• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : شرح فقرة دعاء رجب( لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك...) .

شرح فقرة دعاء رجب( لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك...)

 

آية الله المحقق والمدقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي (دام ظله الشريف) ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أرجو من جنابكم المكرّم بيان مقصد العبارة الواردة في دعاء شهر رجب الأصب المروي عن إمام زماننا (أرواحنا فداه) مانصه : " لا فرق بينك وبينها إلاّ انّهم عبادك وخلقك ". 
وفقكم الله تعالى لمرضاته ، وجعلكم من خيرة الممهدين لولي أمرنا ونعمتنا (عليه السلام)
خادمكم يونس الحميري

 

الموضوع العقائدي: شرح فقرة دعاء رجب( لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك...) 
بسم الله جلّت عظمته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: إن المدقق في فقرات الدعاء اليومي في رجب الصادر من الناحية المهدوية المقدّسة على يد السفير الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد رضي الله عنه وعن والده..يرى بوضوح أن المقصود  بهذا الدعاء هو ولاة أمر الله المأمونين على سرّه المستبشرين بأمره والواصفين لقدرته والمعلنين لعظمته..وقد عظّمهم الله تعالى بصفات الجمال والكمال والهيبة والجلال وفضّلهم على عامة خلقه أجمعين..لذا جعلهم كاشفين عن إرادته بما أعطاهم من النعم الملكوتية ما لم يعطِ أحداً من العالمين - ملائكة وأنبياء ومرسلين - فهم صفاته وتجلياته وخزائنه المدّخرة فلا يفترقون عنه بشيء سوى أنهم مربوبون مخلوقون بيد القدرة الإلهية، فقد جاء في الأخبار ما يؤكد هذه الحقيقة والمنحة الكريمة لهؤلاء الأصفياء، فقد دلت هاتيك النصوص على أنهم الأسماء الحسنى لله تعالى التي لا بدَّ للعباد من الدعاء بها الى الله تعالى والتوجه إليه من خلالها، ففي صحيحةالحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا، عن أحمد بن إسحاق عن سعدان ابن مسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا).  وهنا ينبغي لنا أن ننقل ما ذكره العلامة المازندراني في شرح اصول الكافي لاهميته ومتانته لنؤكد للقارئ اللبيب الفطن ان ما اشرنا إليه سابقاً هو اعتقاد أكابر علماء الإمامية المحصلين ولا نلتفت الى الكسالى من عمائم الحوزات الدينية وإن انتشر صيتهم بأموالهم وأتباعهم في شرق الارض وغربها، فليسوا سوى موقوذة ومتردية ونطيحة..!
قال العلامة المازندراني: (يحتمل أن يراد بالأسماء الحسنى أسماؤهم (عليهم السلام) وإنما نسبها الله إليه لأنه سماهم بها قبل خلقهم كما دل عليه بعض الروايات، ويحتمل أن يراد بها ذواتهم، لأن الاسم في اللغة العلامة وذواتهم القدسية علامات ظاهرة لوجود ذاته وصفاته، وصفاتهم النورية بينات واضحة لتمام أفعاله وكمالاته وإنما وصفهم بالحسنى مع أن غيرهم من الموجودات أيضا علامات وبينات لما وجد فيهم من الفضل والكمال ولمع منهم من الشرف والجلال ما لا يقدر على وصفه لسان العقول ولا يبلغ إلى كنهه أنظار الفحول، فهم مظاهر الحق وأسماؤه الحسنى وآياته الكبرى فلذلك أمر سبحانه عباده أن يدعوه ويعبدوه بالتوسل بهم والتمسك بذيلهم ليخرجوا بإرشادهم عن تيه الضلالة والفساد ويسلكوا بهدايتهم سبيل الحق والرشاد..).
زبدة المخض: إن ولاة الأمر من آل محمد عليهم السلام هم صفات الله وأسماؤه لا يفترقون بشيء عن الله عزّ وجلّ سوى أنهم معلولون لعلّة الوجود وهو الله تبارك اسمه كما هو عليه في الفقرة الشريفة من دعاء رجب:( لا فرق بينك وبينها - أي بالصفات الفعلية لا الذاتية كما أوضحناه في كتابنا الكريم: الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية - إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها إليك..).
كلب آل محمد/ محمّد جميل حمُّود العاملي 
بيروت بتاريخ ٣ شعبان ١٤٤٣ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29