي ، ما كان في دعائه إلى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بلى والله مخطئا ، حتى ينصبه الله عز وجل لذلك ويؤهله ) الخبر .
 ( 12363 ) 3 - السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين : نقلا عن تفسير الثقة محمد بن العباس الماهيار قال : حدثنا محمد بن همام بن سهيل ، عن محمد بن إسماعيل العلوي قال : حدثنا عيسى بن داود النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) ، في خبر شريف في المعراج - إلى أن قال - : ( قال تعالى : فهل تعلم يا محمد فيهم اختصم الملا الأعلى ؟ قلت : ربي أعلم وأحكم ، وأنت علام الغيوب ، قال : اختصموا في الدرجات والحسنات ، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت : أنت أعلم يا سيدي وأحكم ، قال : إسباغ الوضوء في المكروهات ، والمشي على الاقدام إلى الجهاد معك ومع الأئمة من ولدك ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والتهجد بالليل والناس نيام). الخبر .
  ثم أردف روايات أخرى في باب 12 - ( باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم عليه السلام):
 ( 12364 ) 1 - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة : عن عبد الواحد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال : حدثنا محمد بن العباس ، عن عيسى الحسيني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن مالك بن أعين الجهني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( كل راية ترفع قبل راية القائم ( عليه السلام ) فصاحبها طاغوت ) .
( 12365 ) 2 - وعن علي بن الحسين قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم قال : حدثنا محمد بن الحسن الرازي قال : حدثنا محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن الحسين ، ( عن علي بن الحسن بن فضال ) ، عن ابن مسكان ، عن مالك بن أعين الجهني قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول ، وذكر مثله .
( 12366 ) 3 - وعن علي بن أحمد البندينجي ، عن عبد الله بن موسى العلوي ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن مسكان ، وذكر مثله ، إلا أن فيه : ( كل راية ترفع - أو قال - تخرج ) .
( 12367 ) 4 - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ( أبو الحسن ) قال : حدثنا إسماعيل بن مهران قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، ووهيب بن حفص عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( قال لي أبي : لا بد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شئ ، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم ، والبدوا ما لبدنا ، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا ) الخبر .
( 12368 ) 5 - وعن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن بعض رجاله ، عن علي بن عمارة الكناني قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : أوصني ، فقال : ( أوصيك بتقوى الله ، وأن تلزم بيتك ، وتقعد في دهماء هؤلاء الناس ، وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شئ ولا إلى شئ - إلى أن قال - واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا ، إلا صرعتهم البلية حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لا يوارى قتيلهم ، ولا يرفع صريعهم ، ولا يداوي جريحهم ) فقلت : من هم ؟ قال : ( الملائكة ).
( 12369 ) 6 - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثني علي بن الحسن التيملي قال : حدثني الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف ، عن أبيهما ، عن أحمد بن علي الحلبي ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( ليس منا أهل البيت أحد يدفع ضيما ولا يدعو إلى حق إلا صرعته البلية ، حتى تقوم عصابة شهدت بدرا لا يوارى قتيلها ولا يداوى جريحها ) قلت : من عنى أبو جعفر ( عليه السلام ) ؟ قال : الملائكة .
( 12370 ) 7 - وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدثنا يوسف بن كليب المسعودي قال : حدثنا الحكم بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن أبي بكر الحضرمي قال : دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وذاك حين ظهرت الرايات السود بخراسان ، فقلنا : ما ترى ؟ فقال : ( اجلسوا في بيوتكم ، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل ، فانهدوا إلينا بالسلاح ) .
( 12371 ) 8 - وعن محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن مالك الفزاري قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن علي بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم ، فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به ولا يصيب العامة ولا يزال الزيدية وقاء لكم ) .
( 12372 ) 9 - وبالإسناد عن الفزاري قال : حدثني أحمد بن علي الجعفي ، عن محمد بن المثنى الحضرمي ، عن أبيه ، عن عثمان بن يزيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) ، قال : ( مثل خروج القائم منا ( أهل البيت ) كخروج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم ( عليه السلام ) ، مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان ) .
( 12373 ) 10 - وعن علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( اسكنوا ما سكنت السماوات ( والأرض ) ، ولا تخرجوا على أحد ، فإن أمركم ليس به خفاء ، إلا أنها آية من الله عز وجل ( ليست من )  الناس ) الخبر .
( 12374 ) 11 - وعن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : وحدثني محمد بن يحيى بن عمران قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : وحدثنا علي بن محمد وغيره ، عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب قال : وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي ، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي باشر ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) : ( يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا ، حتى ترى علامات اذكرها لك ) الخبر .
( 12375 ) 12 - العياشي في تفسيره : عن بريد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( اصبروا ): ( يعني بذلك عن المعاصي ( وصابروا ) يعني التقية ( ورابطوا ) يعني على الأئمة ( عليهم السلام ) ، ثم قال : أتدري ما معنى البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا ؟ ) الخبر .
( 12376 ) 13 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن إبراهيم بن جبير ، عن جابر قال : قال لي محمد بن علي ( عليهما السلام ) : يا جابر إن لبني العباس راية ولغيرهم رايات ، فإياك ثم أياك ثم إياك - ثلاثا - حتى ترى رجلا من ولد الحسين ( عليه السلام ) ، يبايع له بين الركن والمقام ، معه سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومغفر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ودرع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
( 12377 ) 14 - وبهذا الاسناد عن جابر قال : قال محمد بن علي ( عليهما السلام ) : ( ضع خدك ( على الأرض ولا تحرك رجليك ، حتى ينزل الروم الرميلة والترك الجزيرة ، وينادي مناد من دمشق ) .
  تعقيب هام: بعد هذا العرض الروائي الضخم الدال على حرمة الجهاد الإبتدائي في غيبة الإمام المهدي القائم (سلام الله عليه) لم يعد لديكم العذر في دعواكم بعدم عثوركم على روايات تدل على حرمة تملك الإماء في غيبته الشريفة، وكما أشرنا إليكم أن التملك فرع الجهاد الإبتدائي لا الدفاعي بمعنى أنه لا يصح أيضاً تملك الجواري في حال الجهاد الدفاعي عن العرض والأنفس، لأن ذلك خارج عن مفهوم "ملك اليمين" الذي يشترط فيه شرطان: أحدهما؛ الإذن من الإمام المهدي عليه السلام، وثانيهما: الجهاد الإبتدائي؛ وكلا الشرطين غير متوفرين في الجهاد الدفاعي، ذلك لأن الدفاع عن النفس والعرض والمال ليس بحاجة إلى الإذن الخاص من الإمام الغائب عليه السلام، بل الإذن سابق على غيبته المقدسة من خلال الآيات والأحاديث التي تعد بالمئات الدالة على وجوب دفع العدو حتى لو كان مسلماً... يرجى التأمل، ولا تصغي إلى القيل والقال هنا وهناك لأن ذلك من نفثات الشياطين ووساوس العفاريت، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل.
  وهنا لا بأس بالتعرض لمسألة مهمة نوضح فيها ماهية الفرق بين الجهاد الدفاعي والجهاد الابتدائي، بالفقرة التالية:
  ماهية الجهاد الإبتدائى والدفاعي
  لقد قام الإجماع عند أكابر علماء المتقدمين والمتأخرين من الشيعة الإمامية على أن الجهاد الابتدائي غير جائز قبل ظهور الإمام الحجة القائم (أرواحنا له الفداء) ولكن جاء الاضطراب من بعض المعاصرين في بيان الغاية من الجهاد الابتدائي، مع الاتفاق على أن الجهاد الابتدائي من مهام أنشطة الدولة والحكومة الإسلامية بقيادة المعصوم عليه السلام إلا أن بعض المعاصرين عممه إلى غيره ممن يقوم بالنيابة عنه، لأن الفقيه لا يكون إلا مع الإمام عليه السلام حسب دعوى السيد محمد الحسيني الشيرازي في باب الجهاد من كتابه "الفقه" ج47 صفحة 77؛ والسيد المذكور ممن يعتقدون بولاية الفقيه العامة، وقد استدل على ذلك في مواضع كثيرة من كتابه "الفقه" من هنا كان اعتقاده بوجوب الجهاد الابتدائي مبنيٌّ على الركائز التي اعتمدها في تأسيس ولاية عامة للفقيه التي تعني أن للفقيه كل ما كان للإمام عليه السلام، ومن مهام الإمام عليه السلام عند ظهوره الشريف هو الجهاد الابتدائي؛ وكذلك حال السيد الخوئي في الجزء الأول من "منهاج الصالحين" ص 360 ــ 366؛ مع تأكيدنا على أن هذا المقام أو هذا الموقع هو من خصائص صلاحيّات الإمام المعصوم دون صلاحيّات النواب من الفقهاء، ودعوى أن الجهاد الابتدائي من وظائف الولاية العامة للفقيه ، لم يقم عليها دليل معتبر، وإثبات ذلك دونه خرط القتاد، والعجب من السيِّد الخوئي تشريعه للجهاد الابتدائي من باب الحسبة مع اعتقاده بعدم وجود سعة للفقيه بالولاية..!! ويبدو أنه لم يعطِ النظر حقَّه في تأمل النصوص الناهية عن الجهاد الابتدائي قبل ظهور إمامنا المعظم وليّ الأمر (سلام الله عليه) .
  بيان ماهية الجهاد الابتدائي 
   لقد اختلف متأخرو المتأخرين في بيان ماهية الجهاد الإبتدائى إلى أقوال متعددة، وذلك بحسب تحديد الغاية منه، كلّ فريق تبنى رأياً طبقاً لمشربه الفقهي والعقدي، وقد تمخضت الآراء إلى ثلاثة هي الآتية:
  الأولى: إنّه لأجل الدعوة إلى دين الإسلام وإلزام الكفار باعتناقه ديناً ناسخاً لعامة الشرائع والأديان .
  الثانية: إنّه لأجل إقامة النظام السياسي الإسلامي على بقية ربوع و أرجاء الأرض لبسط العدالة الإسلامية  وبالتالي نشر معالم الدين عن طريق نافذة القدرة السياسية من دون الإلجاء والجبر وقد عبّر البعض عن هذه الغاية بأنّه لأجل حماية المستضعفين في كافّة أرجاء الأرض كما يشير إليه قوله تعالى :( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) ؛ سواء الإستضعاف من ناحية العقائدية أم السياسية .
    الثالثة : إنّه لأجل الحرب الوِقائية عن العدوان المترقَّب ، فيكون غايته الدفع إلاّ أنّه يختلف عن الجهاد الدفاعي في كونه مبادرة بالحرب والقتال في المورد الذي يكون هناك تهديد في البين أو خطر يهدّد أمن الدولة الإسلامية .
  الرأي الأول هو الصحيح التي تساعد عليه الأخبار القطعية التي أشرنا إليها سابقاً، وهو القدر المتيقن من الخطابات الأخبارية، بينما الرأيان الآخران يخالفان الأخبار وهو رأي يبتني على الاستحسان والقياس بسبب اعتمادهما على نظرية ولاية الفقيه التي دلت الأدلة على حرمة تبني الفقهاء لها باعتبار أن ولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام لا يجوز لأحد أن ينسبها إلى نفسه، فما ثبت للمعصوم عليه السلام هو حق خاص به فلا يسري إلى غيرهم من الناس العاديين الذين لا تخلو حياتهم من الخطأ والجهل والعصيان، وفقهاء الولاية لا يتميزون عن غيرهم من البشر في غلبة الشهوات على نفوسهم الأمارة بالسوء، وقد لحظنا مصائبهم وكوارثهم العقائدية والفقهية والمسلكية بما يفوق التصور والخيال، فكيف يمكن المصير إلى أنهم كالأئمة الأطهار عليهم السلام في سعة الولاية وعظم مقامها وقد باهى الله تعالى بأصحابها الملائكة الكروبيين والأنبياء والمرسلين..!
  من هنا لن نتوسع هنا في تفنيد برأيين الثاني والثالث ـــ كما فعل غيرنا ـــ وذلك لبداهة بطلانهما بحسب قواعد الأصولية العقائدية والفقهية والرجالية...فللتوسع مجال استدلالي آخر غير المقام الذي نحن فيه معكم، والسلام عليكم.
 
حررها العبد الفاني محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 17 ربيع الثاني 1438 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1405
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28