• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : تحقيق حول بحر النجف .

تحقيق حول بحر النجف

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل الكريم 
 سؤالنا: لماذا سمي بحر النجف بهذا الاسم ؟ ومتى أصابه الجفاف؟ وهل سيرجع الماء إليه قبل ظهور الإمام الحُجَّة المنتظر المهدي عجَّل الله فرَجَه الشريف،وهل جاءت فيه رواياتٌ أرجو أن تنهلوا علينا من علومكم المكنونة..؟
********
الموضوع التاريخي: تحقيق حول بحر النجف .
  تفاصيل: بحر النجف وعلاقته بنبيّ الله نوح عليه السلام/ أخبار متعارضة حول مكان جبل النجف/ علاج التعارض بين الأخبار/ مكان جبل النجف في النجف الأشرف/ القرائن الدالة على الإثبات/ ما هو دور الجبل في علامات الظهور الشريف؟ . 
بسم الله جلَّت عظمته
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
   الجواب: بحر النجف له علاقة وطيدة بنبيّ الله نوح عليه السلام وابن زوجته كنعان الذي رفض الصعود إلى السفينة عند الطوفان وقال كلمته المشهورة التي ذكرها القرآن الكريم عنه لما طلب منه أبوه نوح عليه السلام الصعود الى السفينة فرفض وقال:( سآوي الى جبل يعصمني من الماء...) هود 43.
وهناك أخبار متعارضة حول مكان الجبل، وكلتاهما متكافتان: فالطائفة الأولى تقول: إن مكانه هو في ظهر الكوفة (أي النجف الحالية)، والطائفة الثانية تقول إن مكانه في الموصل.
   أمَّا الطائفة الأولى: يكشف عنها خبران:
 (الخبر الأول): هو خبر علل الشرائع باب 26 ج 1 ص44.
 (الخبر الثاني): خبر تفسير العياشي في باب تفسير سورة هود ج 2 ص 159 ح 36.
   والطائفة الثانية: يكشف عنها خبران كلاهما في تفسير العياشي ج2 ص 159 ح 37: الأول: هو خبر أبي بصير  وفي نسخة أخرى: ليس الراوي أبا بصير بل هو إبن أبي نصر عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام). والثاني: هو خبر أبي بصير عن مولانا الإمام أبي الحسن موسى عليه السلام.
    والطائفة الثانية أرجح سنداً من الأولى، ولكن الأولى أرجح دلالة من الثانية لوجود قرينتين تثبتان الواقع الخارجي في إثبات مكان الجبل في النجف وليس في الموصل، وبحدود اطلاعنا ليس هناك جبلٌ في الموصل إسمه نجف أو منطقة إسمها النجف..فإن خبر العلل واضح في أن الجبل كان في ظهر الكوفة أي النجف، وخبر العياشي واضح في أن جبل الجودي موقعه فرات الكوفة.
  بالإضافة الى ذلك: من الراجح أن ترسو السفينة في الكوفة باعتبارها الموطن الأول للنبيّ نوح عليه السلام من جهة، ولأن الطوفان بدأ منها، فمن المناسب أن يرجع نوح عليه السلام الى موطنه وليس إلى مكان بعيد عنه، كما أن العرف القديم والجديد يتبادر إليه من لفظ (النجف) هو ظهر الكوفة وليس الموصل... 
وهاتان القرينتان مع متفرعاتهما كانتا السبب الوجيه في ميلنا إلى ترجيح الطائفة الأولى على الثانية والله تعالى هو العالم.
 وإليكم خبر علل الشرائع الواضح في أن جبل الجودي هو النجف الحالية، قال الشيخ الصدوق في الباب السادس والعشرين: (العلة التي من أجلها سمى النجف نجف): حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسن بن يزيد النوفلي عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي نعيم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن النجف كان جبلاً وهو الذي قال ابن نوح: (سآوي إلى جبل يعصني من الماء..) ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه ، فأوحى الله عز وجل إليه يا جبل أيعتصم بك مني فتقطع قطعا قطعا إلى بلاد الشام ، وصار رملاً دقيقاً، وصار بعد ذلك بحراً عظيماً وكان يسمى ذلك البحر بحر ( ني ) ثم ( جف ) بعد ذلك فقيل ني جف فسمي بنجف ثم صار الناس بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم .
فيبدو من هذا الخبر أن جبل الجودي كان مهيمناً على منطقة النجف فلمّا نزلت النقمة عليه تفتت فصار سهلاً ممتلئاً بالماء كالبحر الكبير وكان يسمى ببحر (ني) فلمّا جف الماء سمي بالنجف.
 وسؤالكم الأخير حول دوره في عالم الظهور وهل سيرجع الماء إليه..؟ 
  نجيب عليه بما يلي:ليس لدينا علم بما سيؤول أمر سهل النجف القريب من ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله قبل ظهور إمامنا المعظم الحجة القائم عليه السلام.. نعم هناك رواية مجمله نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن مولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله قال:"إذا وقعت النار في حجازكم وجرى الماء بنجفكم فتوقعوا ظهور قائمكم". فظاهر الرواية أن الماء سيجري في النجف بشكل عام ومنه سهل النجف بسبب كثرة الأمطار، فقد أورد الشيخ النباطي في كتابه الصراط المستقيم صفحة 259 عن مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام قال:" إذا ملأ هذا نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار في الحجارة والمدر، وملكت بغداد التتر، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر ".
  وبحسب تتبعنا لتاريخ بحر النجف أن المياه كانت متوفرة فيه ثم بدأ بالجفاف في عام 1887م واكتمل الجفاف التام عام 1915ميلادياً، ولقد ذكر السيد محمد على الطبطبائي في كتابه( مائتان وخمسون علامة صفحة 170 ح رقم 205) رواية عن الإمام الباقر عليه السلام يدعي أنه قال:" إذا جفّ بحر النجف ومضى عليه مائة سنة فارتقبوا رجلاً، قيل: ومن هو يا بن رسول الله؟ قال: (ميم وحاء وميم ودال) أي محمد.
 ويقولون إن المياه بدأت تتجمع في بحر النجف ورغم جفاف الأنهار عام 2018 م إزدادت كمية المياه في بحر النجف..ولم يذكر السيد المذكور مصدر الرواية وقد نقبنا عنها فلم نعثر عليها بحدود وسعنا وطاقتنا..والله العالم.
والله تعالى هو الموفق للصواب، والعاقبة للمتقين.
 غريب الديار خادم الحجج الأطهار عليهم السلام
محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ 6 ربيع الأول 1444 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2110
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29