• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : حل الإشكال حول أعلمية النبي موسى من الخضر عليهما السلام .

حل الإشكال حول أعلمية النبي موسى من الخضر عليهما السلام

الإسم: *****

النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله فضيلة العلامة الشيخ

من هو الاعلم موسى عليه السلام أم الخضر عليه السلام علما إن الإمام الصادق عليه السلام قال موسى أعلم من الخضر ولكني وجدتكم تميلون إلى اعلمية الخضر عليه السلام على ما أظن؟ 

وشكراً


الموضوع العقائدي: حل الإشكال حول أعلمية النبي موسى من الخضر عليهما السلام.

  التفاصيل: آيات سورة الكهف ظاهرة في أعلمية الخضر من النبي موسى عليهما السلام / خبر العياشي يتعارض مع الآية / الأخبار أمرتنا بوجوب تقديم الخبر الموافق للكتاب الكريم/ ثمة ثلاثة أخبار تدل على أعلمية الخضر من النبي موسى عليهما السلام/ القاعدة تقتضي تقديم الآية والأخبار المتوافقة معها/ الجمع بين الأخبار أكمل.

بسمه تعالى

السلام عليكم

    الجواب: ظاهر الآيات في سورة الكهف واضحة في أن العبد الصالح الخضر عليه السلام كان أعلم من النبيّ موسى عليه السلام، نظير قوله تعالى (وعلمناه من لدنا علماً) وقوله تعالى حاكياً عن موسى عليه السلام (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علّمت رشداً) ونحوها من الآيات؛ وفي المقابل جاء خبر العياشي ليثبت أن النبي موسى أعلم من الخضر عليهما السلام، وهو الآتي: روى العياشي في سورة الكهف بإسناده عن هشام بن سالم ، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال : كان موسى أعلم من الخضر ".

 وإذا تعارض الخبر مع الآية، يجب الجمع بينهما إن أمكن وإلا قُدِّمت الآيةُ على الخبر بحسب ما ورد عنهم (سلام الله عليهم) بما معناه (أعرضوا أخبارنا على كتاب الله، فما وافقه فخذوه وما خالفه فاضربوا به عرض الجدار..) وقد روى العياشي عدة أخبار تدل على المطلب منها ما ورد في صحيحة محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به .

  وبإسناده أيضاً عن سدير قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام : لا تصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .

  وبالإسناد عن الحسن بن الجهم ، عن العبد الصالح عليه السلام قال : إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل .

 إن الآية تثبت أعلمية الخضر على موسى عليهما السلام، بينما الخبر يثبت العكس، فيتعارضان، فتقدم الآية على الخبر بمقتضى ما أوردناه من الأخبار المتقدمة، وهو خبر واحد لا يمكن تأسيس حكم عليه في مقابل أخبار مستفيضة دلت على أن الخضر عليه السلام أعلم من النبي موسى عليه السلام، ومضمونها يحكي عن أن النبي موسى عليه السلام كان يحدّث نفسه بأنه أعلم خلق الله تعالى في عصره، فتداركه جبرائيل عليه السلام بأمر من الله تعالى وأعلمه بأن يذهب لكي يتعلم من العبد الصالح عليه السلام، وقد أشار المحدث الحويزي في تفسيره نور الثقلين ( ج 3 ص 270 ــ 280 ) إلى ثلاث روايات تدل على ما أشرنا إليه هي ما يلي: رواية رقم 128 ـــ 140 ـــ 154 .

  إن القاعدة الأولية تقتضي تقديم الآية والأخبار المتوافقة معها شريطة عدم القدرة على الجمع بين الآية والأخبار المتعارضة.. وحيث إن خبر العياشي يمكن الجمع بينه وبين الآيات الظاهرة في أعلمية وليّ الله الخضر من النبي موسى عليهما السلام، فلا يجوز ــ والحال هذه ــ طرحه بسبب التعارض البدوي، ووجه تأويله والجمع بينه وبين الآية هو أن نقول: إن الخبر يشير إلى أن النبي موسى عليه السلام كان أعلم من الخضر عليه السلام من حيث التكليف بالظاهر، بيما الخضر عليه السلام كان أعلم منه من حيث التكليف بالباطن؛ فالنبي موسى عليه السلام كان مكلّفاً بالظواهر، بينما الخضر عليه السلام كان مكلّفاً بالبواطن، وهو ما أشارت إليه الأخبار الشريفة..وموسى عليه السلام يمثل النبوة والرسالة وهما من آثار عالم الملك، بينما الخضر عليه السلام يمثل الولاية الكبرى وهي من بواطن عالم الملكوت وهو مهيمن على عالم الملك، والولاية أعظم من النبوة والرسالة، بل إن النبوة والرسالة من بواطن الولاية وجزءٌ من الولاية وليس حاكماً عليها..فاعقل الجواب تهتدي، والله الموفق للهداية والرشاد... وصلى الله على سيدنا أبي الزهراء محمد وعلى أهل بيته الطيبين المنتجبين. 

حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي

    بيروت بتاريخ 2 شوال 1438 هجري

 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1492
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19