• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : أشهر الحج ثلاثة/ كيف يكون الحج في ثلاثة شهور مع أنه في ذي الحجة..؟ .

أشهر الحج ثلاثة/ كيف يكون الحج في ثلاثة شهور مع أنه في ذي الحجة..؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا المِفضال..
قال تعالى في كتابه الكريم ((اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي الْحَجَّ)) 
جاء في تفسير البرهان بخصوص هذه الآية ان الحج في أربع أشهر معلومات وهم (شَوَّالٌ،وَ ذُو الْقَعْدَةِ،وَ ذُو الْحِجَّةِ) وإليكم نص التفسير الوارد عن آل محمد عليهم السلام :

99-/996 _1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ،عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ،عَنْ زُرَارَةَ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: « اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ :شَوَّالٌ،وَ ذُو الْقَعْدَةِ،وَ ذُو الْحِجَّةِ،لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحُجَّ فِيمَا سِوَاهُنَّ».

99-/997 _2- وَ عَنْهُ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ أَبِيهِ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ،عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ،جَمِيعاً،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ .:«وَ الْفَرْضُ:اَلتَّلْبِيَةُ وَ الْإِشْعَارُ وَ التَّقْلِيدُ،فَأَيَّ  ذَلِكَ فَعَلَ فَقَدْ فَرَضَ الْحَجَّ،وَ لاَ يُفْرَضُ الْحَجُّ إِلاَّ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ :وَ هُوَ شَوَّالٌ،وَ ذُو الْقَعْدَةِ،وَ ذُو الْحِجَّةِ».

وسؤالنا هو / الحج هنا ثلاثة أشهر كما بينه المعصوم عليه السلام، وليس شهراً واحداً وهو ذو الحجة فكيف أصبح الحج شهراً واحداً وهنا المعصوم يقول ثلاث أشهر؟.

وسؤالنا الاخر / هل يحق لنا أن نحج في شوال أو نحج في ذي القعدة؟.

أرجو من جنابكم الكريم الإجابة بصورة مفصلة مع التقدير..

 

الموضوع الفقهي: (أشهر الحج ثلاثة/ كيف يكون الحج في ثلاثة شهور مع أنه في ذي الحجة..؟)
بسمه تعالى
وعليكم السلام
الجواب على السؤال الأول : قام الإجماع القطعي المبني على الآية المباركة والأخبار القطعية الصدور على أن أشهر الحج ثلاثة شهور: شوال وذو القعدة وعشرة من ذي الحجة.
فهي شهور لا يجوز فيها التبديل والتغيير بالتقديم والتأخير اللذين كان يفعلهما الجاهليون وسمي بالنسيء حيث كانوا يغيّرون بالشهور عندما يريدون الإستراحة من القتال لأنهم كانوا يحرّمون القتال في محرم ولكنهم عندما يريدون الغزو في محرم كانوا يبدّلون شهر محرم بشهر آخر..فرد الله عليهم بقوله تعالى ( إنما النسيء زيادة في الكفر).
وأشهر الحج الثلاثة يعني ان الحج منقسم الى شيئين: عمرة التمتع وحج التمتع؛ فمن اراد ان يأتي بعمرة التمتع يمكنه ان يأتي بها في شوال او في ذي القعدة ؛ فيشرع بالإحرام من الميقات للعمرة المتمتع بها الى الحج الاكبر فيدخل مكة محرماً ثم يطوف بالبيت سبعاً ثم يصلي ركعتين للطواف عند مقام إبراهيم ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعاً ثم يقصر من شعره او شاربه أو بعض أظفاره ثم يحتاط وجوباً بطواف النساء وركعتي الطواف عند مقام إبراهيم عليه السلام تحرزاً من مخالفة الواقع وصوناً للأعراض  ولأجل رواية المروزي عن الإمام الهادي عليه السلام يأمر فيها الإمام عليه السلام بطواف النساء وركعتي الطواف في عمرة التمتع( وسائل الشيعة باب ٨٢ من ابواب الطواف ح ٦).. فهذه افعال  خاصة بعمرة التمتع وهي واجبة وبها تتم العمرة التي هي جزء من  حجة الإسلام أو حج التمتع وسبب هذه التسمية أن عمر بن الخطاب لعنه الله حرّ م التمتع بالنساء بعد الإنتهاء من عمرة التمتع وقبل الشروع بإحرام جديد في مكة لأعمال حج التمتع او الحجة الأكبر او حجة الإسلام...ولعمر قول خبيث يرد به على النبي محمدٍصلى الله عليه وآله قال عمر لعنه الله:( أننطلق ومذاكيرنا تقطر منياً..؟) أي ننتهي من العمرة وننكح النساء ثم ننطلق الى عرفة بإحرام جديد..هذا أمر مستغرب..؟ لقد كبر على عمر بن الخطاب تشريع حج التمتع اي حج بعد تمتع بالنساء...؟! راجعوا  المصادر التاريخية...
إن اشهر الحج الثلاثة التي اخبر عنهن الله بقوله تعالى(فمن فرض فيهنّ الحج) اي فمن أوجب على نفسه فيهن الحج معناه فمن أحرم فيهن بالحج اي بشهر ذي الحجة او بالعمرة المتمتع بها الى الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج..
وبعبارة موجزة: إن من أراد الحج الأكبر وذهب الى مكة قبل ذي الحجة وأراد أن يستريح قبل الحج الاكبر بشهر او شهرين او ايام يجب عليه أن يحرم من أحد المواقيت لعمرة التمتع التي هي مقدمة لحج التمتع أو حجة الإسلام او الحج الأكبر..
فالإحرام ولوازمه في عمرة التمتع يجوز الإتيان بها في الشهور الثلاثة: شوال/ ذو القعدة/ وضمن العشرة من ذي الحجة.
ولا يجوز الإتيان بعمرة التمتع التي هي جزء من حجة الإسلام قبل الأشهر الثلاثة المتقدمة الذكر بل لا بد لمن وجب عليه حج الإسلام أن يعتمر عمرة التمتع في أحد الشهور الثلاثة شريطة أن لا تفوته أعمال ذي الحجة.
الجواب على السؤال الثاني: تقدم الجواب عليه في الأسطر الأخيرة في الجواب الأول.
ونزيد عليه بما يلي: لا يجوز الحج كاملاً في شوال او في ذي القعدة بل الحج بقسمه الاول اي عمرة التمتع يجوز له أن يفعلها في الشهرين السابقين على ذي الحجة ثم يحل من إحرامه بعد الطواف وركعتي الطواف والسعي؛ ثم التقصير..ويحتاط بطواف النساء وركعتيه، فتحل له النساء ثم قبل يوم عرفة يحرم مجدداً من مكة إحرام حجة الإسلام ليصعد الى عرفة ويأتي ببقية الأعمال المتوجبة عليه بعد عرفة...ونلخص لكم الاعمال الخاصة في الحج الأكبر وهي الآتي:
١- الإحرام من مكة؛ والأحوط  بالقرب من البيت الحرام.
٢- الوقوف بعرفات من زوال يوم عرفة الى غروبها؛ وينتهي غروب الشمس بذهاب الحمرة المشرقية.
٣- الوقوف بالمشعر الحرام من بعد طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس من اليوم العاشر وهو يوم العيد.
٤- رمي جمرة العقبة بمنى
٥ - التضحية نحراً او ذبحاً.
٦ - حلق الرأس على الاحوط وجوباً للصرورة اي الذي يحج لاول مرة.
٧ - البيتوتة ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر في منى.
٨ - رمي الجمرات الثلاث في يومي الحادي عشر والثاني عشر.
٩ - طواف الحج سبعاً بالبيت الشريف.
١٠ -صلاة ركعتي الطواف عند مقام ابراهيم عليه السلام
١١ -السعي بين الصفا والمروة سبعاً.
١٢ - طواف النساء سبعاً.
١٣ - صلاة ركعتي طواف النساء عند مقام ابراهيم عليه السلام.
حفظكم الله ورعاكم وهو يتولاكم برحمته وعطفه
عبد الحجة القائم غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٠ ذي الحجة ١٤٤٣ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2073
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28