حكّام الشيعة اليوم لا يريدون من العلماء الوقوفَ بجانب المحرومين المطالبين بحقوقهم بحجّة أن الوقوف معهم يعني الدخول في عالم السياسة وهي دنيا مذمومة، وليس من مهام رجل الدين الحديث في السياسة لأنها تشغله عن مهامه الدينية، لا سيّما في أيام عاشوراء التي يجب أن تكون المجالس فيها منحصرة فقط بالبكاء على الإمام وأهل بيته الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين....!!

والجواب هو: إن الإمام الحسين (صلى الله عليه) لم يجابه الظالمين لكي يستشهد فنبكي عليه، بل قام ضد الظالمين واستشهد لأجل شيئين هما:

الأول: أن يعيش المؤمنون أحراراً من السلاطين وعبيداً لله رب العالمين.

الثاني: أن نقتدي به، فنثور على الظالم كما ثار، ونقاتل كما قاتل ونضحي كما ضحى..وما الدموع التي نذرفها عليه سوى حرارة الشوق اليه والغيرة عليه وتمني أن نقاتل بين يديه يوم ثار على الحكّام المستبدين..هذه أهم بنود الثورة الحسينية المقدّسة؛ وليس من أهدافها البكاء عليه مجرداً من الهدف السامي المتقدم الذكر.. بل يجب أن تكون دموعنا باروداً يتفجر في وجوه الظالمين والمستكبرين...وأن نردَّ الحقَّ لأصحابه..اقولها بصراحة وبملء فمي: لم يفهم شيعة اليوم معنى ثورة الإمام الحسين عليه السلام كما فهمها وليام دوغلاس زعيم ثوار إسكتلندا حينما وقف على خشبة المقصلة لقطع رأسه وقال: (لي أسوة بالإمام الحسين عليه السلام) وقال غاندي( لقد تعلمت الثورة على الظالم من الإمام الحسين عليه السلام)..هذان الثائران فَهِما مَن هو الإمام الحسين.. وفَهِما أيضاً بعضَ الأهداف الرئيسية لجهاده ضد الحكام الظالمين...!! هكذا فليتعلّم الشيعة عبيدُ الزعماء  مِن ثائرَين على الزعماء وقد انتصرا بالإمام الحسين عليه السلام: إسكتلندي وهندي...!!