• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : لماذا لم يسمح الله تعالى لليهود بصلب المسيح وسمح للكافرين بقتل أهل البيت(عليهم السلام)؟. .

لماذا لم يسمح الله تعالى لليهود بصلب المسيح وسمح للكافرين بقتل أهل البيت(عليهم السلام)؟.

الإسم: علي

النص: السلام عليكم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين والعن الدائم على اعدائهم ابد الابدين

أمَّا بعد: أنا متشيع من اللاذقية قال لي أحد المغالين (أنتم الشيعة عقولكم ناقصة لأنكم تؤمنون بأن المسيح لم يسمح الله بأن يصلب وتؤمنون بأن الحسين وباقي أهل البيت (عليهم السلام) قتلوا وقطعوا وسموا وتقولون بأنهم أفضل من المسيح اذاً لماذا لم يسمح الله لليهود بصلب المسيح وسمح للكافرين بقتل أهل البيت(عليهم السلام) إذاً إمَّا أن تقولوا العكس وإمَّا أنكم لا تعرفون حقيقة الأمر لأن عقولكم لم تصل للحقيقة بعد).

شيخنا هم يؤمنون بأن كل القتل والمصائب التي حدثت مع كل الأنبياء والأوصياء عبارة عن تمثيل لا أكثر...!

واتمنى منكم توضيح الحقيقة 

ودمتم الذابين عن دين الله


الموضوع العقائدي: لماذا لم يسمح الله تعالى لليهود بصلب المسيح وسمح للكافرين بقتل أهل البيت(عليهم السلام)؟.

   التفاصيل: النبيّ الأعظم محمد وأهل بيته الأطهار (سلام الله عليهم) أفضل من عامة الأنبياء والمرسلين بدليل آية التطهير وآية المباهلة والأخبار الشريفة/ الحكمة من عدم إفساح المجال لليهود بقتل النبي عيسى عليه السلام/ السفير الثالث حسين بن روح رضي الله عنه يجيب عن الحكمة في تسليط الأعداء على النبي وأهل بيته الأطهار (سلام الله عليهم) تفنيد الدعوى القائلة بأن قتل الأنبياء والأوصياء كان تمثيلاً لا حقيقة له/ الأخبار الشريفة كذبت الدعوى المذكورة.

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم

 

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سادة رسله وقادة خلقه محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الجواب: لا ريب في أن أهل البيت (سلام الله عليهم) هم نفس النبيّ الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) بمقتضى آية المباهلة وهي قوله تعالى في الآية 61 من آل عمران: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) وقد دلت النصوص الأخبارية الشريفة المفسرة للآية المتقدمة أن أهل بيته الأطهار (سلام الله عليهم) هم نفس النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، كما أن النبي وآله الأطهار عليهم السلام قد طهرهم الله تعالى بالطهارة المطلقة التي لم يصل إليها ملك مقرب أو نبيٌّ مرسل، لذا فإن النبيَّ وأهل بيته أفضل خلق الله عنده ولا أحد يضاهيهم أو يجاريهم في فضيلة أو منقبة، لذا هم أفضل من النبي عيسى عليه السلام باتفاق النصوص والأخبار والإجماعات بين الفريقين الدالة على أن النبيّ محمداً أفضل من النبي عيسى وبالتالي فإن أهل بيته هم نفسه، فهم أفضل من النبي عيسى عليه السلام.

  وبناءً على ما تقدم: إن عدم إفساح الله تعالى المجال لليهود بقتل المسيح لم يكن لأجل أنه أفضل من أئمتنا الطاهرين عليهم السلام..كلا ثم كلا ! بل لأن قتله يؤدي إلى انتقاص اليهود من شريعته الناسخة لشريعة النبي موسى عليه السلام، فالحفاظ على النبي عيسى عليه السلام يترتب عليه حفظ شريعته وعدم شماتة اليهود بالنبي عيسى وأتباعه، بخلاف بقية الأنبياء من غير أولي العزم فإنهم كانوا مرمى سهام الأعداء ومطاردتهم وقتلهم، إذ إن قتلهم لا يترتب عليه حفظ شريعة لهم لأنهم كانوا تابعين للمرسلين من أولي العزم..مضافاً إلى ذلك فإن أخبار علامات الظهور الشريف لإمامنا الحجة القائم عليه السلام قد دلت على أن النبي عيسى عليه السلام سوف يصلي خلف الإمام القائم (سلام الله عليه) وسوف يكون أحد وزرائه المقربين، فالسلطة ستكون للإمام القائم المهدي (أرواحنا له الفداء وسلام الله عليه) وليس للنبي عيسى عليه السلام، وقد وافقنا على ذلك عامة علماء السنة بسبب أخبار رويت في مصادرهم تدل على انقياد النبي عيسى للإمام الحجة القائم (سلام الله عليه)..وها هو رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) قد مات شهيداً مسموماً بفعل سم خيبر (كما يعتقد المخالفون) وأمَّا بناءً على معتقدنا نحن الشيعة الإمامية فإن شهادته كانت على يد عائشة وحفصة، وقد كشفنا عن ذلك في كتابنا الموسوم بـ(عائشة قاتلة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

  والحاصل: إن كلا الفريقين (الشيعة والعمريون) يعتقدون بأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله مات مسموماً بالرغم من كونه سيِّد الخلائق واتفاق الأمة جمعاء بأفضليته على عامة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) بمن فيهم النبي عيسى بن مريم عليهما السلام، فما قد يثيره المخالفون عليكم من الإشكال فهو مردود عليهم من حيث اعتقادهم بموت النبي الأعظم بفعل سم اليهودية التي دست السم في ذراع شاه وأطعمت منه رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) في خيبر..! فإذا جاز لله تعالى أن لا يردع يهودية من أن تتسلط على نبيّه العظيم مع كونه أفضل من النبي عيسى عليه السلام، جاز بطريقٍ أولى أن لا يردع أعداء أهل البيت من أن يتسلطوا عليهم بالقتل..!! وعدم ردع الأعداء عن النبي الأكرم وأهل بيته المطهرين عليهم السلام لم يكن لهوانه عند الله تعالى كما أن ردع اليهود عن صلب المسيح لم يكن لأجل كونه أعزَّ عند الله تعالى من النبي محمد وأهل بيته الأطهار (سلام الله عليهم) ولم يكن لأجل أنه أفضل من رسول الله وأهل بيته صلى الله عليهم أجمعين.

   هذا بالإضافة إلى أن تسليط الأعداء على أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام يعود لأمرين غاية في الأهمية هما ما يلي:

  (الأمر الأول): وهو أن التسليط لأجل دفع الربوبية عنهم لما كثرت المعاجز والكرامات لهم بحيث اتخذهم الناس أرباباً من دون الله تعالى في حياتهم فعبدوهم، بخلاف النبي عيسى حيث اتخذه بنو إسرائيل إلهاً بعد رفعه إلى السماء بسنين متمادية..فالفرق بين عبادة بني إسرائيل للنبي عيسى عليه السلام وبين عبادة الفرق المغالية بأهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم)، فإنهم غالوا بهم في حياتهم، بينما النبي عيسى عليه السلام غالوا به بعد مماته، وسبب غلوهم بالنبي عيسى عليه السلام يعود إلى بطرس الذي نصَّر المسيحيين ودعاهم إلى عبادة عيسى عبر عقيدة التثليث الدالة على الحلول والاتحاد بمعنى أن الله تعالى متحد بعيسى وأنه ابنه ومريم زوجة الله تعالى (والعياذ بالله من الكفر والزندقة).. بل ترقى بطرس أكثر حيث نسب إلى عيسى الألوهية..فمنشأ التأليه ليس وفرة المعاجز بل له مناشئ دنيوية منها حرف الشريعة العيسوية عن مسارها ونهجها القويم الذي جاء به نبيُّ الله عيسى عليه السلام وتقريب الديانة المسيحية إلى الديانة اليهودية التي تجسم الله تعالى وتعتقد بماديته وأنه يحل في الأشياء ويتفاعل معها ويتجانس بها ويمتزج فيها.. بينما تأليه المحبين لأئمتنا الطاهرين عليهم السلام منشؤه فرط المحبة والإندهاش بعظمتهم بسبب علو مقامهم وغرائب أحوالهم التي تعجز العقول عن دركها وسبر أغوارها.

  (الأمر الثاني):إن تسليط الأعداء على أولياء الله تعالى منشؤه الإختبار والفتنة ليحيى من حيا عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة، ولكي يكونوا (عليهم السلام) أسوة وقدوة حسنة لغيرهم من المكلّفين الذين سيبتلون بالمحن والبلايا، فيصبروا عليها كما صبر أهل بيت العصمة والطهارة من آل محمد (سلام الله عليهم)، وصبر آل محمد (عليهم السلام) على البلاء هو من لوازم إمامتهم وولايتهم التي تعني الإقتداء بهم في كلّ شيء ومن أهم مصاديق الإقتداء الصبر على المحن والمصائب إنقياداً إلى من كانوا قدوة في الصبر والأسوة الحسنة بمقتضى كونهم أئمة، والإمام في اللغة والاصطلاح الكلامي هو المقوّم لأفعال المكلفين والسير على نهجه وخطاه في كل شيء وهو ما دلت عليه الآيات منها قوله تعالى في الآية 73 من سورة الأنبياء:( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) وكذلك في الآية 24 من سورة السجدة قوله تعالى (وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لمَّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).

  ومما يشهد لما أشرنا إليه ما روي عن السفير الثالث حسين بن روح رضي الله تعالى عنه في جوابه على سؤال وجهه إليه بعض الشيعة حول الحكمة من تسليط الأعداء على الأولياء، وإليكم ما جاء في الجواب الذي اقتبسه السفير حسين بن روح من إمامنا المعظم الحجَّة القائم (صلوات الله عليه)، فقد جاء في علل الشرائع للصدوق باب (العلة التي من أجلها لم يجعل الله تعالى الأنبياء والأئمة عليهم السلام في جمع أحوالهم غالبين ) قال:[حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال كنت عند الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصرى فقام إليه رجل فقال له : أريد أسألك عن شئ فقال له: سل عما بدا لك فقال الرجل أخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام أهو وليُّ الله ؟ قال : نعم قال أخبرني عن قاتله (أي يزيد وعمر بن سعد والشمر) لعنه الله أهو عدو الله ؟ قال : نعم ، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عدوَّه على وليِّه؟.

 فقال له أبو القاسم قدس الله روحه أفهم عنى ما أقول لك اعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بشهادة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه عز وجل بعث إليهم رسولا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم فلو بعث إليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق قالوا لهم أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتون بشئ نعجز أن نأتي بمثله فنعلم انكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله تعالى لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الانذار والاعذار فغرق جميع من طغى وتمرد ومنهم من القى في النار فكانت عليه برداً وسلاماً ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنا ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون وجعل له العصا اليابسة ثعباناً فتلقف ما يأفكون ومنهم من أبرء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله تعالى وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله تعالى ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين، وفي أخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين، وفي حال مقهورين،  ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لأتخذهم الناس آلهة من دون الله تعالى ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختيار ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة .

  قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه : فعدت إلى الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه من الغد وانا قول في نفسي أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني فقال لي يا محمد بن إبراهيم لان أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوى بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة صلوات الله وسلامه عليه ]. انتهى الخبر.

  ودعوى ذاك المغالي بأن الأنبياء والأولياء لم يُقتلوا بل كان ذلك تمثيلاً لا واقع له، فجوابه التالي:

  ما دليله على التمثيل؟ وحبذا لو يأتينا بدليل قطعي من الكتاب الكريم والسنة المطهرة، ولا يكفي مجرد الإحتمال أو الظن، فإن الظنَّ لا يغني من الحقِّ شيئاً..! وهل كان معهم حتى قطع بأنه تمثيل..؟! ومن المعلوم بالضرورة القطعية والوجدان أن التمثيل نوع كذب وضلال يتنزه عنه المؤمن، فضلاً عن الله تعالى الذي قصّ علينا في كتابه وسنة نبيّه الكريم وأهل بيته الطيبين (سلام الله عليهم) ما أصاب الأنبياء والأوصياء من البلايا والرزايا من قبل الأعداء والظالمين.

   ودعوى ذاك المغالي تكذيب للقرآن الكريم وسنة النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين عليهم السلام، وهو ما أشار إليه مولانا الإمام الحجة القائم (سلام الله عليه) في إحدى توقيعاته التي خرجت على يد سفيره محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه، فقد روى الشيخ الكليني عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري ( رحمه الله ) أن يوصل إلي كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت علي ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) : أما ما سألت عنه - أرشدك الله وثبتك - من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا ، فاعلم أنه ليس بين الله وبين أحد قرابة، من أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح ( عليه السلام )، إلى أن قال عليه السلام:"  وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال؛ وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم...". 

  ونظيره ما رواه الشيخ الصدوق في علل الشرائع باب 162:" العلة التي من أجلها صار يوم عاشوراء أعظم الأيام مصيبة " بإسناده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق " عليه السلام " يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض منه رسول الله صلى الله عليه وآله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليها السلام واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين " عليه السلام " واليوم الذي قتل فيه الحسن " عليه السلام " بالسم ؟ فقال:إن يوم الحسن "عليه السلام " أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام ، وذلك أن أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي صلى الله عليه وآله بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلما مضت فاطمة عليها السلام كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة فلما مضى منهم أمير المؤمنين " عليه السلام " كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة فلما مضى الحسن " عليه السلام " كان للناس في الحسين "عليه السلام" عزاء وسلوة ، فلما قتل الحسين " عليه السلام " لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم مصيبة؛  فقلت له يا بن رسول الله فكيف سمت العامة يوم عاشوراء ، يوم بركة فبكى " عليه السلام " ثم قال: لما قتل الحسين " عليه السلام " تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الاخبار وأخذوا عليه الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وانه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه حكم الله مما بيننا وبينهم قال : ثم قال " عليه السلام " يا بن عم وان ذلك لأقل ضرراً على الاسلام وأهله وضعه قوم انتحلوا مودتنا وزعموا أنهم يدينون بموالاتنا ويقولون بإمامتنا زعموا ان الحسين "عليه السلام " لم يقتل وانه شبه للناس أمره كعيسى بن مريم فلا لائمة إذن على بنى أمية ولا عتب على زعمهم ، يا بن عم من زعم أن الحسين "عليه السلام " لم يقتل فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وآله وعليَّاً وكذب من بعده الأئمة عليهم السلام في أخبارهم بقتله،  ومن كذبهم فهو كافر بالله العظيم ودمه مباح لكل من سمع ذلك منه.... ".

  إن دعوى عدم وجود حقيقة في قتل الأنبياء والأوصياء والأولياء عليهم السلام وأنه تمثيل في تمثيل تستوجب المروق من الدين (والمغالون أمثال المدَّعي هم مارقون من الدين) لأنها تستلزم تكذيب الحجج الطاهرين عليهم السلام وأن بكاءهم على سيد الشهداء كان تمثيلاً وكذباً..!! ومن ينسب إلى أئمتنا الكذب فهو كافر وتترتب عليه أحكام النجاسة وبقية اللوازم الوضعية والشرعية...

    وبما تقدم يتضح:  أن الحكمة من ابتلاء أهل البيت الأطهار عليهم السلام هو ما أشار إليه السفير الثالث ولم يكن الإبتلاء استخفافاً بهم أو تمحيصاً لذنوب أو خطايا ارتكبوها (والعياذ بالله تعالى)..! كلا وألف كلا !! كيف لا وهم المطهرون من الأدناس والمنزهون من الأرجاس بمقتضى آية التطهير والأخبار الكاشفة عنها باتفاق الفريقين..وبما ذكرنا قد تمت الحجة وبلغنا بكم إلى طريق المحجة، والفضل لله تعالى والحجج المطهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) والحمد لله ربّ العالمين..

يا قائم آل محمد أغثنا يا غياث المستغيثين

 كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد

 محمد جميل حمود العاملي 

بيروت بتاريخ 17 شعبان 1438 هجري


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1456
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28