• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : بيانات .
              • القسم الفرعي : بيانات وإعلانات .
                    • الموضوع : الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري.. .

الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

  بسم الله جلّت عظمته
(الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..)


     طلّت على قناة nbn فتاة محاورة للشيخ حسن المصري شاعر البلاط الملكي..وهذه الفتاة مع الشيخ لا يعرفان شيئاً عن أهداف نهضة الإمام المعظّم أبي عبد الله الحسين صلى الله عليه وآله فقالت له: "دائماً يصورون لنا السيّدة زينب بالبكاء والعويل..بالرغم من انها شجاعة وصلبة..ألا توافقني سماحة الشيخ؟ فقال: نعم هناك زيادات في السيرة الحسينية.." ثم عرّج على التطبير الذي بحسب ظنه السيء من العادات التي استوردها العرب من بني بويه اي الدولة البويهية التي حكمت إيران والعراق..وقال: "إن المطبرين يتمسكون برواية نطح السيدة زينب رأسها بعامود الهودج..ليش المشحرة زينب كان عندها هودج ..ما في هوادج ولا عواميد..إلخ".
والجواب من وجهين مُجمَلَين والتفاصيل تركناها لموعد آخر:
 (الوجه الأول): إن من مصائب الحوزات العلمية أنها خرّجت عمائم بترية ظالمة وجهولة بقضايا اللغة والتاريخ والعقيدة بل والفقه أيضاً..والأعجب من كلّ ذلك صار المعمم الكسول يلقي الضلال بإسم الزيّ الديني، ولو امتحناه واختبرناه بوضوئه لظهر عيبه وانكشف زيفه..فكيف سيكون حاله في القضايا التاريخية والعقائدية الشائكة التي لا يمكن لمعممٍ أمثال الشيخ حسن المصري أن يسبر غورها ويخوض في بحرها المتلاطم الامواج التي غرق فيها من ادّعى أنه عالم نحرير بنظر أتباعه ومريديه..وجلُّ مصائبنا إنما هي بسبب وجود عمائم بلا ورع وتقوى، لم يقوَ جذعُها ولم يتصلب عودُها بحيث لم تقطع مراحل المقدمات العلمية فضلاً  عما يقرب من السطوح..!! فهو وامثاله أشباه العلماء وليسوا بعلماء..هؤلاء مصداق بارز من مصاديق مفهوم الرويبضة وهم السفهاء الذين يتكلمون بأمور الشريعة وهم أجهل من العوام بها..!
(الوجه الثاني): ما نفثه الشيخ المصري عن الهوادج والعواميد وحصره العواميد بالهوادج.. ليس صحيحاً وينم عن جهله المطبَق والمركَّب في قضايا البعران والأبعرة..كما ينم عن جهله في  السيرة الحسينية المقدّسة..ولو أنه تركَ المجال للمتخصصين لهان الخطبُ ولم يتسع الفتقُ، ولكنه ظن نفسه محققاً  بقضايا التاريخ وعالَم الجمال والأباعر وكذلك العقيدة.. فكان يجب عليه ان يلزم الصمت ويحيل الإجابة الى المتخصصين من العلماء في مجال الفقه والعقيدة والتاريخ وعلم الدراية..ولينكب على مجاله البارع فيه وبما يجود به  على منابر السلاطين من شعرٍ خياليٍّ لهذا الزعيم وذاك  ليس فيه شيء من الحقيقة بل كله غلوٌ وتصورات في مخيلته الشعرية المنكوسة قال تعالى:( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم ترَ أنهم في كل واد يهيمون..) يلقي الشعر حتى على من كان خصماً لزعيمه في الثمانينات وقد وضعه فوق السحاب بل فوق عالم الملك والملكوت...!!
الإطراء والمديح في مخيلته الخصبة إنما يكونان لمن يدفع الدنانير أكثر فأكثر.. فدسومة شعره الخيالي جاهزة بحسب دسومة الفاتورة..! ويا ليت شعري ليته دلنا على رواية الناقة العجفاء حتى نناقشه فيها..! فليس ثمة رواية تشير الى الناقة العجفاء التي صعدت عليها سيّدة النساء الصدّيقة الحوراء زينب عليها السلام..بل الأغرب من ذلك قد نعت سيدتنا المطهرة زينب سلام الله عليها بلغته العامية ب( المشحرة)..؟ وا علياه وا فاطمتاه...!! فلا وجود لناقة عجفاء في موكب السبايا...؟! فلم يروِ لنا الثقاة المؤرخون أن مولاتنا زينب صعدت على ناقة عجفاء ولا على هودج..بل رووا قصة المحامل التي حُمِلَ عليها النساء والأطفال: اربعين شُقّة تُحمَل على أربعين جملاً ( والشقة هي مسكن لإثنين او اكثر في طبقة واحدة) كما جاء في خبر الجصاص.. بل المتوفر في المصادر الحديثية التاريخية أنها كانت في المحمل مكشوف السقف أي بلا سقف، وليس في الهودج المسقوف؛ والمحمل غير الهودج كما فصّلنا ذلك في كتابنا القيّم( إتحاف ذوي الإختصاص بالتحقيق في خبر مسلم الجصّاص) (طبع دار المحجة البيضاء بيروت..) فليراجعه من يحب التعمق في علم الرجال والأصول والدراية في معالجة خبر مسلم الجصاص الكاشف عن المحمل الذي كانت مولاتنا الحوراء قاعدةً  فيه..ونفيه للهودج صحيح ولكن نفيه لوجود المحمل كذبة لم يسبقه إليها أحدٌ سوى من كان جهولاً مثله....وما أكثرهم في عصرنا الحاضر..!!
مضافاً الى ذلك: فإن كل الفقهاء المجدّين الذين أفتوا بحلية التطبير لم يعتمدوا على خبر مسلم الجصاص فحسب، بل ثمة أدلة أخرى اعتمدوها للإستدلال على حلية التطبير وهي كثيرة فليراجع كتابنا( رد الهجوم عن شعائر الإمام الحسين المظلوم عليه السلام)..ولكنّ الشيخ المصري كان وما يزال غافلاً عن صنع المحمل فحسب أنه هودج فاستبدل المحمل بالهودج مع وجود فارق بينهما كما أشرنا إليه في كتابنا( إتحاف ذوي الإختصاص..)..ونحن ننصحه لوجه الله تعالى - كما ننصح غيره من العلماء المزيفين - بمطالعة كتابنا المتقدّم الذكر ليرفع الجهل عن نفسه، وساعتئذٍ  لكلّ حادثٍ حديث ولكلّ مقامٍ مقال..ونحن في كتابنا المذكور لم نترك مفردةً لغوية أو تاريخية او عقائدية لها علاقة بموضوع شج رأس مولاتنا الصدّيقة الحوراء صلى الله عليها إلا وكشفنا عن مبهماتها ومتشابهاتها وأوضحنا معانيها ببيان  واضح جلي بحمد الله وفضله..وكتابنا قبلةٌ علمية يتوجه إليها كلّ مَن ألقى السمع وهو شهيد....وكتابنا المذكور هو الوحيد في المكتبة العلمية الشيعية الذي صحّح خبرَ مسلم الجصاص الذي شكّك فيه الموتورون من عمائم السوء..!! ولن نتعب أنفسنا مع الجهلاء الغارقين بدنياهم ودنانيرهم التي من أجلها باعوا الدين ومعالمه المقدسة...فكتابنا حجة على الجميع شاء مَن شاء وأبى مَن أبى...والحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهم على محمد وآله الطاهرين..يا قائم آل محمد اغيثوا الملهوف..!
والسلام على من اتبع الهدى


خادم شسع نعل الصدّيقة الحوراء المطهرة زينب الكبرى عليها السلام/  محمد جميل حمّود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٥ محرم ١٤٤٣ هجري قمري.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2074
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29