• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل يجوز التسليم على مولانا العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام بعد التسليم على النبي وآله في الصلاة؟ .

هل يجوز التسليم على مولانا العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام بعد التسليم على النبي وآله في الصلاة؟

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا شيخنا الجليل و العالم النبيل محمد جميل حمود العاملي ( حياك الله في الدارين ) 
هل يجوز التسليم على أبي الفضل العباس عليه السلام في تشهد أى صلاة بعد التسليم على محمد و آله عليهم السلام
سيد علي

 

القسم الفقهي: هل يجوز التسليم على مولانا العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام بعد التسليم على النبي وآله في الصلاة؟
بسم الله الأحد
الجواب: إن سيدنا المعظم المولى المبجّل وليّ الله الأعظم المعصوم المسدد والحجة الامجد حبيب الله ونجيبه وآيته العظمى وناموسه الأكبر الذي حباه الله وخصه بمعاجز وكرامات باهرة اكثر مما خصّ به ولي أو نبي..فهو أفضل من الانبياء الا رسول الله وبقية الحجج الأطهار عليهم السلام فهو مثلهم وفي نفس درجتهم كما فصّلنا ذلك في كتابينا الجليلين:( العصمة الكبرى لوليّ الله العباس عليه السلام وخاتمة الخواتم حول مناقب قمر بني هاشم).
إنه قمر الهاشميين وهو من تأوه عليه وبكى عليه - حزناً على فراقه - مولانا سيّد الشهداء الإمام المعظّم الحسين الأنور عليه السلام وقال كلمته المشهورة حينما سقط أخوه عن صهوة جواده: (الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوي). 
وقال:(وا أخاه وا عباساه وا مهجة قلباه...).
مولانا وسيدنا أبو الفضل العباس..رجل ليس له نظير الا من كان من طينتهم وهم: أبوه وأخواه الإمامان الحسنان وأخته الحوراء زينب وبقية آل محمد...هو سرّ الله في خلقه..فهنيئاً له من خصائص ومنازل هي هدايا الرحمان لوليّه المولى العباس فديته بنفسي..!!.
وبناءً عليه نقول:
يجوز السلام - برجاء المطلوبية على أقل تقدير - على المولى المعظّم أبي الفضل العباس بعد السلام على النبيِّ وآله الطاهرين وهم: سيدة نساء العالمين وبعلها أمير المؤمنين وأولادها الأئمة الهادين المهديين عليها وعليهم ألف تحية وصلاة وسلام، وذلك لأمرين:
(الامر الاول): لأن الرخصة وردت في النصوص..فقد دلت على أن التسليم تارةً يكون مختصراً، وأخرى يكون مفصّلاً كما جاء في خبر علل الشرائع بإسناده عن محمد بن علي بن إبراهيم قال: سُئِل أمير المؤمنين عليه السلام عن علة قول الإمام: السلام عليكم فقال: يترحم عن الله عز وجل فيقول مَن ترحمته أمان لكم من عذابكم يوم القيامة، وأقل ما يجزي من السلام: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وما زاد على ذلك ففيه الفضل لقوله تعالى( فمن تطوع خيراً فهو خير له).
(الامر الثاني): لأنهم من أبرز مصاديق آل محمد إجماعاً ونصوصاً..فإذا جاز لنا التسليم على أنفسنا وعلى عباد الله الصالحين، فكيف يحق لنا أن نستشكل بالسلام على مَن هم أساس الدين وقادة التوحيد..؟! فإذا جاز التسليم على الأدنى - وهم نحن - جاز التسليم على من هو أفضل منا بطريق أولى..ولا يعدّ هذا من الزيادة في فصول التسليم..كلا بل هو تفصيل وتشريح للمفهوم العام وهو تعداد الاولياء الداخلين في المفهوم الخاص بآل محمد...فهذا المفهوم ذو مصاديق تشكيكية كما يقول علماء المنطق: أي متعددة يظهرها المؤمن بتعداد مصاديق المفهوم وأفراده الجلية..
وبناء عليه: فإن المولى المعظّم العباس وبقية المعصومين من آل محمد - من غير الأئمة الطاهرين عليهم السلام - يجوز تعدادهم من ثلاث جهات:
١ - إنهم من آل محمد.
٢ - إنهم من عباد الله الصالحين.
٣ إنهم أفضل من الملائكة المشار إليهم بالتسليم الأخير الذي تختم به الصلاة وهو: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، مع أن التسليم الأخير أعم من التسليم على الملائكة، بل هو عام يشمل المأمومين والملائكة وآل محمد ..فلا ريب حينئذ بجواز التسليم على المولى العباس عليه السلام باعتباره من أبرز مصاديق المفهوم العام لآل محمد من جهة، ولأنه أفضل من الملائكة والمأمومين من جهة أخرى..والله العالم وهو يتولى الصالحين.
خادم الحجج الأطهار عليهم السلام/ محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ٣٠ ذي القعدة ١٤٤٢ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1982
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29