السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مولانا ماحكم من يحضر مجالس العزاء تحت منبر خطيب منحرف؟

***

القسم الفقهي:لا يجوز حضور مجالس المنحرفين والبطالين والمبتدعين.

بسمه تعالى

الجواب: إذا علم المستمع الجالس تحت منبر الخطيب المنحرف ان الخطيب منحرفٌ وضال فلا يجوز له الإستماع إليه مطلقاً ولا حضور مجالسه وذلك لأمرين معتبرين من الناحية الشرعية والعرفية:

(الأمر الاول): أن الحاضر يعتبر بنظر العرف والعقلاء مؤيداً للخطيب في انحرافه وضلاله، فيجب هجره بحكم العقل والشرع حتى لا يُنسب الحاضر المستمع اليه أنه مؤيد له بانحرافه وضلاله.

(الأمر الثاني): إن حضوره في مجلس خطيب منحرف يعدُّ تكثيراً لجمعه وتغريراً للآخرين بقبح ضلاله وانحرافه، وقد نهى الله تعالى عن حضور مجالس أهل الباطل والفساد، كما نهى عن تأييد المبتدعين في الدين ولو بشطر كلمة فضلاً عن حشد الناس للإستماع اليه والجلوس بين يديه...ويدخل هذا في باب التعظيم لصاحب البدعة وقد نهى الله تعالى على لسان حججه الأطهار عليهم السلام عن زيارة صاحب البدعة في بيته فضلاً عن القعود بين يديه للإستماع الى ما يفتريه على الله تعالى والحجج الانوار عليهم السلام كما في قوله تعالى( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره، وإمّا يُنسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) الانعام ٦٨. وقال تعالى( فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور) الحج ٣٠ وقال تعالى(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) الفرقان ٧٢.

وجاء عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:" من مشى الى صاحب بدعة فقد سعى في هدم الإسلام".

والاخبار في ذمّ المبتدعين والمنحرفين فاقت التواتر، فلا يجوز للمؤمنين- والحال هذه- حضور مجالسهم لأن في ذلك مداهنة لهم وترويجاً الى ضلالهم وفسادهم، كما لا يجوز حضور مجالس المتحزبين الضالين- ولم نرَ لحدّ الآن حزباً مهتدياً- للنكتة الفقهية التي أشرنا إليها، وحضور مجالس هؤلاء أعظم فساداً من الحضور تحت منبر خطيب منحرف...والله وليّ المهتدين.

العبد المتربص محمّد جميل حمُّود العاملي

بيروت بتاريخ ٥ محرّم الحرام عام ١٤٤٠ هجري قمري.