• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أيهما أفضل وأهم يوم الغدير ام يوم عاشوراء؟ .

أيهما أفضل وأهم يوم الغدير ام يوم عاشوراء؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة فقيه البراءة مرجعنا العاملي مدَّ اللهُ ظلَّه الشريف..
أيهما أفضل وأهم يوم الغدير ام يوم عاشوراء؟
حفظكم العباس العظيم إلى يوم الظهور الشريف..

 

 
القسم العقائدي: أيهما أفضل وأهم يوم الغدير ام يوم عاشوراء؟
بسمه تعالى
وعليكم السلام وررحمة الله وبركاته
   الجواب:يوم الغدير المعظّم هو يوم عيد بولاية أمير المؤمنين الإمام الأعظم مولانا علي بن أبي طالب صلى الله عليه بالتنصيب والتشريع، ولا ريب في عظمة هذا التنصيب وأهميته على صعيد التقنين والتشريع، وهو أفضل الأعياد الإسلامية على الإطلاق لقول النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله:"يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي" لذا فهو يوم عيد وسرور وتعظيم له، ولا يستقيم التقنين والتشريع والسرور والتعظيم لهذا العيد ما لم يكن هناك مقام تنفيذي لإستمرارية هذا العيد، كما أن الإمامة مقام تنفيذي لحفظ النبوة والرسالة، كذلك هناك مقام تنفيذي لحفظ الإمامة نفسها في يوم الغدير من أن يستغلها غرباء عنها، ذلك لأن التشريع بحاجة إلى تنفيذ، والتشريع محتاج إلى حفظ وبقاء، والمتكفِّل بالحفظ والبقاء هو يوم الملحمة الكبرى في يوم عاشوراء الذي عرَّى المتلبسين بالدين وفضح أُكذوبتهم ونفاقهم..فلولا عاشوراء لكان باب الحكم للسلاطين مُشرَعَاً على مصراعيه بإسم الدين، ولو لم تقم عاشوراء لكان اندثر يوم الغدير وما يرتبط به من معالم تشريعية وعقائد توحيدية.
  وبعبارة أخرى: لدينا مقامان عظيمان: أحدهما المقام التشريعي، وثانيهما المقام التنفيذي الملحمي، والثاني متفرع عن الأول ولكنه أهم منه، إذ لولاه لما بقي المقام الأول، وبالتالي فإن المقام الثاني واقٍ للمقام الأول، إذ إن ملحمة عاشوراء التي قادها وليُّ الله مولانا الإمام المعظَّم سيِّد الشهداء وأخوه وليّ الله العباس عليهما السلام،كانت الضمانة لصيانة الإسلام من التحريف، وبمقام الإمامة نفسه حفظ أمير المؤمنين علي عليه السلام مقام التشريع، وبمقام الولاية قامت صاحبة الولاية المعظمة سيّدتنا المطهرة الزهراء البتول عليها السلام بحماية الإمامة والرسالة ثم جاء دور الأولياء العظام الإمام الحسين عليه السلام وأخيه المولى العباس   والصدّيقة زينب الحوراء عليهم السلام فضحى الوليَّان بدمائهما الطاهرة مع بقية العيال والأصحاب وسبيت مولاتنا الحوراء زينب فقامت كما قامت أُمّها سيِّدة نساء العالمين عليهما السلام لأجل حماية معالم التوحيد ونبذ الشرك من جهة، ولكي تُصان الإمامة  والنبوة والرسالة من كيد الحاقدين من جهةٍ أُخرى.
 وبناءً على ما تقدَّم:فإن يوم عاشوراء هو امتداد ليوم السقيفة، ولولا السقيفة التي أرادت مسح الإمامة من أساسها لم يكن لواقعة الطف في كربلاء وجود..فكربلاء فرع عن يوم السقيفة، وبالتالي فإن يوم عاشوراء أهم وأفضل من يوم الغدير، إذ لولا عاشوراء لما قام للدين عامود ولا اخضر له عود..فعاشوراء ردت الإعتبار لمقام الإمامة الذي تزعزع في نفوس المؤمنين يوم دخل الذلُّ دار أشرف مخلوقَينِ على وجه البسيطة هما أمير المؤمنين علي وزوجته المطهرة مولاتنا الصدّيقة الشهيدة فاطمة صلى الله عليهما، فقام فرسان الهيجاء: الإمام الحسين والمولى العباس وزينب الحوراء عليهم السلام فزلزلوا الأرضَ من تحت أنصار السقيفة وأعوانها..لذا فإن شعار إمامنا الحُجَّة القائم عليه السلام يوم ظهوره الميمون سيكون:(يا لثارات جدي الإمام الحسين..) ولن يكون خروجه المبارك لإحياء يوم الغدير بالفرح والسرور، فليس من نية الإمام المهدي روحي له الفداء أن يأمر المؤمنين بالسرور في يوم الغدير، بل ستكون دولته موشحة بالسواد على شهادة جدّه الإمام الحسين وعمّه المولى المعظَّم العباس وشهادة جدّته المطهرة الزهراء البتول عليهما السلام وسبي عمته الحوراء زينب..الذين استشهدوا ليحيا الدين ويزهق الباطل..فقد سطروا للتاريخ ملاحم العزّ والإباء ورسموا التضحيات الجسام ليبقى الدين هو الحاكم على السلاطين والطواغيت. 
 والحمد لله ربّ العالمين.
     عبد الإمام القائم صلى الله عليه/ محمد جميل حمود العاملي
          بيروت بتاريخ 1 ربيع الثاني 1443 هجري.  

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1972
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18