• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : رواية المفضّل الدالة على التسليم لأهل البيت عليهم السلام لا تتعارض مع ولايتهم التكوينية الكبرى .

رواية المفضّل الدالة على التسليم لأهل البيت عليهم السلام لا تتعارض مع ولايتهم التكوينية الكبرى

 

السلام عليكم 
انا اعرف ان صفحة الفيس بوك هي فقط لعرض مايصدر من جناب الشيخ 
ولكني ليس لي اميل فارجو بواسطتكم ايصال هذا السؤال مع الشكر والاحترام 
السؤال / 
ألا تتعارض هذه الرواية مع الولاية التكوينية لاهل البيت عليهم السلام 
الروايه 👇
عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما جاءکم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا وما جاءكم عنا ما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا..
علي الجعفري

 

الموضوع العقائدي: (رواية المفضّل الدالة على التسليم لأهل البيت عليهم السلام لا تتعارض مع ولايتهم التكوينية الكبرى)
     (بسم الله جلّت عظمته)
السلام عليكم
الجواب: لا تعارض بين رواية المفضّل وبين الولاية التكوينية لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وذلك لأن الرواية في مقام بيان التفويض إليهم والتسليم لهم في أمور الدين وما صدر - وما يزال يصدر منهم - من عجائب وغرائب وعلوّ درجات ومقامات رفيعة ومنازل شريفة..فموضوعها عام يشمل التفويض إليهم والتسليم لهم وصدور المعاجز والكرامات من ذواتهم المقدسة....إلخ، فمن انكر ولايتهم وبعض مقاماتهم وعلو مراتبهم أو شيئاً من أحكامهم الضرورية أو التي دل عليها الدليل المعتبر ولكنه ينكر ذلك  بسبب ضعف يقينه بهم أو بسبب جهله بمعارفهم، فهو مردود عليه، وهو ما أشارت إليه النصوص الكثيرة منها صحيحة أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله إن أحبَّ أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا ؛ وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث يُنسب إلينا ويُروى عنا فلم يقبله إشمأز منه وجحده وكفّر مَن دان به وهو لا يدري لعلَّ الحديثَ مِن عندنا خرج وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا..). الكافي ج ٢ ص٢٢٣ ح٧.
   فكلُّ ما يصدر منهم هو حق سوى ما ينسب إليهم من أحكام مخالفة للكتاب والسنة النبويّة والولويّة، وفيها شيءٌ من الحط  بمقاماتهم ومنازلهم الشريفة وأسرارهم العظيمة....ويشمُّ منها رائحة الغلو في ذواتهم الشريفة بحيث يجعلهم الناس الإله الواحد الصمد قد تجسد فيهم واحداً تلو الآخر....والعياذ بالله، فهذا هو الغلو الذي لا يجوز نسبته إليهم كمخلوقين ومعلولين للعلّة الإلهية الازلية الصمدية المنزّهة عن مجانسة المادة ولوازمها...ومن نسب إليهم الألوهية فهو مردود عليه ولا يجوز للمؤمنين أن يصدقوه ويقبلوا منه أياً كان القائل حتى لو ورد ذلك برواية صحيحة منسوبة إليهم، فلا يجوز قبولها والتسليم لها ولراويها...!!
  والولاية التكوينية هي : (تسخير الكائنات الإمكانية لإرادتهم ومشيئتهم التي هي المرآة للمشيئة الإلهية) راجعوا عقيدتنا في طاعة الأئمة الأطهار عليهم السلام في الجزء الثاني من كتابنا الجليل:( الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية) فقد أسهبنا فيه ببيان ولايتهم التكوينية الكبرى وفنّدنا الشبهات التي أثارها زعيم الخط البتري على الساحة الشيعية محمد حسين فضل الله..!! فولايتهم التكوينية هي في طول ولاية الله تعالى وإمتداد لولاية الله عزّ وجلّ وليست في عرض ولايته تعالى فهو مستحيل عقلاً وشرعاً ..وكلّ من يعتقد بالولاية العرضية المقابلة لولاية الله تعالى فهو مخبلٌ وناقصُ العقلِ والإدراك.. فولايتهم هي امتداد لولاية الله تعالى قد حباهم بها لعلو قدرهم عنده وعظم شأنهم لديه..وقد دلت عليها الآيات من الكتاب الكريم والسنّة النبوية والولويّة..فراجعوا كتابنا المتقدم الذكر..ولله الحمد وله تعالى وللحجج الأطهار عليهم السلام الشكر والمنة..
والله ولي الصالحين ودمتم في رعاية الله وحفظه..والسلام عليكم.
خادم الإمام الحُجّة القائم المهدي صلى الله عليه/ عبده محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٦ محرّم الحرام ١٤٤٣ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2079
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19